يتلقّى الناس مؤخراً رسائل نصّية تزعم أنّهم كانوا على اتصالٍ بأشخاص ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا. تأخذ الرسائل مظهراً رسمياً مدعية أنها صادرة عن مركز السيطرة على الأمراض، لكنّها تحوي رابطاً مصمماً لجذب الناس الذين يساورهم القلق بشأن صحتهم، وسرقة معلوماتهم الشخصية.
هذا النوع من الاحتيال شائع، وقد أدّت حالة التباعد الاجتماعي والعزل المنزلي التي فرضتها السلطات إلى قيام المحتالين بتكثيف أنشطتهم وسرقة البيانات الشخصية للناس. يتوقّع مكتب التحقيقات الفدرالي ارتفاعاً في مختلف أنواع النصب والاحتيال, حيث تكون المخاطر حالياً أعلى نظراً لأن الكثيرين منّا بات يعمل أو يدرس من المنزل، وهو موقف يجعلهم خارج أي حمايةٍ رقمية كانوا يتمتّعون بها في المدرسة، أو في مكان العمل.
وفي حين أن بعض شركات التكنولوجيا والوكالات الحكومية تتخّذ إجراءات تهدف لمحاربة عمليات الاحتيال، لكن ربما تتعرّض لبعضها حتّى في أماكن ربما لن تتوّقعها.
إليك نظرة عامة على بعض أساليب الاحتيال التي تنتشر في الوقت الحالي.
1. رسائل نصية مزيفة
تعمل بعض كبرى شركات التكنولوجيا والوكالات الحكومية في العالم حالياً على تطوير تطبيقات تنبه الأشخاص حول ما إذا كانوا على اتصال، أو بالقرب من شخصٍ ما مصابٍ بفيروس كورونا أم لا، مما يضفي نوعاً من المصداقية على هذا النوع من الرسائل النصية المزيفة. لذا في حال لم تقم بتحميل مثل هذه التطبيقات وتفعيلها -رغم أنّ معظمها لم يبدأ بالعمل حتّى الآن- ينبغي ألا تتوقع من مركز السيطرة على الأمراض، أو أي وكالةٍ حكومية أخرى أن ترسل إليك هذا النوع من الرسائل.
سيؤدّي بك فتح الرابط المُرفق في الرسالة إلى مطالبتك بإدخال معلوماتٍ شخصية مثل اسمك، عنوانك، ورقم الضمان الاجتماعي الخاص بك (وهذا أسوأ). يوصي الخبراء بعدم الردّ على مثل هذه الرسائل، لأنها تؤكد أن رقم هاتفك يعمل، وجاهز لاستقبال المزيد من الرسائل المزيّفة.
2. رسائل الاحتيال المالية
في الواقع، تُعتبر عروض العمل من المنزل والحصول على دخلٍ إضافي أكثر جاذبية حالياً، ولكن هذا النوع من العروض يمكن أن يكون وسيلة لسرقة أموالك. فإذا استجبت إلى مثل هذه الرسائل التي تقدم عروض العمل من المنزل، فستكون مُضطراً لتقديم معلومات لها عن حسابك المصرفي، كي تتمكّن من الحصول على الأموال. في البداية يدفع لك المحتالون مبلغاً من المال، ثم بعد فترة يطلبون منك إعادة قسمٍ من المال من خلال التحويل الإلكتروني، أو دفع عن طريق شيكات.
تُعتبر هذه الطريقة شكلاً مختلفاً عن الاحتيال النيجيري (أحد أنواع الاحتيال عبر الإنترنت)، والذي كان مُنتشراً سابقاً.
3. هجمات البريد الإلكتروني
تُقدّر جوجل أن عدد الرسائل غير المرغوبة بها والتي تصل إلى المستخدمين بنحو 240 مليون رسالة يومياً تقريباً، لكّن الشركة أعلنت في الأسبوع الماضي أنّ أكثر من 18 مليون رسالة بريد إلكتروني غير حقيقية (احتيالية) يتمّ إرسالها يومياً تتعلّق بفيروس كورونا. كانت تلك الرسائل في معظمها تحاول حث المستخدم على فتح الرابط المُرفق، وتقديم معلوماتٍ شخصية. كما تحوي معلومات مُحدّثة تتعلّق بفيروس كورونا كتمويه.
بعض الرسائل تبدو وكأنها من المدراء في العمل، وهو أسلوب مثير للانتباه خاصة أن معظم الناس يقطنون في مناطق بعيدة عن مكان العمل حالياً. كما تشبه بعض الرسائل المزيفة أسلوب الرسائل التي يرسلها الأطباء، أو الوكالات الحكومية، أو المؤسسات التعليمية للناس.
4. مواقع مُزيّفة متخصصة بفيروس كورونا
تتخذ شركات التكنولوجيا الكبيرة ووسائل التواصل الاجتماعي إجراءاتٍ صارمة لمحاربة نشر المعلومات الخاطئة والمُضللة عن فيروس كورونا على الإنترنت، لكن مواقع الإنترنت المزيفة التي تبيع علاجات وهمية، أو حتى الترويج لمعلومات سيئة؛ لا تزال تظهر بشكل منتظم. على سبيل المثال، في أواخر شهر مارس/ آذار الماضي، أغلقت وزارة العدل موقعاً على الإنترنت يعرض لقاحاً مُزيفاً ضد فيروس كورونا.
وقامت شركة فيسبوك مؤخراً بتحديث سياساتها المتعلّقة بنشر المعلومات المضللة عن الفيروس، بعد وقتٍ قصير من صدور تقرير عن مجموعة «آفاز» غير الحكومية التي ادّعت أن المعلومات المضللة تنتشر بسرعة عبر فيسبوك. يقوم فيسبوك الآن بإرسال تنبيه إلى المستخدمين إذا ما تفاعلوا مع المنشورات الخاطئة، وتقوم بتوجيههم إلى موقع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها للحصول على المعلومات الصحيحة.
5. جمع البيانات
يلجأ الناس في هذا الوقت من التباعد الإجتماعي والحجر المنزلي إلى أي شيءٍ مسلّ لتمضية الوقت، مثل مسابقات واستبيانات وسائل التواصل الاجتماعي. في الواقع، من الممتع تذكّر سيارتك الأولى، أو معرفة اسم مغني الراب المفضّل لديك، أو ما هو طعامك المُفضّل، اسم الشارع الذي تعيش فيه وما إلى ذلك من المعلومات. لسوء الحظ، هذه المعلومات حساسة، وقد تحصل عليها مواقع التصويت الاجتماعي منك دون أن تعي خطورة ذلك، وهي تتشابه إلى حدٍ كبير مع الأسئلة الشائعة المُستخدمة عند محاولة استرداد كلمات المرورالمفقودة. بذلك يتمكّن المحتالون من سرقة حسابك ببساطة، أو يجمعون بياناتٍ لأهداف أخرى.
قد يكون هذا الأسلوب في جمع المعلومات أقلّ خطراً من هجمات الاحتيال الإلكتروني الأخرى، ولكّن تقديم المعلومات الشخصية عبر الإنترنت مهما قلّ شأنها في نظرك ليس ممارسة جيدة. إذا كنت ترغب في المشاركة في هذا النوع من الاستبيانات أو الاختبارات، فمن الأفضل التقاط صورة للاستبيان أو الاختبار، أو حتى كتابة فكرة مشابهة في شكلها ومضمونها، ومشاركتها مع مجموعةٍ محددة من الأصدقاء عبر تطبيق آمن.
بالإضافة إلى هذه الأنواع من عمليات الاحتيال، يجدر بك توخّي المزيد من الحذر في كل ما يتعلّق بتعاملاتك الرقمية خلال هذه الفترة الصعبة. كما يمكن أن تظهر مشكلات الخصوصية والأمان في أي وقت، كما حدث مؤخراً من انتهاك للخصوصية عبر منصّة «زووم» للمحادثة عبر الإنترنت.