إننا جميعاً، وبدون استثناء، واقعون تحت رحمة مجموعات البطاريات في هواتفنا الذكية وحواسيبنا المحمولة. وما أن تنفد طاقتها، حتى تتوقف حياتنا مؤقتاً بانتظار العثور على مأخذ كهربائي للشحن. وبالتالي فإن فترة العمل المتوقعة للبطارية من أهم المواصفات التي نبحث عنها لدى شراء جهاز جديد.
لا يرغب أي شخص منا بأن يمضي يومه قلقاً حول إمكانية العثور على مكان حيث يمكن أن يشحن حاسبه المحمول، وبالتالي يمكنك أن تتخذ بعض الإجراءات الوقائية للتقليل من استهلاك طاقة البطارية. وباعتماد التغييرات والتخصيصات المناسبة لنظام التشغيل، وبعض العادات الجيدة، يمكن أن تتابع عملك لفترة طويلة بدون أن تبقى مقيداً قرب الحائط.
- عدّل من إعدادات الشاشة
من أكبر نواحي استهلاك طاقة بطارية الحاسوب المحمول هي تلك الشاشة الساطعة عالية الدقة، وأي شيء تفعله لتخفيف هذا الاستهلاك سيؤثر إيجاباً على استهلاك بطاريتك.
يمكن أن تبدأ بالسطوع: خفف من سطوع شاشتك قدر المستطاع، بدون إجهاد عينيك، وباستخدام أية اختصارات على لوحة مفاتيحك. كما يمكنك إجراء تعديلات أكثر تفصيلاً بالدخول إلى النظام (System) ومنها إلى العرض (Display) في إعدادات ويندوز (Windows Settings)، أو الدخول إلى العرض (Displays) ضمن تفضيلات النظام (System Preferences) في نظام تشغيل ماكينتوش.
ديفيد نيلد/ بوبيولار ساينس
خيارات الطاقة في نظام تشغيل ماكينتوش
يمكن أن تعثر على الكثير من ميزات توفير الطاقة في نظام التشغيل لحاسوبك المحمول.
إضافة إلى هذا، فإن الشاشات التي تنطفئ ذاتياً بشكل أسرع عند التوقف عن استخدامها تستهلك طاقة أقل. لتعديل هذه الميزة، وغيرها من خيارات توفير الطاقة، يمكن أن تختار الطاقة والنوم (Power& sleep) في قسم النظام (System) من الإعدادات (Settings) في ويندوز، أو موفر الطاقة (Energy Saver) من تفضيلات النظام (System Preferences) في نظام تشغيل ماكينتوش.
توجد إعدادات أخرى على نفس النوافذ السابقة، لوضع الأقراص الصلبة على وضعية "النوم" (أي أنها ستستغرق وقتاً أطول للعودة إلى العمل، ولكن باستهلاك أقل للطاقة)، ووضع الأجهزة المتصلة بالناقل التسلسلي العام USB على وضعية توفير استهلاك الطاقة، وغير ذلك. لن تحدث هذه التعديلات فرقاً كبيراً، ولكن قد تزيد من فترة عمل البطارية بتفعيلها. إذا كنت تعمل على ويندوز، هناك نمط عمل خاص بتوفير طاقة البطارية بحيث يمكنك من زيادة الوقت الفاصل بين عمليات الشحن إلى أقصى حد ممكن. للعثور عليه، يمكنك أن تنقر على أيقونة البطارية في شريط المهام.
- خفف من عبء العمل
كلما ارتفع ضغط العمل على حاسوبك المحمول، ازداد استهلاك طاقة البطارية. ولهذا، إن كنت بعيداً عن المأخذ الكهربائي، يجب أن تغلق أية برامج تعمل في الخلفية ولست بحاجتها فعلياً. وستدوم البطارية لفترة أطول إذا كان جهازك يشغل عدداً أقل من التطبيقات، بدون أية برامج عالية الاستهلاك للموارد، مثل الألعاب وبرامج تحرير الفيديو.
أيضاً، يستهلك متصفح الإنترنت من البطارية أكثر مما قد تعتقد. وبالتالي يجب أن تقاوم إغراء فتح العشرات من الصفحات في ذات الوقت، وسيشكرك جهازك على هذا. وعند التصفح، تجنب الدخول إلى مواقع الفيديو ذات البث المباشر. حيث أنها عادة تستهلك الكثير من الطاقة لأنها تبقي الشاشة في حالة عمل متواصلة، كما أنها تتطلب مقداراً لا بأس به من قدرة المعالج.
ديفيد نيلد/ بوبيولار ساينس
نمط الطيران في ويندوز
- أطفئ الواي فاي والبلوتوث لتخفيف الضغط عن حاسوبك المحمول
يشكل الصوت فرقاً أيضاً. حيث أن مكبرات الصوت التي تضج بالموسيقى تستهلك أكثر من الصمت، أو سماعات الأذن الصغيرة. وإذا كان بالإمكان، خفف الصوت أو استغن عنه تماماً.
من الأمور التي تستهلك من طاقة البطارية، وإن بمقدار صغير، إبقاء الاتصال بالواي فاي والبلوتوث مفعلاً. إن كان بوسعك إطفاء هذه الاتصالات والعمل بدون إنترنت، والاستغناء عن الفأرة اللاسلكية وغيرها من الطرفيات، فستحصل على زيادة صغيرة في مدة عمل البطارية. ليست هذه النصائح كافية لإحداث تحسينات كبيرة، ولكنها قد تكفيك لقضاء يومك بدون مشاكل.
- حافظ على صحة هذه البطارية
تتردى بطاريات شوارد الليثيوم بشكل طبيعي مع الزمن، ولكن إذا عاملت بطارية حاسوبك المحمول بشكل صحيح، ستستمتع باستخدامها لفترة أطول. ويمكنك أن تبدأ بتجنب البيئات شديدة الحرارة أو البرودة، حيث أن البطاريات لا تحب درجات الحرارة المتطرفة، والتي تنقص من عمرها بسرعة.
يمكن للتطبيقات عالية الاستهلاك للموارد أن تتسبب بتوليد حرارة ضارة لبطارية جهازك. ما يعيدنا إلى ضرورة الاقتصار على المهام والبرامج الخفيفة عند عدم توافر مصدر شحن. وإذا كان لا بد من جلسة ألعاب أو تغيير صيغة فيديو، فقد ترغب باستخدام مبرّد للحاسوب المحمول لتبديد الحرارة بفعالية أكبر، والحفاظ على عمر البطارية.
أولو إيليتو/ أنسبلاش
تخزين الحاسوب المحمول
إذا كنت ستترك حاسوبك المحمول بدون استخدام لفترة طويلة، اتركه بنسبة شحن 50%.
ما زال الجدل محتدماً في الأوساط التقنية حول المقاربة الأفضل "صحياً" لإعادة شحن البطاريات. وتقترح أحدث النصائح أن الاستهلاك والشحن بنسب قليلة هو الأفضل على المدى البعيد، وذلك بدلاً من استهلاك طاقة البطارية بشكل كامل كل مرة، على الرغم من وجوب تفريغها بشكل كامل حوالي مرة واحدة شهرياً. كما أن فصل الحاسوب المحمول عن الكهرباء عند امتلاء البطارية، بدلاً من تركه متصلاً بشكل متواصل، يعتبر أفضل لعمر البطارية أيضاً.
أخيراً، إذا كنت ستترك جهازك بدون استخدام فترة طويلة، تنصح شركة آبل وغيرها بترك البطارية بنسبة شحن 50%، حيث أن تركها مشحونة بالكامل أو مفرغة بالكامل لفترات طويلة قد يتسبب لها بأضرار دائمة.