كيف تستعيض عن حاسوبك المحمول بجهاز لوحي ذكي

6 دقائق
مايكروسوفت سيرفيس برو فكر بجعل أحد الأجهزة اللوحية جهازك الحاسوبي المقبل.

اعتادت الشركات منذ فترة طويلة على الترويج للأجهزة اللوحية كأجهزة حاسوبية تمتلك قدرات جيدة، حيث يرجع ذلك على الأقل إلى حاسوب مايكروسوفت اللوحي عام 2001. وفي السنوات القليلة الماضية، ونظراً للتطور الملحوظ الذي طرأ على قدراتها العتادية والبرمجية، فقد بدأت تميل لتصبح بدائل حقيقية عن الحواسيب المحمولة.

إذا كان جهازك الحاسوبي المعمّر يقترب من نهاية عمره الإنتاجي، فكّر عندئذ بالاستعاضة عنه بجهاز لوحي جديد لتحظى بتجربة حاسوبية أكثر بساطة، وتتطلب مواصفات عتادية أقل. سنقوم فيما يلي بشرح أنواع الحوسبة التي تنفذها الأجهزة اللوحية بالشكل الأفضل، الإيجابيات والسلبيات المتعلقة باستبدال الأجهزة، وكل شيء آخر تحتاج إلى معرفته.

اتخذ القرار
لقد أصبحت الفجوة بين الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية أصغر من أي يوم مضى، ولكن كل نوع منهما يتفوق في مجالات مختلفة، ولن يكون الانتقال بينهما هو القرار الصحيح بالنسبة لكافة المستخدمين. لذلك قبل أن تتورط بإنفاق أي مبلغ، تعرف إلى ما يمكن لهذه الأجهزة أن تفعله وما تعجز عن فعله.

قبل أن تتخذ قرارك، قم بتدوين المهام التي تستخدم حاسوبك المحمول للقيام بها، والتطبيقات التي تعاود استخدامها مراراً وتكراراً. قم بعد ذلك بالبحث عن الأجهزة اللوحية المكافئة لتكوّن فكرة أفضل عما إذا كان التحول إلى أحدها هو الخطوة الصحيحة بالنسبة لك. على سبيل المثال، إن كنت لا تستطيع العمل بدون أن تستخدم فأرة ولوحة مفاتيح مناسبتين، عندئذ استمر باستخدام الحاسوب المحمول أو المكتبي: بالرغم من أنه يمكنك توصيل فأرة بجهازك اللوحي عبر البلوتوث، إلا أنه ليس مصمماً لهذا النوع من التحكم الرئيسي.

بالإضافة إلى المكونات الإلكترونية الصلبة، تعتمد قدرات الأجهزة اللوحية على تطبيقاتها. بالرغم من أنه يمكنك العثور على برامج لتحرير النصوص، ومعالجة النصوص، وجداول البيانات، إلا أن إصدارات البرامج الخاصة بالأجهزة اللوحية لا توفر ميزات بقدر ما توفره الإصدارات العاملة على الحواسيب المحمولة، كما أنها عادة ما تعاني في التعامل مع الملفات الكبيرة أو التعامل مع عدد كبير من الملفات. لذلك إذا كنت كثيراً ما تستخدم حاسوبك المحمول لتحرير الصور أو كتابة النصوص، قد لا يكون الجهاز اللوحي الخيار الأفضل بالنسبة لك.

من ناحية أخرى، إن كنت تعتمد على متصفح الإنترنت في إجراء الكثير من مهامك الحاسوبية، عندها يصبح التحول إلى الجهاز اللوحي منطقياً أكثر. ما زال بإمكانك قضاء الوقت مع نيتفليكس، سبوتيفاي، البريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي دون الحاجة إلى تغيير أي من عاداتك. وإن كنت معتاداً على تخزين معظم ملفاتك على السحابة الإلكترونية (الإنترنت)، فإن التحول سيكون سهلاً.

اختر جهازاً لوحياً
تختلف عملية التحول إلى حد كبير وفقاً لقائمة الشركات المصنّعة المرشحة: فكل من آي. أو. إس، أندرويد، و "ويندوز 10 " لديها أنظمة تشغيل مخصصة للأجهزة اللوحية تختلف فيما بينها بشكل كبير. لكي تتجنب الشعور بالإحباط عندما تقدم على قفزة كهذه، سيتعين عليك أن تختار الجهاز المناسب.

هذا يعني أنه لن يتعين عليك تقييم حاجاتك من الجهاز اللوحي الجديد فحسب، بل سيتعين عليك أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار نظام التشغيل الحالي الذي تستخدمه. على سبيل المثال، إن كنت تستخدم الآن نظام ماك-أو-إس، يصبح الآيباد خياراً معقولاً، لأن الكثير من التطبيقات مثل سفاري وبيجز ستتمكن من التخاطب فيما بينها. وكذلك يصبح التحول من حاسوب محمول يعمل بنظام ويندوز 10 إلى جهاز لوحي يعمل بنظام ويندوز 10 عملية في غاية السهولة.

اختر الآن جهاز آيباد، وستحصل على نظام آي-أو-إس 11. حيث يتوفر أحدث إصدار من نظام تشغيل آبل على ميزات معينة تجعل من الأسهل استخدام الأجهزة اللوحية كحواسيب متكاملة، بما في ذلك شريط التطبيقات، إمكانية فتح الملفات والصور بسحب أيقوناتها وإلقائها بين مختلف التطبيقات، ودعم تشغيل اثنين من التطبيقات جنباً إلى جنب. تتميز أغلى فئة من أجهزة "أيباد برو" (ابتداءً من 649 دولار أميركي) بمنافذ إضافية للاتصال بلوحة المفاتيح، بالرغم من أن أي جهاز آيباد (ابتداءً من 329 دولار) يمكنه الاتصال بلوحة مفاتيح عبر البلوتوث.

نظام التشغيل أندرويد ليس معداً ليعمل بالشكل الأمثل تماماً على الأجهزة اللوحية كما هو الحال مع النظام آي-أو-إس. فبينما يكون لديك تطبيقات مفتوحة جنباً إلى جنب، لن تجد شريطاً للأيقونات، أو أي دعم لسحب أيقونات الملفات بين التطبيقات ليتم فتحها. مع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يقضون وقتاً طويلاً في استخدام تطبيقات وخدمات جوجل، فإن الجهاز اللوحي الذي يعمل بنظام أندرويد سيكون ربما الخيار الأفضل لهم.

ينبغي لهذا الخيار أن يكون مرشحاً أيضاً لأولئك الذين يفضلون طبيعة أندرويد القابلة للتعديل بنسبة أكبر، والتي تتضمن خيار تزيين الشاشة بالبرامج المصغرة. تصنع العديد من الشركات المصنعة أجهزة لوحية بقدرات عالية. بالنسبة لفئة الأجهزة باهظة الثمن، فإننا ننصح بالجهاز اللوحي "سامسونج جالاكسي تاب إس 3" (سعره الآن 478 دولار على أمازون)، وقد يفضل من يحبون التسوق وفق ميزانية محددة جهاز "أمازون فاير إتش دي 10" (سعره الآن 100 دولار على أمازون).

ثم يأتي دور ويندوز 10؛ نظراً لأن مايكروسوفت قامت بتطوير نظام تشغيلها هذا ليعمل على الحواسيب التقليدية والأجهزة اللوحية على حد سواء، فإن جهازاً لوحياً يعمل بويندوز 10 سيوفر لك كل شيء يوفره لك حاسوب محمول يعمل بنظام ويندوز، بما في ذلك تطبيقات سطح المكتب.

ستفقد قليلاً من القدرة الحاسوبية، نتيجة لعامل الحجم الأصغر، وعليك أن ترضى باستخدام لوحة مفاتيح وفأرة أصغر حجماً (بالرغم من أن بعض النماذج تتيح لك توصيل أجهزة طرفية من القياس الكبير). إن كنت تستخدم الآن حاسوباً محمولاً يعمل بنظام ويندوز 10، فسيكون أي جهاز لوحي يعمل بنظام ويندوز 10 خياراً منطقياً للغاية بالنسبة لك. هذا النظام متوفر على مجموعة متنوعة من الأجهزة، مع سلسلة "سيرفيس برو" التي تطرحها مايكروسوفت (تبدأ أسعارها من 799 دولار على أمازون) والتي تتصدر كافة النماذج المتاحة في السوق.

خذ ما يكفي من الوقت عندما تختار جهازاً لوحياً، فأنت بحاجة إليه لكي يدوم لوقت طويل. إن كنت ترغب بتنفيذ مهام أكثر استنزافاً للموارد، كالألعاب، أو تحرير الفيديو، أو تحرير الصور، فعليك عندئذ أن تسعى للحصول على جهاز بقدرات حاسوبية أعلى (وبكلفة أكبر). ألق نظرة أيضاً على البرامج الملحقة والإضافات البرمجية المتوفرة من أجل الأجهزة اللوحية التي تضمها قائمة خياراتك المفضلة، لأن هذا الأمر قد يسهل عليك أن تقرر ما هو الأفضل بالنسبة لك.

انقل ملفاتك
بعد أن تختار جهازك اللوحي، حان الوقت لكي تنقل جميع ملفاتك إلى بيئة العمل الجديدة تلك. أولاً، احرص على أن تقوم بتشغيل حاسوبك المحمول وجهازك اللوحي على التوازي لفترة قصيرة من الزمن بعد نقل الملفات، لكي تتمكن فقط من حل أي مشاكل محتملة قبل أن تودع جهازك المخلص القديم.

بعد ذلك، قم باختيار إحدى خدمات المزامنة للتخزين السحابي، وهي الطريقة الأسهل لنقل الملفات جهاز إلى آخر. فكل من الخدمات "دروب بوكس"، "جوجل درايف"، و"ون درايف" تعمل على كافة أنظمة التشغيل الرئيسية: ماك-أو-إس و آي-أو-إس، أندرويد، وويندوز 10.

تمثل الخدمة "آي كلاود" خياراً آخر جيداً، على الرغم من أنها متاحة فقط على أنظمة تشغيل آبل ونظام ويندوز 10، وبالتالي فهي لا تلائم مستخدمي أندرويد. بناءً على عدد الملفات التي لديك، قد تضطر لدفع المال مقابل الحصول على مساحة إضافي من التخزين السحابي، ولكن هذه العملية برمتها ينبغي أن تبقى أكثر بساطة وأقل كلفة من شراء قرص صلب خارجي.

تعمل كل من خدمات المزامنة للتخزين السحابي هذه بطرق متماثلة. للبدء باستخدامها، تقوم بتنصيب تطبيق حاسوبي على حاسوبك المحمول، وتستخدمه لنقل ملفاتك إلى السحابة الإلكترونية. (إن كنت تستخدم آي-كلاود على ماك-أو-إس أو ون-درايف على ويندوز-10، فربما يكون نظام التشغيل قد تولى هذه المهمة نيابة عنك).

بعد ذلك، يمكنك أن تنصب التطبيق المناسب على جهازك اللوحي. والآن، ها قد انتهيت، فقد أصبح بإمكانك الوصول إلى جميع ملفاتك السحابية من جهازك الجديد، على الرغم من أن نظام التشغيل لن يقوم بتحميلها إلى جهازك اللوحي إلا إذا كنت بحاجة إليها. لمزيد من المعلومات حول التخزين السحابي، راجع دليلنا المتعلق بالنسخ الاحتياطي للصور.

حمّل تطبيقاتك
لا يمكن للملفات وحدها أن تجعل من جهازك اللوحي جهازاً حاسوبياً. فأنت بحاجة أيضاً إلى تحميل كافة تطبيقات المفضلة – أو الإصدارات البديلة عنها – التي كنت تستخدمها على حاسوبك المحمول.

بالحديث عن القائمة التي أعددتَها من تطبيقات سطح المكتب – كجزء من عملية البحث التي قمت بها – والتي تعتمد عليها أكثر من غيرها؛ فإن الكثير منها الآن لديها تطبيقات مكافئة من أجل الأجهزة النقالة، على الرغم من أنها لا توفر دائماً ميزات مثيلة لها. على سبيل المثال، إليك قائمة بالاختلافات بين الإصدارات المختلفة من مايكروسوفت وورد، ويمكنك العثور على قوائم مشابهة تتضمن مقارنة الميزات من أجل تطبيقاتك كافة.
يعد تنصيب هذه البرامج أمراً يماثل ببساطته زيارة متجر تطبيقات نظام التشغيل لديك.

نظراً لأن الحوسبة اللوحية تعتمد بشكل كبير على وجود متصفح جيد للإنترنت، احرص على تحميل متصفحك المفضل. ثم قم بعد ذلك بتسجيل الدخول على حسابك الخاص على أي من جوجل، مايكروسوفت، أو فايرفوكس (وفقاً لنوع المتصفح لديك) لكي تقوم بإجراء نسخ متزامن للبيانات على حاسوبك المحمول مثل كلمات المرور، وقوائم العناوين المرجعية لمواقع الإنترنت التي تهتم بها.

مرة أخرى، إن كان بإمكانك تشغيل كل من جهازك اللوحي وحاسوبك المحمول جنباً إلى جنب لبضعة أيام، يمكنك عندها أن تتأكد من أن كل ما تحتاجه قد تم نقله بنجاح.

مع انتهائك من نقل بياناتك وتطبيقاتك كافة، يمكنك عندئذ أن تستمتع بسرعة الأداء والبساطة التي تترافق مع اختيارك لجهاز لوحي لكي يكون جهازك الحاسوبي الرئيسي. بالإضافة إلى أنك تحصل على فائدة الاستلقاء على الأريكة دون الحاجة إلى التعامل مع لوحة مفاتيح كبيرة. وإن وقع اختيارك على جهاز لوحي ليس مثالياً ليكون مركزاً لحياتك الرقمية، فتبقى العودة إلى الحاسوب المحمول متاحة أمامك دائماً في المرة القادمة.

المحتوى محمي