كيف تصلح هاتفك الذكي في الحالات الطارئة؟

5 دقائق
هل تلف هاتفك؟ إليك ما ينبغي فعله.

في المرة القادمة التي تُسقط فيها هاتفك أو تغمره المياه أو يتلف هاتفك الذكي الثمين بشكل ما؛ لا تفزع! يكفي أن تتبع هذه النصائح الأساسية لتستعيد ما يكفي من عمل جهازك لمدة قصيرة تساعدك في الحالات الطارئة. وفي الحالات الحرجة؛ ستساعدك بعض هذه النصائح في استعادة عمل هاتفك الذكي لمدة زمنية قصيرة تتصرف بها، فيما بعد يمكنك أن تذهب به لمحلات الصيانة لإصلاحه بشكل كامل. كما أنني لم أكتفِ بجمع النصائح الموثوقة هنا لإصلاح هاتفك فقط بل ذكرت أيضاً بعض النصائح المشبوهة والخاطئة كي تتجنبها، لأنها إما أنها لا تعمل أو قد تتسبب بضرر أكبر لهاتفك الذكي. وفيما يلي سأخبرك كيف تجري عميلة إصلاح أولية سريعة لجهازك.

الوقاية خير من العلاج: احمِ هاتفك مسبقاً

قبل أن نستعرض عملية الإصلاح الطارئة لهاتفك، إليك بعض الطرق التي تمنع وقوع الضرر منذ البداية.

يتمثل أحد الحلول في شراء هاتف ذكي صلب ومقاوم للتلف بشكل جيد. لذلك في المرة القادمة التي تذهب فيها لشراء الأجهزة الالكترونية، اقرأ بعناية المواصفات المكتوبة على الجهاز وابحث عن تصنيف علامة الحماية العالمية الخاص به. وهذا التصنيف عبارة عن عدد، يدعى علامة الحماية العالمية، أو اختصاراً (IP rating)، وهو يصف إلى أي مدى يمكن للجهاز تحمل الغبار (ويمثله الرقم الأول) والماء (ويمثله الرقم الثاني). وهكذا نجد أن الهاتف الذكي الذي يتمتع برقم حماية أعلى يجعل احتمالية تلف جهازك مستقبلاً مستبعدة.

يتراوح الرقم الأول، الذي يمثل مدى مقاومة الهاتف للجزيئات الصغيرة الصلبة، في مجال ما بين 0 (الذي يعني أنه لا يقاومها تماماً)، وبين 6 (التي تعني أنه يقاومها كلياً). لحسن الحظ، تحقق معظم الهواتف الحديثة الرقم 5 في المقاومة، ما يعني أن الغبار والجزيئات الصلبة الصغيرة جداً قد تتسلل لهاتفك، لكنها لن تتسبب في تلفه أو تعطيل عمله بشكل طبيعي.

أما الرقم الثاني، والذي يمثل مدى مقاومة هاتفك للضرر الذي يسببه الماء وغيره من السوائل (المصطلح التقني لهذا الرقم هو الحماية من دخول السوائل)، فلديه نطاق أوسع: يتراوح من 0 إلى 9. وهكذا نجد أن الأجهزة الالكترونية التي تحقق 4 على سبيل المثال، ستكون مقاومة لانسكاب السوائل والمياه عليها. لكن بإمكانك التفكير في اقتناء جهاز يتمتع بمقاومة أكبر، فالعديد من الهواتف المتوفرة في السوق الآن تحقق رقم 7 في مقاومة السوائل، وتستطيع مقاومة 30 دقيقة من غمرها كلياً في الماء وعلى عمق متر تقريباً. أما الأجهزة التي تحقق رقم 8 فتستطيع البقاء في مكان أعمق ولمدة أطول، لكن العمق الدقيق والوقت الذي تستطيع هذه الأجهزة تحمله في مقاومة السوائل يعتمد على الشركة المصنّعة. هل تذكر رقم علامة هاتف غالاكسي S9، الذي يمثله الرمز IP68؟ حسب ما تقوله شركة سامسونج، يعني هذا الرقم أنك تستطيع غمر الهاتف في أحد السوائل بعمق متر ونصف تقريباً لمدة تصل إلى 30 دقيقة.

وبطبيعة الحال، تحمل الهواتف الذكية الرائدة تصنيفات مقاومة ممتازة. على سبيل المثال، حصل الآيفون إكس على تصنيف IP67، في حين يملك هاتف غالاكسي S9 تصنيف IP68 لكن حتى إن لم يكن هاتفك الذكي يحمل تصنيف IP69 الممتاز، إلا أن حافظة الهاتف ستضفي على الهاتف حماية أساسية. لذلك إن أردت حماية هاتفك الذكي وتجنب تحطمه وانكساره عندما تسقطه بالخطأ، تحتاج إلى حافظة هاتف تغطيّ زواياه وحوافه.

أما إن كنت لا تحب حافظات الهواتف، فأمامك واقيات الشاشة -طبقة رقيقة تُلصق فوق شاشة هاتفك الذكي- تجدها بسعر أرخص من الحافظات وتوفر لك حماية مناسبة للجهاز. مع ذلك، انتبه إلى أن واقيات الشاشة لا توفر الحماية بالمستوى الذي توفره حافظات الهاتف، وفي غالب الأحيان ستحمي هذه الواقيات الشاشة فقط من الخدوش والانكسار وليس كل الهاتف الذكي. لكن من بين مزاياها حماية الشاشة من الانكسار حتى وإن كانت شاشة هاتفك تعاني بالفعل من بعض الشقوق الطفيفة. تابع قراءة المقال لتعرف كيف تتعامل مع الشقوق.

التعامل مع شقوق الهاتف الذكي

قد ينزلق هاتفك الذكي من بين يديك ويهوي سريعاً إلى الأرض محدثاً صوت اصطدام وتحطم. يا له من حظ سيء! لا يوجد نتيجة واحدة لهذه السقطات، فكل اصطدام مع الأرض ينتج عنه تلف ما، قد لا يتضرر هاتفك إلا من بعض الخدوش البسيطة وقد يتحطم إلى أجزاء صغيرة. إن حدث ذلك معك، أول ما يجب عليك القيام به هو تفحص السطح الخارجي لهاتفك الذكي بحثاً عن أي علامات للتضرر، ثم افتح قفل الشاشة لتتأكد أن هاتفك لا يزال يعمل بشكل عادي.

فإن كان هاتفك يعمل، ولم يتعرض إلا لضرر بسيط، فقد لا تحتاج إلى إجراء أي إصلاحات له. مع ذلك، ابق منتبهاً لأي سوائل قد تتسرب منه: قد يأتي هذا السائل من البطارية أو من المادة الذي تجمع الأجزاء الداخلية لهاتفك. في كلا الحالتين، توقف عن استخدام هاتفك إن رأيت ذلك السائل.

من ناحية أخرى، إن تعرض هاتفك الذكي لكسور كبيرة -كافية لترى الأجزاء الالكترونية الداخلية منه- فضعه جانباً. أما إن حاولت شحنه واستخدامه، فقد تسبب له ضرراً أكبر من الذي وقع عليه، أو تتيح الفرصة لبطارية تالفة أن تفسد جهازك كلياً. وبدل أن تفعل ذلك، لا بد أن تذهب به لمهني محترف يصلحه. ضع هاتفك وأي أجزاء الكترونية أخرى سقطت منه في كيس بلاستيكي وأحكم غلقه، ثم اتصل بالشركة المصنعة أو المحل الذي اشتريت منه الهاتف واستفسر منهم عن إصلاح الجهاز أو استبداله.

يقع تعرض الهاتف للشقوق والانكسارات في نقطة ما بين هذين الحالتين: إن كان الهاتف المكسّر لا زال يعمل، فقم بإلصاق واقية شاشة عليه أو حتى قطعة من الشريط اللاصق فوق ذلك الشق. سيجعل هذا أجزاء الشاشة ثابتة في مكانها ويمكّنك من متابعة استخدام الهاتف. لكن إن لاحظت تغير الألوان حول الشق الواقع في الشاشة، فسيحتاج هاتفك إلى شاشة جديدة أخرى.

ومع أنك تستطيع متابعة استخدام هاتفك في هذه الحالة، إلا أنه عليك الاتصال بمهني محترف في تغيير الشاشات في أقرب وقت ممكن، يمكنك العثور عليه إما بالاتصال بالشركة المصنعة أو بالمحل الذي اشتريت منه الجهاز. أما إن كنت تتمتع بطول البال ولديك بعض المهارات في إصلاح الأجهزة الالكترونية، فيمكنك أن تقوم بتبديل شاشة هاتفك بنفسك. لكن قبل أن تفعل ذلك، قم ببعض البحوث. ابحث عن دليل لاستبدال شاشة جهازك مطابق لنوع الهاتف الذي تملكه، حاول إيجاد دليل مفصل يشرح جميع الخطوات. ولكي لا تعاني في البحث، ننصح باستخدام موقع iFixit لأنك ستجد فيه أدلة إصلاح ممتازة لمعظم الهواتف الذكية المعروفة.

معالجة الأضرار الناجمة عن المياه

إن حدث وأسقطت هاتفك خطأ في أحد السوائل، على سبيل المثال في المغسلة أو في كوب عصير، فإن أول خطوة عليك القيام بها هي اخراج الجهاز المغمور وإطفائه. بعد ذلك، قم بتجفيفه بمنشفة أو قطعة ملابس نظيفة وضعه على سطح مستو صلب وذلك بغية تجفيفه تماماً. عندما يجف الجهاز وتتلاشى الرطوبة، لا تقم بتشغيل هاتفك أو شحنه. بدل ذلك، إن كان جهازك يتيح نزع شريحة الاتصال وبطاقات الذاكرة، فقد يساعد نزعهما من الجهاز على حمايتهما من التلف.

لاحظ أن هاتفك قد يستغرق 48 ساعة أو نحوها لكي يجف تماماً. وأثناء انتظارك استغل الوقت للبحث عن تصنيف الحماية لهاتفك في الانترنت وذلك في مواقع مثل موقع GSMArena، وهو مستودع رقمي يضم معلومات عن مختلف أنواع الهواتف الذكية. فإن كان جهازك يحمل التصنيف IP67 أوIP68، فسيكون على ما يرام. لكن حتى إن كان التصنيف أقل مما سبق ذكره، لا داعي للقلق، فمعظم الهواتف الذكية تعمل بشكل جيد بعد جفافها من الانغماس في الماء.

وفي هذا الصدد، ينبغي عليك أن تدع الجهاز يجف ببطء وبشكل طبيعي قدر الإمكان. ومع أن الفكرة قد تغريك، لا ننصحك بتسخين هاتفك الذكي لتسريع عملية الجفاف. لا تستخدم المايكرويف أو المواقد التقليدية لتسخينه، ولا تجففه بمجفف الشعر أو المكنسة الكهربائية، لأن هذه الأجهزة يمكن أن تتلف المكونات الحساسة داخل هاتفك الذكي.

ماذا عن إدراجه في كيس من الأرز؟ مع أن هذه الطريقة نجحت مع بعض الأشخاص، إلا أنها مجرد ضربة حظ لا طريقة جيدة للتجفيف. وحسب ما أخبرنا به متجر تصليح محلي وعدة خبراء استشرناهم حول الأمر، فإن حيلة الأرز لا تعمل حقاً. من ناحية أخرى، تعتبر أكياس السليكا العادية وتلك المخصصة للقطط فعّالة جداً في التجفيف؛ ولهذا تضع الشركات المصنعة الأجهزة الالكترونية الجديدة ضمن السليكا وذلك لإبقائها جافة ولتجنب الرطوبة. لذلك يعتبر وضع كيس من السليكا (يبلغ ثمنه 10 دولارات في أمازون) مع هاتفك الذكي في كيس بلاستيكي محكم الغلق طريقة فعالة في غالب الأحيان لتسريع عملية التجفيف (اطلع على هذه المراجعات في أمازون لتعرف المزيد من التفاصيل). لكن انتبه إلى أن هذه الطريقة ليست مضمونة ولا تنجح دائماً.

أما إن تركت هاتفك ليجف لمدة يومين لكنه لم يشتغل بعد ذلك، فقد حان الوقت للاتصال بخبير مهني في محل الصيانة. ستجد في محل الصيانة والتصليح موظفين مؤهلين لتفكيك جهازك كلياً وتجميعه من جديد، وهناك سيجففون الأجزاء كل على حدا ويعيدونها لمكانها ويستبدلون ما تضرر منها إن اقتضى الأمر ذلك.

المحتوى محمي