يصادف اليوم، 21 سبتمبر/ أيلول، اليوم العالمي لمرض ألزهايمر؛ أحد الأمراض التي عجزت على معالجته الكثير من العلاجات. لكن وفي خضم ذلك كله، هناك تقنيات ذكية أصبح بإمكانها تخفيف معاناة المرضى، وجعل سير حياتهم اليومية أقل وطأة من المعتاد.
يقوم دور هذه التقنيات في المقام الأول على تسيير الأمور الأكثر شيوعاً من حيث التكرار؛ مثل مسائل السلامة الشخصية، التذكر المتعلق بالأنشطة اليومية. ولأن الحاجة أم الاختراع، خرجت هذه التقنيات إلى النور.
أولاً: حلول ذكية
واحدة من أهم المشاكل التي تواجه مرضى الزهايمر، هو التعامل مع الأجهزة التي قد تتسبب في أضرار كارثية؛ مثل الموقد، فمن الوارد أن ينسى المريض إغلاق الموقد بعد الانتهاء، مما قد يتسبب في كارثة. من هنا خرجت بعض الأجهزة ذات المستشعرات التي تستشعر الحركة. بمجرد أن تحدد هذه الأجهزة أن المريض على وشك الخروج من مكان الموقد المشتعل، تقوم بإطلاق إنذاراً واضحاً للتذكير بالأمر، لتفادي الكوارث المحتملة.
الملاحظ أن هذه الأجهزة تتعامل في المقام الأول مع أشخاص يصادف وجودهم منفردين، لذلك فهي تعمل على العمل بشكلٍ أوتوماتيكي، مثل منبه الأدوية، وهو جهاز يطلق تنبيهاً عند حلول موعد الدواء، ويُفتح تلقائياً لإظهار الدواء المرتبط بذلك الموعد حتى يستطيع المريض الحصول على كافة الأدوية التي يحتاجها في موعدها. أضف إلى ذلك أجهزة تحديد الأماكن، والتي تساعد على العثور على الأشياء التي يتكرر فقدانها أو نسيان أماكنها، وجميعها أجهزة ذكية تستطيع تقديم المساعدة بصورة محترفة.
مساعدات ذكية
دخلت أمازون بابتكاراتها العبقرية على خط المساعدة، حيث قدمت أجهزة مرتبطة بمساعدها الذكي المنزلي، لتكون عوناً لمرضى الزهايمر في الكثير من الحالات، ومن بين ذلك على سبيل المثال «Amazon Echo Show»، وهو جهاز ذكي بحجم نحو 13 سنتيمتراً، يمكّن المريض من التواصل مع ذويه أو من يعتنون به عبر أمر صوتي إذا نسِي طرق التعامل مع الهاتف، أو تذكر الأشخاص الذين يجب التواصل معهم بشكلٍ مستمر.
هناك أيضاً جهاز تتبع «AngelSense»، الذي يعد أحد أفضل الأجهزة الخاصة بالسلامة، ومتابعة مكان تواجد المريض بصورة مستمرة. يمكن أن يكون الجهاز عبارة عن سوار قابل للارتداء، أو جزءاً من الاكسسوار المرتبط بالملابس، حيث يتيح لمتابعي المريض من معرفه مكانه بصورة واضحة ومستمرة بشكلٍ دقيق.
وبمرور الوقت استمرت تقنيات إنترنت الأشياء في التحرك نحو مساعدة أكثر تطوراً، من بين هذه الأمثلة؛ مستشعرات النطاق الآمن، وهي مستشعرات تتابع وجود المريض في نطاق معين لبقائه آمناً. فإذا خرج عن النطاق الآمن الذي حدده مسؤول الرعاية؛ يبدأ الجهاز تلقائياً بإصدار تنبيه صوتي واضح للفت انتباه المريض حتى لا يغادر مكانه، وكذلك لإعلام مسؤول الرعاية بذلك.
كذلك أطلّت الروبوتات برأسها في الصورة، حيث يمكن تزويد محل إقامة المريض بروبوت مساعد، يستطيع القيام بالعديد من المهام بصورةٍ مستمرة في حال غياب مقدم الرعاية لفترة من الزمن. يمكن للروبوت التذكير بمواعيد الأدوية وما شابه ذلك من الأعمال البسيطة التي يمكن أن تكون مهمة للمريض، لكنها لا تحتاج إلى تقنيات غاية في التقدم، أو أجهزة مرتفعة التكلفة.
صحيح أن الروبوتات لا يمكن أن تحل محل البشر، والتقنيات التي تعمل على مساعدة مرضى الزهايمر ليست بذلك التطور الهائل الذي يلفت الأنظار كثيراً، لكنها وبصورة واضحة ابتكارات ذكية ومرنة يمكنها تقديم المساعدة بصورةٍ جيدة، من أجل أن يحظى المريض بنمط حياة سهل ومناسب دون معاناة.