لأول مرة بالتاريخ: سيارات تتسابق تحت المجهر!

1 دقيقة
مصدر الصورة: TECHmalak

سنة 1894 دخلت فرنسا التاريخ عندما نظمت أول سباق بالعالم للسيارات المزودة بمحركات، والتي تعمل على الغاز والبخار، وكان على السيارات الـ 12 قطع مسافة الـ 79 كم التي تفصل بين مدينتي باريس وروين، وكان للسباق أهداف تجريبية تتعلق باختبار سلامة وأمان وسهولة استخدام هذه السيارات، وبالمجمل حظي هذا السباق باهتمام كبير كونه الأول من نوعه بالعالم، ولا يزال عشاق السيارات يعتبرونه نقطة مهمة بعالم المحركات.

واليوم بعد مرور حوالي قرن وربع على هذا السباق تدخل فرنسا التاريخ بسباق آخر، سباق لا يشترك مع سباق باريس - روين إلا بأغراضه التجريبية، أما بقية العناصر فهي مختلفة بشكل مذهل. وفيما يلي بعض الاختلافات:

  • 6 سيارات هي التي ستشارك بالسباق الذي يجري بمركز إعداد المواد والدراسات الهيكلية بمدينة تولوز، لكنها سيارات جزيئية، أي أنها تتألف من بضع ذرات، فهي تقاس بالنانو متر (1/1000000 ملمتر).
  • تتحرك السيارات بفعل النبضات الكهربائية.
  • يبلغ طول المسار 100 نانو متر (0.0005 من قطر شعرة من شعر الرأس).
  • يجري السباق تحت مجهر ضوئي مزود بأربع أنابيب.
  • مدة السباق 36 ساعة.

وفي الساعة 10:45 صباح يوم الجمعة الماضي 27 أبريل، انطلقت السيارات النانوية وخلف كل منها أدوات تحكم بالغة التعقيد، فالمسار ليس بتلك السهولة بل يتضمن منعطفين بالغي الصعوبة، كل منهما بزاوية 45 درجة، ويتطلبان تحكماً كاملاً بالعربة. يالنهاية، كان الفوز من نصيب فريق باحثين من جامعة بازل بسويسرا بحسب النتائج التي أعلنت يوم السبت 29 أبريل.

نعم فهذا السباق هو سباق بين الباحثين العاملين على تطوير العربات النانوية والتي سيكون لها شأن عظيم بالمستقبل، فماذا لو تم تزويدها بكاميرات نانوية وإرسالها إلا داخل أحد التفاعلات لدراسته؟ وماذا لو تم إرسالها بمهمة داخل الجسم البشري؟ هذا عدا عن الدارات الكهربائية التي سيصبح بالإمكان تركيبها ذرّة فوق ذرّة، والنفايات التي سيتم تفكيكها إلى ذراتها الأساسية. فاليوم أصبح بإمكان العلماء الوصول إلى أي مكان يرغبون به بالاستعانة بهذه الآلات المتناهية الصغر، لكن ما يجب العمل على تطويره هو قدرة هؤلاء العلماء على التحكم التام بهذه الآلات وتوجيهها بفعالية إلى النقاط المطلوبة والتي تقاس بأبعاد ميكروية أو نانوية. هذا التحدي هو خطوة مهمة لتحقيق جزء من هذه الطموحات.

المحتوى محمي