ما الذي ضحينا به باستخدامنا المفرط للإنترنت؟

3 دقائق
إنترنت, هواتف ذكية, وسائل التواصل الاجتماعي

لا يختلف اثنان على أهمية الإنترنت في حياتنا اليومية، حيث نتواصل من خلاله يومياً، وقد اعتدنا عليه فعلياً لدرجة أننا قد لا ندرك تأثيره السلبي في حياتنا، فالراحة التي نشعر بها عند استخدامه لا تأتِ مجاناً، ولذا ينبغي علينا أن ندرك جيداً الأشياء التي نضحي بها في سبيل الحصول عليه، كي نتعامل بحذر شديد. إليك بعض ما نضحي به كمستخدمين نتيجة الإستخدام المفرط وإدمان الإنترنت.

1. الوقت المهدور على وسائل التواصل الاجتماعي

وقت, مواقع التواصل الاجتماعيو إنترنت

قد تجد جميع أفراد الأسرة يحملون هواتفهم الذكية أثناء تناول الطعام أو التجمعات العائلية بدلاً من الانخراط في محادثات، وهذا ما قد يفعله بعض الأصدقاء خلال مقابلاتهم الدورية، لكن ذلك نذير قلق كبير على أوقاتنا.

فقد أشارت إحدى الإحصائيات لعام 2018  أن الشخص العادي في المتوسط ينفق 136 دقيقة من وقته يومياً متصفحاً شبكات التواصل الاجتماعي، بالمقارنة بـ 135 دقيقة يومياً في العام السابق.

2. الخصوصية أصبحت تُشترى بالمال

وقت, مواقع التواصل الاجتماعي, إنترنت, خصوصية

وفقاً لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث عام 2013، يعتقد حوالي 60% من المستخدمين الذين شملهم الاستطلاع أنه لا يُمكنك أن تظل مجهول الهوية عبر الإنترنت، كما أن 21% من المستخدمين لديهم حسابات إلكترونية تم اختراقها واستولى عليها آخرون، وتمت مضايقة 12% من مستخدمي الإنترنت وسُرقت أرقام الضمان الاجتماعي وبطاقات ائتمان ما يقرب من 11% من المستخدمين.

معظم هذه السرقات والانتهاكات تمت بإذن من المستخدم، فكلما نشر المستخدم معلومات شخصية، أو سمح للتطبيقات والمواقع بوضع الكوكيز لدراسة طريقة استخدامه لهاتفه وحاسوبه، فهو يعينهم على ذلك، وخير دليل لانتهاك خصوصية المستخدمين، هي الإعلانات المخصصة التي قد يراها المستخدم، وتختلف عند مستخدم لآخر، اعتمادًا على اهتمامات كل منهما. لذلك فهي تستهدف أشخاص بعينهم.

3. تأثيره على الصحة والساعة البيولوجية

وقت, مواقع التواصل الاجتماعي, إنترنت

إذا كنت ممّن يتصفحون الإنترنت ليل نهار، في المواصلات وقبل النوم وفي كل مكان، فقد تكون أحد مدمني الإنترنت، ويجب أن تتخلى عن ذلك من أجل صحتك. فالاستخدام المفرط للإنترنت يرتبط ارتباطاً وثيقاً باضطرابات النوم.

ذكر الدكتور يونغ في المجلد السابع عشر من كتاب «الابتكارات في الممارسات السريرية»، أن إدمان الإنترنت يدفع البعض إلى البقاء مستيقظاً طوال الليل، واستخدام حبوب الكافيين للجلوس أطول وقت ممكن أمام الإنترنت.

فالاستخدام الطويل للهواتف الذكية قبل النوم يجعل من الصعب على العقل الاسترخاء، ما يثبط من النوم، كما أن الإشعاع الكهرومغناطيسي المرتبط بالأجهزة المحمولة يؤخر من إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسئول عن ضبط عملية النوم والاستيقاظ لدى الإنسان. فكلما زاد إفرازه، فإنه يساعد الجسم على الاسترخاء والنوم، وكلما تأخر إفرازه، فإنه يحدث اضطراباً في النوم. كما أن التعرض للضوء الأزرق المنبعث من شاشات الأجهزة الإلكترونية يعطل دورة النوم والاستيقاظ، وهذا يؤثر سلباً في الصحة.

4. مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر سلباً في الذاكرة

وقت, مواقع التواصل الاجتماعي, إنترنت

هناك ملايين من المشاركات والصور والمقاطع المرئية للمستخدمين عبر منصات التواصل الاجتماعية، التي تهدف إلى تعزيز التواصل المستمر بين الأصدقاء والعائلة، لكن الأمر قد يكون له بعد آخر في التضحية مقابل الاهتمام بنشر ذلك.

وفقاً لورقة بحثية نُشرت في دورية علم النفس الاجتماعي التجريبي، أشارت «ديانا تايمر»، المدرس المساعد بجامعة برينستون، أن أولئك الذين قاموا بتوثيق وتبادل تجاربهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، قد شكّلوا ذكريات أقل دقة من غيرهم. فقد اكتشف الباحثون كيفية تأثير التقاط الصور ومقاطع الفيديو على استمتاع الناس باللحظة ذاتها. حيث طُلب من مجموعةٍ تسجيل تجربتهم بوسائل شتى منها التقاط صور أو كتابة ملاحظات أو تسجيل الحدث، دون حفظه أو مشاركة الحدث عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

بعد ذلك تم إجراء تجربة اختبار للذاكرة، ووجد فريق البحث أن شبكات التواصل الاجتماعي تؤثر في مدى شعور الناس واستمتاعهم بالتجربة في لحظتها، وكانت نتيجة اختبارات المجموعة التي دوّنت تجاربها أو شاركتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي أسوأ بنسبة 10% من جميع التجارب الأخرى.

5. علاقاتنا الاجتماعية ليست في مأمن

وقت, مواقع التواصل الاجتماعي, إنترنت

قد لا يُنكر البعض أن تواصله مع المقربين إليه أصبح عن طريق الإنترنت أكثر من التواصل المباشر، ونحن بالفعل نعاصر ذلك بسبب تصفح منصات التواصل الاجتماعي من خلال هواتفنا الذكية. فقد يركز المرء في الإعجابات والتعليقات، وصور وحياة الغرباء وسعادة الأصدقاء وسعادة الأزواج، وكل ذلك يؤثر سلباً بعلاقات المرء مع الآخرين، فقد اعتمد البعض في تواصله على هواتفه الذكية وأجهزته الإلكترونية، وقلّت زيارة الأقارب بصورة قد تصل إلى المستحيل، وقد تستبدل بمكالمة عبر الإنترنت أو رسالة على تطبيق ماسنجر.

فلكل شيء مجاني نحصل عليه، هناك ثمن ندفعه، سواء عرفناه أم لم نعرفه، فالخدمات المجانية التي تُقدم لنا إلكترونياً ثمنها بياناتنا الشخصية ومنها تبدأ سلسلة التضحيات.

المحتوى محمي