استوحى سكوتي آلين فكرة صناعة جهاز آيفون الخاص به أثناء تناوله المشروبات مع رفاقه من مهووسي الأدوات والمعدّات. يقضي المخترق والمهندس الأمريكي جزءاً من يومه في مدينة شنتشن في الصين، وهي مدينة مليئة بأسواق تضج بالكثير من الأدوات والعناصر الإلكترونية إلى درجة يصعب تصورها، وتنتشر فيها روح راسخة في نفوس سكانها لخوض التجارب. وقد جعله التنوع الكبير للأجزاء الإلكترونية المتوفرة يتساءل عما إذا كان بإمكانه بناء جهاز آيفون 6S الخاص به من الألف إلى الياء.
يقول سكوتي مجيباً عن هذا التساؤل: "أجل، بالطبع، وهو في الواقع ليس بتلك الصعوبة"، ويتابع: "إن أكبر عائق هو اللغة". وبالحديث عن الدوافع الحقيقية يقول آلين، أنّ ما دفعه للقيام بذلك هو فضوله حول أسواق الهواتف المحمولة المكتظة في شنتشن، حيث منحه المشروع سبباً ليعرف المزيد عنها.
في النهاية، استغرقه الأمر من شهر إلى شهرين حيث بلغت الكلفة الإجمالية للأجزاء التي استخدمها حوالي 300 دولار أمريكي - إضافة إلى بعض الدفعات النقدية مقابل مساعدة ذوي الخبرة خلال مراحل المشروع - إلا أن آلين قام بصنع هاتف آيفون 6S مع ذاكرة 16 جيجا بايت، وبلون ذهبي زهري قادر على تشغيل نظام "iOS 9".
إنه مشروع واعد يقارنه آلين ببناء سيارة من الصفر عبر الحصول على أجزائها من مستودع الخردة. فبعض أجزاء فرانكينفون هي أجزاء أصلية من شركة آبل، ربما تم جمعها من هواتف آيفون قديمة بعد إعادة تدويرها. لوحة المنطق الإلكترونية في الهاتف، حساس اللمس المرتبط بها (والذي يتحتم عليه أن يكون مطابقاً للوحة الإلكترونية التي تم تحديدها)، والكاميرا، حيث يقول سكوتي عن هذه الأجزاء؛ أنها مصنعة من شركة آبل. لكنه ليس متأكداً بشأن مصدر الغلاف المعدني للهاتف، حيث يعتقد أنه يعود لمصنّع آخر.
عندما سُئل كيف يمكننا وصف هذا الإنجاز، شرح سكوتي بالقول: "لقد صنعت جهازي الآيفون، غالباً ما أكرر هذه العبارة". ويتابع: "إنه يبدو كالأصلي تماماً". وقد جاءت لوحة الجهاز الإلكترونية رفقة نظام تشغيل الهاتف.
إحدى المشكلات البسيطة التي صادفته أثناء العمل: لم تكن أزرار الصوت تنضغط بالطريقة الصحيحة. إلا أن وضع قطعة صغيرة من المعدن في المكان المناسب كان كفيلاً بحل المشكلة.
آلين، هو مهندس برمجيات في الـ 37 من عمره وموظف سابق لدى جوجل، يصف نفسه على أنه رحّالة، معجب بالتنوع الذي وجده في أجزاء الهواتف المتوفرة في المدينة. يقول آلين: "إن هذا المستوى من توفر القطع لهو شيء أتمنى أن أراه في بقية العالم،". ويضيف: "بوصفي مهووساً بالإلكترونيات، تشكل إمكانية الوصول إلى القطع بشكل عام، أمراً ذا أهمية قصوى ".
يسلط هذا المشروع الضوء على العولمة التي تتميز بها صناعة الإلكترونيات، حيث تجمّع آبل نتيجة لها الهواتف الخلوية في آسيا، لتباع بعد ذلك في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي سمح فيه وجود سوق مكمّل لقطع التبديل لمهندس واحد، أن يقوم ببساطة بصنع جهاز آيفون الخاص به والاستغناء عن التوجه إلى متجر آبل.
قام "ألين" بنشر مقطع فيديو بطول 24 دقيقة تقريباً يشرح فيه كيف نفذ الفكرة، وكتب عن المشروع في موقعه الخاص.
يبدي سكوتي رأيه عبر الفيديو قائلاً: "في الحقيقة، لم يسبق لي أن فكرت كثيراً ما الذي سيحدث عندما أتخلص من هاتف ما، هل أعيد تدويره، أم أتبرع به". ويضاف: "أظن أن كثيراً من الهواتف ينتهي بها المطاف هنا، ويتم تفكيكها إلى قطع، أو إعادة تجميعها من جديد على شكل هواتف جميلة صالحة للاستخدام".