نصائح لشحن أجهزتك المحمولة بشكل صحيح

4 دقائق
اشحن أجهزتك بلا توقف.

بدون بطارية، يصبح حاسوبك المحمول أو هاتفك الذكي مهما ارتفع ثمنه كتلة من العناصر الإلكترونية الخاملة. ووحدات توليد الطاقة هذه التي يمكن إعادة شحنها لديها عمر محدود: مع مرور الوقت، سوف تبدأ بفقدان الطاقة بشكل أسرع، وتستغرق وقتاً أطول حتى يتم شحنها بالكامل.

لتمديد العمر المجدي للبطارية إلى أطول فترة ممكنة، يتعين عليك الاعتناء بجهازك بشكل مناسب. هذا يعني اتباع عادات شحن جيدة، والاهتمام بمخزون البطارية. إليك فيما يلي ما تحتاج لمعرفته.

مبدأ عمل بطاريات الليثيوم-أيون

إن البطاريات القابلة للشحن التي تستخدم اليوم في الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، الحواسيب المحمولة وغيرها من الأجهزة؛ جميعها تستخدم تكنولوجيا تسمى "الليثيوم-أيون". كما يفترض بالاسم أن يوحي لك، فهي تحتوي على أيونات الليثيوم. وكما سبق لمجلة بوبيولار ساينس أن قدمت توضيحاً في "قراءتنا عن مشروع تسلا لبطارية باور وول":

أثناء شحن البطارية، تتحرك أيونات الليثيوم المشحونة إيجابياً من أحد القطبين، ويسمى المهبط، إلى القطب الآخر، والذي يعرف باسم المصعد، عبر محلول ناقل للكهرباء (كهرل) داخل خلية البطارية. نتيجة لذلك، تتجمع الإلكترونات على المصعد، عند الطرف السالب. وأثناء تفريغ البطارية، يحدث الأمر بشكل معاكس. أما بالنسبة لتلك الإلكترونات، فهي تتحرك عبر الدارات الواقعة خارج البطارية، لتقوم بتوفير الكهرباء.

تقوم هذه الإلكترونات في الواقع بتوفير الطاقة للهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي، أو لمنزلك بالكامل في حالة تسلا.

تستخدم الحواسيب المحمولة والهواتف الذكية تكنولوجيا الليثيوم-أيون نفسها بالنسبة للبطارية.

على مر السنين، قام العلماء بتعديل صيغة المزيج الكيميائي داخل بطاريات الليثيوم-أيون، لكي تدوم مدة أطول، ويتم شحنها بشكل أسرع، ولتعمل بكفاءة أكبر. وبالرغم من عملية الإصلاح التي خضعت لها، يبقى عمر بطاريات الليثيوم-أيون محدوداً. لماذا؟

يمكن للدورة التي تتكون من شحن البطارية، تفريغها، وإعادة شحنها من جديد أن تتكرر عدداً معيناً من المرات فقط: نظراً لطبيعة التفاعلات الكيميائية التي تحدث عند كل من المهبط والمصعد، تتشكل طبقات رقيقة من الذرات العازلة، الأمر الذي يعرقل فعالية الأقطاب. يختلف حد العمر، ولكن معظم البطاريات القابلة للشحن تدوم حتى عامين أو 3 أعوام، وبالتالي إذا لاحظت أن عمر البطارية ينخفض على أحد الهواتف الذكية أو الحواسيب المحمولة القديمة، يمكنك عندها أن تلوم التراكم الذري.

الشحن وإعادة الشحن

إذاً، كيف تجعل بطارية الليثيوم-أيون لديك تدوم أطول مدة ممكنة؟ ربما سمعت أنه بمجرد أن تشتري جهازك وتخرجه من علبته، يتوجب عليك القيام بشحن البطارية بالكامل، ثم تفريغها بالكامل. ولكن هذه العملية ليس مهمة في الواقع بالنسبة للبطاريات الحديثة. الأمر الأكثر أهمية هو كيف تقوم بشحن هاتفك أو حاسوبك المحمول بعد أن بدأت باستخدامه.

إن القيام بعمليات شحن وتفريغ لمخزون البطارية بشكل جزئي في الحالتين؛ أفضل من القيام بها بشكل كلي، لأن ذلك يجهد البطارية بدرجة أقل، وبالتالي تدوم لفترة أطول. عندما تكون بطاريتك في حالة التفريغ، توصي "جامعة باتري" بأن تدع مخزونها ينخفض حتى 50% فقط قبل أن تشحنها مجدداً. وعندما تعاود شحنها من جديد، ينبغي أيضاً أن تتجنب ملء بطارية ليثيوم-أيون عن آخرها.

إن تركت البطارية تمتلئ عن آخرها، فلا تترك جهازك موصولاً بالشاحن الكهربائي. بدلاً من ذلك، اتبع سلسلة التفريغ والشحن الجزئيين التي ذكرناها للتو. ليست هذه مسألة تتعلق بالسلامة: فبطاريات ليثيوم-أيون لديها إجراءات وقائية مدمجة، تم تصميمها لمنعها من الانفجار إذا تركت متصلة بالشاحن الكهربائي رغم وصول مخزونها إلى الحد الأقصى. ولكن على المدى الطويل، سوف تتقادم العناصر الإلكترونية بشكل مبكر إن تم وصلها بالشحن الكهربائي بشكل متواصل في الوقت الذي يكون مخزونها الكهربائي ممتلئاً عن آخره.

املأها حتى آخرها.

عمر البطارية، إلا أن هناك استثناءات لهذه القاعدة. لمرة واحدة في الشهر، دع البطارية تفرغ من مخزونها بنسبة 5% تقريباً، فقط لكي تعيد ضبط آلية التقييم الذاتي لديها. حيث تسمح هذه الآلية لحاسوبك المحمول أو هاتفك الذكي بإعطائك قراءة دقيقة نوعاً ما تتضمن "تقديراً للنسبة المتبقية من مخزون البطارية". غير أنه لا يعد تكرار تفريغ مخزون البطارية بشكل دوري فكرة جيدة. وبشكل عام، ينبغي لك أن تبقي مخزون البطارية أعلى من 20%، وذلك وفقاً لما تقوله شركة سامسونج.

تبقى هذه كلها إرشادات بالمناسبة: فليس هناك خطورة تتعلق بإبقاء هاتفك قيد الشحن طوال الليل، والطرازات الحديثة من الهواتف والحواسيب المحمولة تتضمن آليات للتخفيف من الإجهاد الذي تتعرض له البطارية إلى أدنى حد إن كان جهازك موصولاً بالشحن الكهربائي طوال الوقت. من حسن حظ المستخدمين، أن هناك تعديلات وتحسينات صغيرة تتم إضافتها إلى التكنولوجيا كل عام، وبالتالي في كل مرة تقوم بها بترقية هاتفك الذكي، سيكون لديك بطارية ليثيوم-أيون ينبغي لها أن تعمل لفترات أطول تتخلل عمليات الشحن، وستدوم لمدة أطول عموماً.

التخزين والعناية العامة

هناك أمر آخر لا يعجب بطاريات الليثيوم-أيون؛ وهو درجات الحرارة القصوى. فكلما كان ذلك ممكناً، ينبغي لك أن تتجنب ترك الهاتف والحاسوب المحمول داخل سيارة حرارتها الداخلية مرتفعة، أو داخل غرفة باردة، لأن هذه الدرجات القصوى من الحرارة لا تخدم العمر المديد للبطاريات على الإطلاق. ينبغي لك أن تحذر على وجه التحديد من ارتفاع درجة الحرارة أثناء عملية الشحن، على الرغم من أنه إذا كان مُصنّع الهاتف أو الحاسوب المحمول قد قام بعمله، فلا ينبغي لهذا الأمر أن يمثل مشكلة.

كإجراء احترازي آخر، ينبغي لك أيضاً أن تتأكد من أنك تستخدم الشاحن الرسمي المرافق لهاتفك أو جهازك اللوحي عند شرائه، وإلا فيتعين عليك أن شراء بديل مطابق قدر الإمكان. فهذا يضمن لك الاستخدام الآمن للشاحن مع بطارية الجهاز لديك، وأنه الجهاز الأمثل ليشحنها بأكبر قدر ممكن من الكفاءة. حيث يقوم الشاحن الرسمي المرافق للأجهزة بتطبيق أفضل الإجراءات التي توافق الأداء الإجمالي السليم للبطارية.

تأكد من أنك تجنب هاتفك الذكي درجات الحرارة القصوى.

إن كنت تنوي تخزين حاسوبك المحمول أو هاتفك الذكي لفترة طويلة من الزمن، يتعين عليك عندئذ أن تترك الجهاز مع بطارية مشحونة بنسبة تقارب 50%، كما توصي آبل وغيرها من المصادر. قم بإطفاء جهازك أثناء فترة تخزينه، وكما ذكرنا آنفاً، تأكد من أنك تحتفظ في منطقة مناسبة: ليست حارة جداً، وليست باردة جداً.

ينبغي للوثائق التي ترافق جهازك عند شرائه أن تتضمن المزيد من النصائح والإرشادات، لذلك قم بقراءتها كلها بعناية بحثاً عن إرشادات إضافية تتعلق بالتعامل مع البطارية بأفضل طريقة ممكنة. قم بتطبيق تلك الحزمة الصغيرة من العناية الإضافية، وستجد أن البطارية داخل هاتفك الذكي أو حاسوبك المحمول تدوم لفترات جيدة حتى تصبح مستعداً لعملية الترقية القادمة.

المحتوى محمي