هذا النظام الجديد قد يساعد عمليات التوصيل بسيارات الأجرة الطائرة والطائرات المسيرة على تفادي حوادث الاصطدام

3 دقائق
في أوهايو، قد يساعد نظام جديد قيد العمل على إدارة الطائرات بدون طيار، والمروحيات، ومعفّرات المحاصيل حتى لا تتصادم فيما بينها.

إن كنت في الولايات المتحدة في الوقت الحالي وتريد قيادة طائرة بدون طيار، يتعين عليك إبقاء مركبتك الصغيرة على مرمى البصر. كما أنه لا يمكنك التحليق بها بسرعة تتجاوز 161 كيلومتر في الساعة. كما يمنع التحليق بها فوق رؤوس الناس أيضاً، وينبغي إبقاؤها على ارتفاع يقل عن 122 متر. هذه هي القواعد التي تتضمنها اللوائح الناظمة إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية FAA. ولكن هذه القواعد تشكل عائقاً أمام أي شركة أو منظمة ترغب باستخدام الطائرات المسيرة للقيام بمهمات عملية، مثل توصيل الطرود أو مراقبة حركة المرور على الطرق السريعة.

يهدف أحد المشاريع في أوهايو إلى حل هذه المشكلة باستخدام وحدات رادارية وبرنامج حاسوبي لبناء ما يعرف بنظام إدارة حركة المرور غير المأهولة. إنه بمثابة شبكة لضبط حركة المرور الجوية تعمل على غرار FAA، ولكن بالنسبة للطائرات بدون طيار سواء الصغيرة منها أو حتى المركبات الطائرة بدون طيار الأكبر حجماً التي يمكنها أن تحمل ركاباً على متنها يوماً ما.

يقول جيمس جريجوري، مدير مركز الأبحاث الفضائية الجوية التابع لجامعة ولاية أوهايو ورئيس المشروع: "تشهد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار تطوراً متسارعاً باطراد كبير من حيث الاهتمام بها التطبيقات التجارية". ويضيف جيمس: "نحن نسعى لخلق بيئة آمنة حيث يمكن للناس أن يتخطوا هذه القيود التي تفرضها FAA". خاصة تلك القيود المتعلقة بإبقاء المركبات في مرمى النظر.

سيتوجب على النظام في نهاية المطاف ضمان عدم تعرض مجموعة كبيرة من الأجسام الطنانة المحمولة جواً، مثل الطائرات المسيرة، وغيرها من المركبات ذاتية التحكم، المروحيات، رحلات الإخلاء الطبي، معفّرات المحاصيل، والطائرات التجارية للاصطدام ببعضها البعض. إليكم فيما يلي كيف سيكون عمله.

أولاً، ستقوم الوحدات الرادارية النشطة بجعل الإشارات ترتد عن الأجسام التي تريد تعقبها. سيتم اقتران هذه الوحدات الرادارية برادارات سلبية، والتي كما يوحي اسمها، لا تقوم بإرسال الإشارات. يقول جريجوري: "يعتمد الرادار السلبي على الإشارات المتواجدة المنتشرة في الجو". لنأخذ على سبيل المثال إشارة البث التلفزيوني عالي الدقة HDTV، بما أن موقع البرج الذي يرسل مثل هذه الإشارة يعد معاملاً معروفاً، يمكن إذاً للرادار السلبي أن يستخدم الاضطرابات التي تحدث في هذه الموجات للاستدلال على وجود طائرة بدون طيار.

كما أن النظام سيحصل أيضاً على بيانات FAA التي تخص الرحلات الجوية التجارية، وسيقوم البرنامج الحاسوبي بربط أجزاء الشبكة بأكملها. ستوفر النتيجة النهائية لمسيّري الطائرات بدون طيار سواء كانوا من البشر أو الروبوتات، أفضل مسار للتحليق، كالطريقة التي تقوم فيها خدمتا "جوجل مابس" و "ويز" بإرشاد السائقين إلى المسارات الصحيحة (باستثناء أن هذه الأنظمة تساعد الأشخاص على التنقل، ولكنها لا تساعد على منع حدوث التصادمات، كما يفعل هذا النظام الجوي).

وبالتالي يمكن للطائرات المسيرة أو سواها من المركبات التي تحلق بدون طيار والتي تحتاج إلى مسار للانتقال من النقطة A إلى النقطة B أن تعتمد على هذه الشبكة التي تراقب حركة المرور في الزمن الحقيقي. يقول جريجوري: "لنفترض أن إحدى آلات تعفير المحاصيل قد ظهرت بغتة في الجو، واعترضت بشكل مفاجئ مسار إحدى الطائرات". يمكن عندها للطائرة المسيرة أن تحصل على مسار جديد حسب الحاجة. يتابع جريجوري: "أو لنقل إن هناك طائرة إجلاء طبي قادمة، والتي لها أولوية مرتفعة بالطبع". عندها لا بد للطائرة المسيرة أن تهبط لإفساح الطريق أمام المروحية.

تم تخطيط النظام ليغطي ممراً جوياً بطول يقارب 56 كيلومتر، وعرض يبلغ عدة كيلومترات، وليتتبع الطريق السريع "يو إس 33" الذي ينطلق من إيست ليبرتي إلى دبلن، في ولاية أوهايو الأميركية. كما أنهم يخططون لإجراء رحلات جوية تجريبية بمشاركة طائرة مسيرة أو اثنتين يمكنهما مراقبة حركة المرور على الطريق السريع في الأسفل، ثم تقديم البيانات إلى دائرة النقل في أوهايو.

إن مشروع أوهايو هذا ليس الوحيد من نوعه، فوكالة ناسا تعمل على نظام مشابه هي الأخرى، والحال نفسه بالنسبة لنيويورك مع برنامج يسمى U-SAFE (وهو الاسم المختصر باللغة الإنجليزية الذي يستخدمه القطاع الصناعي للإشارة إلى أن هذا النوع من النظام يتولى إدارة حركة المرور غير المأهولة UTM). أما في القطاع الخاص، فلدى أوبر خطط طموحة لتسيير سيارات أجرة طائرة ضمن مبادرة تطلق عليها اسم "أوبر إليفيت"، وسيشكل وجود نظام لإدارة حركة المرور دوراً رئيسياً إذا ما بدأ العمل بهذا المشروع.

في أوهايو، تهدف شبكتهم إلى تسهيل الأمور اللازمة لجعل الرحلات الجوية على ارتفاع منخفض أمراً ممكناً. يقول جريجوري: "نحن نأمل في تمكين الطيران الآمن والفعّال للطائرات المسيرة، والمركبات الجوية الشخصية، وسيارات الأجرة الجوية، حتى إلى ما هو أبعد من خط النظر بالنسبة لمشغلي هذه المركبات". ويضيف في النهاية: "سوف يتيح هذا الأمر بعض الطرق الجديدة للقيام بالأعمال التجارية، مع توصيل الطرود وسيارات الأجرة الطائرة".

المحتوى محمي