هل تعمَّم تقنية التعرف على الوجوه في المطارات؟

3 دقائق
يمكن لاستخدام تقنيات التعرف على الوجوه في المطارات توفير الوقت اللازم لعملاء إدارة أمن النقل لتدقيق أوراقك.

سيتحول وجهك إلى وثيقة هامة تُبرزها في المطار قبل أن تنضم إلى الرحلة، حيث تتيح شركة جيت بلو استخدام التعرف على الوجوه كوسيلة لإثبات الهوية عند الصعود إلى الطائرة في رحلات على مسارات محددة، مثل الرحلة من فورت لوديرديل في فلوريدا إلى سان خوسيه في كوستاريكا. وعلى الرغم من أن هذا يقتصر على شركة طيران واحدة عند بوابة الطائرة، إلا أن إدارة أمن النقل قد أعلنت مؤخراً عن خطة لزيادة استخدام القياسات الحيوية -وهو مصطلح يشير إلى استخدام عناصر من الجسم البشري (مثل بصمات الأصابع أو الوجه) لإثبات الهوية- في مطارات الولايات المتحدة.

والخطوة الأولى في ذلك هي البدء باعتماد القياسات الحيوية في الإجراءات الأمنية للرحلات الدولية، وهو ما تفعله شركة جيت بلو التي تعتمد التعرف على الوجه في الرحلات إلى بعض الأماكن (مثل أروبا)، حيث تقوم كاميرا مثبَّتة على البوابة بمقارنة الصورة التي التقطتها مع الصورة الموجودة في ملف الجمارك وحماية الحدود، وبما أن إدارة الجمارك وحماية الحدود تمتلك صور جوازات السفر مثلاً، فإن التركيز على إطلاق التعرف على الوجه في مجال الرحلات الدولية يبدو أمراً منطقياً. وقد بدأت إدارة أمن النقل باختبار نظام كهذا في البوابة الدولية لمطار لوس أنجلوس في فبراير.

وتقول الإدارة إنها ستقوم قريباً "بإطلاق أول بوابة تعتمد على القياسات الحيوية، وتستخدم التعرف على الوجه لأتمتة الكثير من العمليات في السفر، بدءاً من الخدمة الذاتية لتسجيل الحقائب للمسافرين الذين حجزوا رحلاتهم على الإنترنت، إلى تأكيد الهوية، ووصولاً إلى الصعود على الطائرة". ويتضمن المشروع شركة دلتا وإدارة الجمارك وحماية الحدود، ومن المفترض أن ينطلق قريباً في مطار أتلانتا الدولي.

وتهدف إدارة أمن النقل بعد ذلك إلى التركيز على استخدام القياسات الحيوية للمشتركين في برنامج الموافقات السابقة، حيث يقدم هؤلاء -عند انضمامهم- بصمات أصابعهم (وصورهم لاحقاً). كما أن الإدارة ستبحث في مسألة صعود المسافرين الآخرين المحليين -الذين لا وجود لصورهم وبصمات أصابعهم في ملفاتها- إلى الطائرة.

ويعني كل هذا أن الكاميرات والخوارزميات ستلعب دوراً أكثر أهمية في المطارات والسفر، متجاوزةً البشر وعقولهم وأساليبهم في إطلاق الأحكام، فبدلاً من إعطاء شخص رخصتك أو بطاقة الصعود إلى الطائرة -على سبيل المثال- يمكنك أن تمسح الوثيقة وتنظر إلى الكاميرا لضمان التطابق، وإذا كان النظام مثالياً فستصبح تجربة السفر أسرع وأكثر أماناً. وبما أن إدارة أمن السفر تتعامل مع أكثر من مليوني شخص يومياً، فهي إذن حريصة على إيجاد أساليب تزيد من انسيابية العملية قدر الإمكان.

وتعتقد إدارة أمن السفر أن المسافرين سيتقبلون الفكرة لأن الهواتف الذكية ساعدت على تكيف الناس معها، وفي الواقع فإن الإدارة تقول إن "النقلة الثقافية" هي أحد الأسباب التي تجعل من الأمن القائم على القياسات الحيوية فكرة جيدة؛ حيث إن الناس اعتادوا على فتح هواتفهم باستخدام وجوههم. وتقول الإدارة في إحدى وثائقها: "يمكن لإدارة أمن السفر أن تستفيد من هذا التوجه الشائع وتعتمد حلولاً مناسبة للركاب، وذلك لزيادة مستوى الأمن، وللتعامل مع مطالب المسافرين لخيارات الخدمة الذاتية التي تقلِّل من التعامل المباشر مع عملاء الحكومة والطيران"، وباختصار: لا مانع لدى المسافرين من إجراء مسح للوجه إذا كان هذا يعني أنهم لن يتعاملوا مع أشخاص آخرين.

ويعتقد ماريوس سافيديس (الذي يدير مركز القياسات الحيوية في جامعة كارنيجي ميلون) أن هذه النقلة أمر جيد، فهو يرى أن العملية التي تتضمَّن تحقق عميل أمن إدارة السفر من رخصة القيادة ومقارنتها مع وجهك هي ببساطة "تطبيق آخر لنظام التعرف على الوجوه، ولكن بشكل بشري" على حد تعبيره.

ويضيف سافيديس أن الشركات مثل آبل -التي أطلقت مستشعر بصمة الإصبع على هواتفها لأول مرة في 2013 ونظام التعرف على الوجوه في العام الماضي- ساهمت في استعداد العامة لتقبُّل هذه الأنظمة، حيث يقول: "ساهمت هذه الشركات في تجاوز صورة سلبية للغاية رسمتها هوليوود في أذهاننا عن طريق العديد من الأفلام، مثل "Minority Report"، وبسبب هذه الصورة السلبية كنا ننظر على الدوام إلى القياسات الحيوية على أنها تمثل الشر".

ومن المثير للاهتمام أن الناس ما زالوا يربطون مصطلح "القياسات الحيوية" بالشر، على الرغم من أنهم يستخدمون التعرف على الوجه في جهاز آيفون. يقول سافيديس: "نحن نكره سماع هذه الكلمة، ومع ذلك فلا مانع لدينا من استخدام أنظمة حاسوبية للتعرف على هويتنا عن طريق المستشعرات".

وفي المحصلة: إذا كانت هذه التقنية ستساعد على زيادة انسيابية عمل أمن المطارات، فهذا هو "الهدف الذي ابتُكرت من أجله القياسات الحيوية" كما يقول سافيديس، ولكن يجب ألا ننسى أن هذه الأنظمة ليست مثالية، وأنها يمكن خداعها إذا كان جزء من الوجه مختفياً خلف قناع على سبيل المثال؛ ولهذا يقول سافيديس إن السلطات يجب أن تحرص على ألا تكون هذه الأنظمة "قابلة للخداع" بأقنعة تغير من هوية الشخص.

المحتوى محمي