في وقت لاحق من هذه السنة، سيتم إطلاق 157 إيموجي جديد لتزين هاتفك أو حاسوبك، وأحدها سيكون عبارة عن كركند (حيوان بحري من القشريات). ويمكنك استخدام هذه الصورة الصغيرة للتعبير عن أنك تشتهي تناول الأطعمة البحرية، أو أنك مصاب باحمرار بسبب حرق شمسي، أو أنك في وضع سيء للغاية مثل كركند يتعرض للسلق (يا للهول...). جلبت هذه الأخبار السعادة لأنجوس كينج، وهو سيناتور أميركي يمثل ولاية ماين الشهيرة بالأطعمة البحرية. وقد وجه طلباً رسمياً إلى مجمع الترميز الموحد (سنتحدث عنهم لاحقاً) للاطلاع على شكل الكركند. ولكن عندما قام موقع إيموجيبيديا بنشر صورة لهذا الحيوان البحري القشري، ظهرت مشكلة: فقد كان ينقصه رجلان.
تسبب هذا النقص بـ "موجة غضب عارمة" وفق صحيفة بريس هيرالد في بورتلاند، والتي كانت على ما يبدو تستخدم هذا المصطلح على سبيل الدعابة. ولكن محبي الكركند لاحظوا هذه المشكلة بدون شك، وهو أمر غير مستغرب إذا عرفنا أنهم قدموا عريضة (لم يكن ينقصها سوى بعض الزبدة) للمطالبة بوضع الكركند ضمن مجموعة الإيموجي الجديدة.
The #lobsteremoji is happening! Hopefully the final version will have the right number of legs. https://t.co/EIJMn8RP6a pic.twitter.com/6aExqb1VIY
— Maine Lobster Fest (@MELobsterFest) February 12, 2018
وهكذا، اعترف موقع إيموجيبيديا بارتكاب "بعض الأخطاء"، وأعلن أنه سيضيف الأرجل المطلوبة إلى الإيموجي بحيث يصبح عدد الأطراف عشرة، وهو العدد الصحيح. كما حدّث الموقع رؤيته لإيموجي لوح التزلج لجعله أكثر عصرية، وقام بتصحيح اتجاه دوران لولب إيموجي الحمض النووي.
ولكن هذا الجدل الدائر حول أرجل الكركند يبدو سخيفاً للغاية، ولعدة أسباب. أولها أن موقع إيموجيبيديا ليس المسؤول عن تحديد الشكل النهائي للإيموجي، حيث يعود هذا الشرف إلى شركات التكنولوجيا الضخمة، مثل آبل وجوجل، والتي تقوم ببرمجة هذه الرسوم الكرتونية الصغيرة ضمن أجهزتها وبرمجياتها. ويقوم مجمع الترميز الموحد باستقبال الطلبات من الأشخاص الذين يرغبون بإيموجي جديد، وتحديد الإيموجي التي ستتم إضافتها، ومن ثم التأكد من توافق الأشكال الجديدة مع جميع المنصات، بحيث يظهر القلب الذي أرسلته من جهاز آيفون على جهاز صديقك الذي يعمل بنظام أندرويد.
أما السبب الثاني، فهو أنه من المبالغ فيه أن نطالب بالتطابق الكامل ما بين الإيموجي والأشياء التي تمثلها، خصوصاً أنها صور صغيرة فحسب. وهناك الكثير من الأمثلة، كإيموجي القذارة المبتسمة، وهي طبعاً خيالية تماماً، أو إيموجي الطائرة على آيفون والذي يتضمن أربع محركات، على الرغم من أن الطائرات ثنائية المحركات هي الأكثر شيوعاً، ناهيكم عن إيموجي الحصان ذي القرن، وهو غير موجود على الإطلاق، أما إيموجي الباذنجان فهو ذائع الصيت ومحبوب للغاية، ولأسباب أبعد ما تكون عن دقة تمثيله للباذنجان، أو الخضار عموماً.
Great news for Maine - we're getting a lobster emoji!!! Thanks to @unicode for recognizing the impact of this critical crustacean, in Maine and across the country.
Yours truly,
Senator 🐮👑
— Senator Angus King (@SenAngusKing) February 7, 2018
ولكن لمزيد من التأكد، يقول تايلر شنوبيلين، وهو مدير منتجات في شركة Integrate.ai أجرى بعض الأبحاث على الإيموجي والإيموتيكون: "من الضروري أن يبدو الإيموجي مشابهاً للشيء الذي يمثله"، فمثلاً يجب أن يبدو إيموجي الكلب على شكل كلب، مهما كانت المنصة. ومن الجدير بالملاحظة أنه حتى لو كان الإيموجي مطابقاً في الشكل لما يمثله، فقد يأخذ أشكالاً مختلفة تبعاً لطريقة الرسم. فبعض إيموجي الحيوانات تبدو مرحة الشكل، مثل إيموجي الخنزير، والذي يصلح للاستخدام بعد وجبة دسمة من الكركند، ولكن بعضها الآخر جانبي ويظهر شكل الحيوان العادي وحسب. وبتعبير آخر، فإن طريقة تصميم الإيموجي مهمة أيضاً حتى لو كان يحقق شرط التشابه مع الشيء الذي يمثله.
النقطة الهامة التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار هي استخدام الإيموجي كتعابير وتشبيهات. ووفقاً لشنوبيلين، فإن الاستخدام غير الحرفي للإيموجي هام للغاية. وأثناء عملية اختيار الإيموجي، تعطي اللجنة الفرعية المختصة بالإيموجي في مجمع الترميز الموحد نقاطاً إضافية "للإيموجي الذي يمثل شيئاً يمكن استخدامه بطريقة مجازية" على حد قوله. وعلى سبيل المثال، فإن إيموجي القرش لا يمثل حيواناً مفترساً مائياً فحسب، بل يرمز أيضاً للعدائية، كما أنه تشبيه شائع للمحامين، كما يقول شنوبيلين. أما إيموجي الحصان ذي القرن فيبدو سخيفاً إذا نظرنا إليه كتمثيل لشيء ليس له وجود، ولكنه مع ذلك يمثل السحر والندرة بشكل جيد.
من الإيموجي مزدوجة المعاني والمفضلة شعبياً: إيموجي الدراق، والذي يشبه المؤخرة أيضاً، وفقاً لشنوبيلين. وهو مثال جيد عن الإيموجي الذي لا يستمد تأثيره من الشبه الكامل بالشيء الذي يمثله وحسب. يقول شنوبيلين: "إذا كان الإيموجي يبدو تماماً مثل شيء واحد فقط، فإنه يفقد شيئاً من متعة استخدامه ورمزيته".
نظراً لتعدد استخدامات الإيموجي، نجد أن نقطة الغليان في هذا الجدل (وهو تشبيه لن يعجب الكركند على الإطلاق) هو الشخص الذي سيستقبل الإيموجي، وسياق الحديث أيضاً، حيث أن الإيموجي تُستخدم في عدة مجتمعات، وتختلف أهمية عدد أرجل الكركند في الإيموجي من مجتمع لآخر. وتشير ليلي تشاملي، وهي أستاذة مساعدة في الإعلام والثقافة والاتصالات في جامعة نيويورك، إلى أن الإيموجي "مركزي التصميم، ولكنه متنوع من حيث سياق الاستخدام". سيرى جميع مستخدمي آيفون نفس إيموجي الكركند، ولكن مستوى الاهتمام بدقة الرسم سيتفاوت ما بين الأوساط الاجتماعية المختلفة، فقد يهتم شخص من ماين بعدد الأرجل، وقد يبدو الأمر تافهاً بالنسبة لشخص سفعته الشمس في الولايات وسط غرب أميركا. وبالمناسبة، وبما أننا أثرنا هذا الموضوع، يبدو أن إيموجي الأخطبوط على آيفون ليس لديه سوى أربعة أطراف فقط.
في المحصلة، قد لا يتعلق السؤال الأهم بمدى دقة الإيموجي، كما تقول تشاملي، لأن "أي صورة ليست سوى محاكاة جزئية على الدوام"، وإنما قد يتعلق بالأساليب المختلفة التي يمكن أن نستخدم بها هذا الإيموجي، وكيف يمكن لتصميمه أن يساعد على هذا الأمر. ووفقاً لتشاملي، ربما علينا أن نتساءل: "ما الذي يمكننا فعله بإيموجي كركند ظريف الشكل مقابل كركند قبيح؟"