أعلنت أمازون في 21 سبتمبر عن الكثير من المنتجات الجديدة، إنه إذن موسم التكنولوجيا الجديدة، حيث أغرقتنا آبل بأدواتها الذكية خلال الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر، بينما تقوم كل من ميكروسوفت وجوجل بإعداد أدوات جديدة تعتزمان الإعلان عنها خلال الأسابيع القليلة القادمة.
ولكن في الوقت الذي تختار شركات أخرى اتباع أسلوب دقيق لإطلاق منتجات جديدة، اختار جيف بيزوس وشركة أمازون أسلوب القصف بوابل من القنابل، وفي الواقع هناك منتجات جديدة من أمازون لا تتجاوز 17 غرضاً، ولكنه عدد كبير.
وعلى الرغم من أننا لا نرى في كثير من الأحيان شركةً تعلن عن هذا الكم من الأشياء دفعة واحدة -على الأقل خارج نطاق المعرض السنوي للإلكترونيات الاستهلاكية- إلا أنه كان علينا أن نتوقع مثل هذه الخطوة من عملاق البيع بالتجزئة على الإنترنت.
فقد كان الهدف المتمثل في "إدخال أليكسا إلى أكبر عدد ممكن من المنازل والغرف" واضحاً لمدة عامين تقريباً، ولذلك عدما نسمع بأن ميكروويف أمازون الجديد يعمل مع أليكسا، فقد نجد في ذلك دعابة يسهل نشرها على تويتر، ولكنك عندما تحاول تحطيم كافة الحواجز التي تحُول بين الزبون وقدرته على شراء أشياء تنتجها شركتك، فلن يبدو الحديث عن منتجات متكاملة غريباً جداً عندئذ.
ولنعرض فيما يلي قائمة المنتجات الجديدة التي أعلنت عنها أمازون في ذلك اليوم، بالإضافة إلى بعض الأفكار حول ما يمكن لهذه الأدوات الذكية الجديدة اللامعة أن تعنيه بالنسبة لسوق الأدوات الذكية في موسم التسوق لعام 2018.
ميكروويف أمازون بيزيكس
كما ذكرنا سابقاً، فقد أعلنت أمازون بالفعل في 21 سبتمبر عن جهاز ميكروويف، ولكن التقارير التي تتحدث عن "حيازته لأليكسا" ليست دقيقة تماماً، فهذا الميكروويف -الذي يبلغ ثمنه 60 دولاراً- يفعل إلى حد كبير ما تتوقعه من جهاز كهذا، فهو يسخِّن الطعام الذي تريد تناوله، ولكن ليس عليك الاكتراث من مدى جودة الطهو فيه كثيراً. فمن منا لا يحب تناول شطيرة أو فطيرة مجمدة بعد تسخينها في الميكروويف بين الحين والآخر؟
ولكنه -مع ذلك- مزود بمكونات متوافقة مع أليكسا، وهذا لا يعني أنه سيعمل مثل مكبر الصوت إيكو، وإنما يمكن لجهاز إيكو متواجد في الجوار أن يرسل أوامر إلى الميكروويف، حيث يزعم النائب الأعلى لرئيس قسم الأجهزة في أمازون بأن ذلك نتيجة لكون واجهة التخاطب في الميكروويف لا تزال "تعود إلى جيل أواخر السبعينيات".
وبحسب تعبير أمازون فهذا يعني أنه يستخدم الأزرار بدلاً من الصوت ولا يتيح لك شراء الأشياء من أمازون بشكل مباشر، وفي الواقع فإن الميكروويف الجديد "إسينشال" يحتوي على ميزة "أمازون داش" (زر بلاستيكي صغير يمكنه الاتصال بشبكة واي فاي يُتيح طلب منتجات أمازون بضغطة واحدة)، وهذا الميزة يمكنها أن تطلب شراء ذرة الفشار من جديد عندما تنفد الكمية لديك.
كما أنه مصنوع بالاعتماد على مجموعة دعم الاتصال الخاصة بأليكسا (Alexa Connect Kit)، وهي التي تأمل الشركة أن يستخدمها المطوِّرون لضم الكثير من الأدوات الذكية إلى النظام البيئي لأليكسا مع الحد الأدنى من التعارض. وفكرة أن يطلب الميكروويف مزيداً من ذرة الفشار تبدو سخيفة، ولكن وجود غسالة تطلب شراء مساحيق التنظيف من جديد، أو غسالة صحون تطلب شراء المزيد من الصابون فإنها تبدو فكرة أكثر منطقية.
أمازون إيكو أوتو (أمازون إيكو للسيارات)
هناك طرق متوافرة حالياً لكي تستخدم أليكسا داخل سيارتك، ولكن يتوفر حالياً بشكل رسمي جهاز إيكو تم تصميمه خصيصى لكي يلائم سيارتك، فهذا الجهاز -الذي يبلغ ثمنه 50 دولاراً- سيكون متاحاً للمستخدمين الذين تتم دعوتهم فقط في البداية، وسيكلف 25 دولاراً فقط للمستخدمين الأوائل.
ووظيفته الأساسية هي تمكين الإجراءات الروتينية الجديدة القائمة على الموقع الجغرافي، وهي مجموعة من الإجراءات التي تحدث عندما تكون متواجداً في مكان معين، لذا إذا كنت تريد تشغيل الأضواء أو تشغيل الموسيقى عندما تصل إلى منزلك عائداً من العمل، فإن جهاز الإيكو الإضافي هذا سيساعد على تمكين ذلك.
أمازون إيكون دوت وإيكو بلس
يعدُّ إيكو دوت أرخص طريقة لزجِّ أليكسا داخل منزلك، ولكنه ليس جهازاً رائعاً، حتى بالنسبة لأداة ذكية تكلف 50 دولاراً، ولكن إيكو دوت الجديد يبدو أكثر حداثة مع شكله الدائري وغلافه القماشي، وهو يشبه قليلاً سماعة آبل هوم بود بعد تعرُّضها للسحق.
وإيكو بلس هو جهاز إيكو آخر يحصل على مظهر جديد، بما في ذلك غلاف قماشي مماثل لغلاف دوت، بالإضافة إلى أنه يملك جهاز استشعار لدرجة الحرارة.
إذا كان إيكو دوت ذو الخمسين دولاراً لا يزال معقداً جداً أو باهظ التكلفة بالنسبة لذوقك، فإن إيكو إنبوت الذي يكلف 35 دولاراً يضيف وظائف أليكسا إلى المكبر الصوتي الذي لديك، حيث يتصل عبر البلوتوث أو مقبس سماعة الرأس، ولا يحتوي على مكبر صوتي خاص به.
منذ فترة ومجموعة أليكسا تضم الأنظمة الصوتية متعددة الغرف، ولكن الشركة بدأت تلعب دوراً منافساً لشركة سونوس بجدية أكبر، وها هو إيكو ساب -المضخِّم الصوتي الذي يكلف 130 دولاراً- يضيف ما يلزم من الجهير إلى مكبرات إيكو الصوتية. ليس عليك إلا أن تضيف نظاماً صوتياً مجسماً ثنائي المجهرات إلى المعادلة على مكبرات إيكو صوتية نموذجية، لتتمكن عندها من أن تعد لنفسك نظاماً صوتياً محيطياً ذا 2.1 قناة بأقل من 699 دولاراً، وهي كلفة مضخم صوتي من نوع سونوس، وقد بدأ شحن طلبات هذا المنتج في 11 أكتوبر.
إيكو آمب، وإيكو لينك
كما قلت آنفاً، تحاول أمازون التوجُّه نحو فضاء أنظمة الصوت اللاسلكية عالية الجودة، وإيكو آمب -الذي يكلف 300 دولار- هو عبارة عن مضخم صوتي مخصَّص لإخراج الصوت إلى زوج من مكبرات الصوت المتطورة، كما يمكنك توصيل إيكو لينك -الذي يكلف 200 دولار- بجهاز استقبال الصوت والفيديو (AC receiver) لديك؛ وذلك حتى تتمكن من استخدام ما لديك من معدات متوفرة.
إيكو سمارت بلاج (مقبس إيكو الذكي)
يمكن العثور على الكثير من المقابس على موقع أمازون، ولكن الآن يمكنك الحصول على مقبس أليكسا الرسمي من المصدر مباشرة. وسيتم تشغيل هذه المقابس -التي يكلف الواحد منها 25 دولاراً- وإيقاف تشغيلها باستخدام الأوامر الصوتية، ويمكنك تجميعها بصورة منسَّقة. فإذا كنت ترغب لجهازك الخاص بإعداد القهوة -أو غيره من الأجهزة الصمَّاء- أن يبدأ عمله في وقت معين، فإن هذه العلبة الصغيرة ستتيح لك القيام بذلك.
يعد ضبط الوقت واحداً من أكثر الاستخدامات شيوعاً لجهاز أليكسا، وهذه الساعة ذات التصميم التقليدي لديها عقارب مؤلَّفة من مصابيح ثنائية LED؛ وذلك لكي تظهر لك كم بقي من الوقت حتى ينتهي مؤقتك الزمني، وما الأوقات التي ضَبطتَ بها منبهاتك الزمنية قبل أن تبدأ بالصداح. وهذه الساعة تكلف 30 دولاراً فقط، وتتمتع بمظهر مقبول، ولكنها لن تبدو سلعة فاخرة بلا شك إلا إذا تعطَّلت ساعتك القديمة، أو كان منزلك بعيداً عن أي كاتدرائية فتستطيع بالتالي أن تسمع قرع أجراسها كل ساعة.
إيكو شو القديم كان لديه شاشة رديئة قياس 5 بوصة (12.7 سنتيمتر)، ولكن النسخة الجديدة (التي حافظت على سعرها البالغ 230 دولاراً) تذهب إلى حد استخدام شاشة قياس 10 بوصة (25.4 سنتيمتر)، وهي شاشة يناسب مقاسها أن تُستخدم في غرفة مثل المطبخ، حيث يمكنك تتبُّع أشياء مثل وصفات الطبخ. ولكنه -وفقاً لشروط الشركة التصنيعية- لن يُتيح لك مشاهدة مقاطع الفيديو من يوتيوب، لأن الجدال بين جوجل وأمازون لا يزال قائماً حتى الآن حول شروط مثل هذه الميزات.
كان مسجل الفيديو الرقمي "أمازون دي في آر" هو الجهاز الوحيد الذي كُشف عنه لأول مرة في 21 سبتمبر من منتجات عائلة "فاير"، وهو مزوَّد بهوائي يعمل بتقنية "عبر الأثير OTA"؛ وذلك لمشاهدة البرامج التي يتم بثها عبر الشبكة وتسجيلها، وهو عبارة عن جهاز صندوقي الشكل ومزوَّد بزوج من المفاتيح لموالفة الإشارة، ووحدة تخزين بسعة 500 جيجا بايت.
تخمينات أليكسا
كان هناك بعض الإعلانات الأخرى المتعلقة بالبرمجيات، ولكن الأكثر إثارة ربما هو ميزة تخمينات أليكسا الجديدة (Alexa Hunches)، وهي تطوير للذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة بحيث يُتيح له تجربة سلاسل العمليات المنطقية وتتبُّعها لكي يتمكن من التنبؤ باحتياجاتك؛ فإذا قلت لأليكسا إنك ذاهب إلى النوم، فسيلاحظ عندها أن باب منزلك غير مقفل، وسيخبرك بذلك ويقترح إقفاله بالنيابة عنك، على افتراض أن لديك قفلاً ذكياً أيضاً.
هذا النوع من التعلم يتطلب تزويد النظام بكميات هائلة من البيانات للتدريب، ومع وجود عدد متزايد باستمرار من الأجهزة العاملة بنظام أليكسا -وهي ترى وتسمع كل ما تقوم به- فقد يكون لديها ما يكفي من البيانات لكي تطوِّر قدراتها بوتيرة سريعة.
وسنكتشف لاحقاً كيف سيكون رد فعل جوجل مع صدور الأخبار المتعلقة بتقنيات مساعدها الذكي "جوجل أسيستانت" في أوائل نوفمبر المقبل.