الحواسيب الخارقة في الجامعات ودورها المجهول في العلم

3 دقائق
الحاسوب الخارق ستامبيد 2، والذي سينضم فرونتيرا إليه.

عادة ما تحمل الحواسيب الخارقة أسماء تتناسب مع طبيعتها كآلات جبارة؛ مثل بلو ووترز (المياه الزرقاء)، وبريدجز (جسور)، وجيت ستريم (التيار المتدفق)، وكوميت (المذنَّب)، وسينضم إليها جهاز جديد هو فرونتيرا (وهي كلمة إسبانية بمعنى الحدود أو الجبهة)، وستستقر هذه الآلة التي تبلغ تكلفتها 60 مليون دولار في جامعة تكساس في أوستن، ومن المفترض أن تبدأ العمل في العام المقبل.

يقول دان ستانزيوني (المدير التنفيذي لمركز تكساس للحوسبة المتقدمة): "سيكون هذا الحاسوب أسرع آلة وُضعت في جامعة أميركية".

غير أن صفة الأسرع في الحواسيب الخارقة ليست بالهدف الثابت؛ حيث إن الترتيب الدقيق ليس مهماً بقدر إتاحة استخدامه من قِبل الباحثين، وحالياً يحتل الحاسوب الخارق سوميت (القمة) المركزَ الأول على مستوى العالم من حيث السرعة، وهو موجود في تينيسي في مختبر أوك ريدج الوطني التابع لوزارة الطاقة الأميركية، وهو مصمم خصيصَى للذكاء الاصطناعي، غير أن الدور العلمي الأساسي لا يُعزى للحواسيب الخارقة الموجودة في المنشآت الحكومية، بل لتلك التي في الجامعات؛ مثل فرونتيرا وإلك.

يقول ستانزيوني: "من الممكن لأي شخص يُجري أبحاثاً غير سرية أن يستخدم فرونتيرا"، فالحواسيب الخارقة بارعة في تنفيذ المهام التي تتطلب معالجة كميات هائلة من البيانات، مثل عمليات المحاكاة؛ حيث يقول ستانزيوني إن من الممكن لفرونتيرا مثلاً أن يعمل على مشاكل مثل دراسة وشاح الأرض وتحرك القارات، وهو ليس بالشيء الذي يمكن تنفيذه باستخدام حاسوب مكتبي عادي؛ إذ "يجب أن تتم نمذجة كامل القسم الداخلي من الأرض بدقة عالية، وبالتالي فأنت -ببساطة- في حاجة إلى آلة جبارة".

ولكن يجب -قبل أن يبدأ الباحثون استخدام حاسوب خارق- أن تُتاح إمكانية استخدامه أولاً؛ حيث إن الحواسيب الخارقة الأكاديمية تعطيهم خيارات إضافية بديلة عن الحواسيب الخارقة لدى وزارة الطاقة، وتلعب منظمة XSEDE دوراً أساسياً في هذه العملية؛ حيث تتعامل مع طلبات استخدام هذه الآلات، مثل بريدجز في مركز بيستبيرج للحوسبة الخارقة، وكوميت في مركز سان دييجو للحوسبة الخارقة، ويقول ستانزيوني إنهم يتلقون طلبات في كل ربع سنة تفوق ما يمكنهم تلبيته بأربعة أضعاف أو خمسة، كما أن "هذه المشكلة تعرقل الأبحاث العلمية؛ حيث يوجد الكثير من الطلب على هذه الحواسيب الخارقة، ولا تستطيع أنظمة وزارة الطاقة وحدها تلبية كل ذلك".

يقول نيك نيستروم (وهو المدير المؤقت لمركز بيتسبيرج للحوسبة الخارقة) إنه يوجد حالياً حوالي 7,500 شخص يستخدمون بريدجز في ما يقارب 1,600 مشروع، في حين "لم يسبق للكثيرين منهم أن استخدموا حاسوباً عالي الأداء من قبل، وهم يقتصرون في العمل على تنفيذ مشاريعهم فقط"، كما يقول نيستروم إن أنظمتهم تخدم المستخدمين غير التقليديين، والذين قد لا تتخيل أنهم يرغبون في العمل على حاسوب خارق؛ حيث يقول: "لدينا أشخاص من مصارف الاحتياط الفدرالية ينفِّذون عمليات نمذجة مثيرة للاهتمام حول كيفية تحديد نسب الفوائد بأفضل شكل ممكن".

كما يمكن من ناحية أخرى استخدام حواسيب وزارة الطاقة عن طريق برنامج يسمى "إنسايت INCITE"، ولكن استخدامها "يقتصر فقط على أكبر المستخدمين" كما يقول نيستروم؛ حيث يُستخدم بريدجز في المشاريع الصغيرة التي لا تحتاج إلا إلى جزء من استطاعة الآلة، ويكمل قائلاً: "عادة ما نعمل على مئات المشاريع في نفس الوقت".

ومن الآلات الجامعية القوية أيضاً بلو ووترز في جامعة إلينوي؛ فقد استُخدِم هذا الحاسوب الخارق في مشاريع مثل نمذجة إعصار هائل من الفئة F5، وتركيب خرائط لألاسكا. يقول بيل جروب (مدير المركز الوطني الأميركي لتطبيقات الحوسبة الخارقة في جامعة إلينوي): "يوجد فائض في التسجيل من أجل استخدام هذه الآلات، وكلما أجرينا عمليات لتوزيع أوقات الاستخدام وتخصيصها، قابلنا الكثير من التذمر".

يقول ستانزيوني إن جهاز فرونتيرا الجديد سيحتل مساحة تُقدَّر بحوالي 370 متراً مربعاً في مركز تكساس للحوسبة المتقدمة، وسيعمل قُرب حاسوب خارق آخر باسم ستامبيد 2، والذي سيستمر في العمل بطبيعة الحال. كما تشغل كيلي جايثر منصب بروفسورة مساعدة في قسم الصحة النسائية في مدرسة الطب بجامعة تكساس في أوستن، وتستخدم ستامبيد 2 والتعلم الآلي في دراسة التقاطعات ما بين وفيات الأمهات بعد الولادة والعمليات القيصرية المفاجئة، وتقول إنها ستستمر في هذا العمل على فرونتيرا.

ويقول ستانزيوني أيضاً إن بعض المجالات العلمية تتطلب تجهيزات محدَّدة؛ مثل التلسكوبات الراديوية، وآلات التصوير بالرنين المغناطيسي، والميكروسكوبات الإلكترونية، غير أن الحاجة إلى الحواسيب العملاقة تمتد إلى عدة مجالات؛ "فالحوسبة أداة شاملة، وضرورية للجميع تقريباً".

المحتوى محمي