يصيب سرطان الرحم عدداً كبيراً من النساء، ويعد ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء بعد سرطان الثدي وسرطان الأمعاء، ومن الجيد أنه يمكن تشخيصه في وقت مبكر بسبب سرعة ظهور أعراض سرطان الرحم؛ وبالتالي تطبيق العلاج المناسب؛ مما يرفع نسبة الشفاء منه.
سرطان الرحم: أسباب وأنواع
لا يوجد سبب معروف لسرطان الرحم؛ لكن الذي يحدث هو طفرة جينية داخل بطانة الرحم، تؤدي إلى تحويل الخلايا الطبيعية والسليمة إلى خلايا شاذة، تنمو وتتضاعف بمعدل خارج عن السيطرة، ولا تموت مشكّلةً ورم داخلي، ممكن أن تغزو هذه الخلايا الأنسجة القريبة والسليمة؛ مسببةً انتشار السرطان.
هناك نوعان رئيسيان من سرطان الرحم؛ يُعرف النوع الأكثر شيوعاً باسم سرطان بطانة الرحم، ويحدث في بطانة الرحم ويشكل حوالي 95% من جميع الحالات، أما النوع الثاني يسمى ساركوما الرحم، ويظهر في الأنسجة العضلية للرحم.
أعراض سرطان الرحم
العرَض الذي يميزه هو النزف المهبلي غير المعتاد؛ وخاصةً بعد انقطاع الطمث. تشمل أعراض سرطان الرحم:
- دورة شهرية أغزر من المعتاد.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- نزيف مهبلي بين الدورات.
- دورة شهرية مستمرة دون انقطاع.
- إفرازات لها رائحة كريهة.
- فقدان الوزن دون سبب.
- صعوبة التبول.
- ألم في البطن.
أعراض سرطان الرحم للعذراء
إن أكثر ما يميز سرطان الرحم عند العذراء هو الدورة الشهرية الأغزر من المعتاد، والزيف بين الدورات، بينما تكون الأعراض الأخرى أقل شيوعاً.
أعراض سرطان الرحم بعد سن اليأس
لا تختلف أعراض سرطان الرحم بعد سن اليأس عن الأعراض العامة له؛ حيث يحدث النزف المهبلي غير المعتاد، والافرازات كريهة الرائحة، بالإضافة إلى فقدان الوزن والألم أثناء التبول.
أعراض سرطان الرحم المبكرة
في المراحل الأولى من السرطان يحدث نزيف مهبلي غير معتاد و إفرازات، بالإضافة إلى عدم انتظام الدورة الشهرية.
أعراض سرطان الرحم المتقدم
في المراحل المتقدمة من سرطان الرحم، تبدأ المريضة بالشعور بألم في البطن، وانتفاخ، والشعور بالشبع بسرعة، وصعوبة أو ألم في التبول. كما قد تشعر بضيق التنفس أو ألم في المناطق التي ينتشر فيها السرطان.
النساء المعرضات لخطر الإصابة بسرطان الرحم
توجد عوامل تزيد من خطر إصابة بعض النساء به، وأهمها:
- بلوغ سن اليأس (بعد سن 55).
- تضخم بطانة الرحم.
- المرأة التي لم تُنجب.
- بدء حدوث الدورة الشهرية في عمر صغير (أقل من 12 سنة).
- ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- وجود إصابات في العائلة بسرطان المبيض أو الرحم أو الأمعاء.
- وجود حالة وراثية؛ مثل متلازمة كاودن أو متلازمة سرطان القولون الوراثية.
- الإصابة السابقة بأورام المبيض، أو متلازمة تكيس المبايض.
- علاج الخصوبة باستخدام الأستروجين.
- العلاج الإشعاعي السابق للحوض.
- تناول عقار تاموكسيفين لعلاج سرطان الثدي.
اقرأ أيضاً: بالأدوية والأعشاب: إليكِ طرق التخلص من ألم الدورة الشهرية
تشخيص سرطان الرحم
للكشف عن سرطان الرحم، يتبع طبيب أمراض النساء عدة طرق:
الفحص الجسدي
يفحص الطبيب الرحم بحثاً عن أي تورم؛ وذلك بوضع إصبعين داخل المهبل أثناء الضغط على البطن، أو قد يستخدم منظاراً يفصل جدران المهبل ليتمكن من رؤية التشوهات في المهبل وعنق الرحم.
الموجات فوق الصوتية
يضع الطبيب جهازاً داخل الرحم يصدر موجات فوق صوتية؛ تمكّنه من رؤية حجم المبيضين والرحم وسماكة بطانة الرحم.
خزعة بطانة الرحم
تُجرى خزعة بطانة الرحم عادةً في عيادة الطبيب ولا تتطلب تخديراً؛ حيث يأخذ الطبيب عينة من بطانة الرحم، تُرسل إلى المختبر لفحصها تحت المجهر.
تنظير الرحم والخزعة
منظار الرحم هو جهاز يُدخل من خلال المهبل إلى الرحم؛ مما يسمح للطبيب برؤية داخل الرحم. خلال هذا الإجراء؛ يمكن أيضاً أخذ خزعة وإرسالها لمزيد من الاختبارات في المختبر.
اختبارات أخرى
يمكن عمل بعض تحاليل الدم والبول لتقييم الصحة العامة وتحديد آلية العلاج، وإذا شُخّصت الإصابة، فقد تخضع المريضة لاختبارات أخرى؛ مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، لمعرفة ما إذا كان المرض قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
اقرأ أيضاً: أدرك المجتمع الطبي أخيراً أن الرحم أكثر من مجرد مسكن للطفل
علاج سرطان الرحم
بالنسبة لمعظم النساء المصابات بسرطان الرحم؛ غالباً ما تكون الجراحة هي العلاج الوحيد الممكن- خاصةً إذا لم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشمل الخيارات الأخرى العلاج الإشعاعي والهرموني والأدوية.
الجراحة
الشكل الأكثر شيوعاً للعلاج هو استئصال الرحم وعنق الرحم جراحياً، بإجراء يسمى استئصال الرحم الكُلي، وقد يُزال كلٌّ من قناتيّ فالوب والمبيضين أيضاً، فيما يعرف باستئصال البوق و المبيض الثنائي. غالباً ما يُزال المبيضان لتقليل خطر عودة السرطان، لأن المبيض ينتج هرمون الأستروجين؛ وهو هرمون قد يتسبب في نمو السرطان، ويجعل استئصال الرحم الحمل مستحيلاً في المستقبل، كما يؤدي استئصال المبيضين إلى انقطاع الطمث.
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي الأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية، وهو علاج إضافي لتقليل فرصة عودة السرطان، وقد يكون علاجاً رئيسياً إذا لم تتمكني من إجراء الجراحة. يتضمن العلاج الإشعاعي علاجاً داخلياً وخارجياً. في العلاج الخارجي، يُوجه الجهاز من خارج الجسم الإشعاع إلى السرطان والأنسجة المحيطة، أما في الإشعاع الداخلي، توضع مادة مشعة في أنابيب رفيعة وتوضع بالقرب من السرطان داخلياً.
العلاج الهرموني
عادةً ما يتم إعطاء العلاج الهرموني إذا انتشر السرطان أو تكرر حدوثه، ويمكن اللجوء إليه أيضاً في بعض الأحيان إذا لم تكن الجراحة خياراً مقبولاً، والهرمون المستخدَم في العلاج هو البروجسترون؛ وهو متوفر في شكل أقراص أو عن طريق الحقن، ويساعد في تقليص بعض أنواع السرطان والسيطرة على الأعراض، ويكون هذا العلاج خياراً إذا وصل السرطان لمرحلة متقدمة أو انتشر خارج الرحم.
اقرأ أيضاً: إليك ما يجب أن تعرفه عن العلاج الهرموني لانقطاع الطمث
العلاج الكيميائي
يستخدَم العلاج الكيميائي لعلاج أنواع معينة من سرطان الرحم، أو عندما يعود السرطان بعد الجراحة أو العلاج الإشعاعي، أو إذا كان السرطان لا يستجيب للعلاج الهرموني، كما يمكن استخدامه للسيطرة على السرطان وتخفيف الأعراض، ويُعطى عادةً كدواء عن طريق الفم، وغالباً عبر الوريد.
الوقاية من سرطان الرحم
لا توجد إجراءات مثبتة للوقاية منه، ومع ذلك؛ يمكن تقليل عوامل خطر الإصابة به عن طريق الحفاظ على وزن صحي لأن السمنة تزيد خطر الإصابة، والانتباه إلى أي نزيف مهبلي غير طبيعي، وبعد انقطاع الطمث، يجب عدم أخذ أدوية هرمونية لمعالجة أعراض انقطاعه دون استشارة الطبيب، لأن الهرمونات تزيد خطر الإصابة بالسرطان، كما يمكنكِ أيضاً تناول حبوب منع الحمل لمدة سنة للحد من الإصابة به؛ وذلك بالتأكيد بعد استشارة الطبيب أيضاً.
اقرأ أيضاً: لقاح فيروس الورم الحليمي فعال ضد سرطان الرحم
هل ينتشر سرطان الرحم؟
عادة ما يكون سرطان الرحم بطيئاً في النمو وغالباً ما يُكتَشف قبل أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. يُصنَّف سرطان بطانة الرحم إلى أربع مراحل:
المرحلة الأولى
يكون السرطان موجوداً فقط في الرحم؛ حيث يبدأ الانتشار من البطانة الداخلية للرحم إلى طبقة عضلات الرحم.
المرحلة الثانية
تنمو الخلايا السرطانية لتنتشر وتصل إلى عنق الرحم، لكنه لم ينتشر بعد خارج الرحم. وتكون الأعراض الأكثر شيوعاً في هاتين المرحلتين النزيف المهبلي غير المعتاد أو التبقع أو الإفرازات.
المرحلة الثالثة
ينتشر السرطان خارج الرحم وعنق الرحم إلى المهبل والمبيضين وقناتي فالوب و/أو العقد اللمفاوية في الحوض أو البطن. ويتسبب ذلك، بالإضافة إلى النزيف، بألم في البطن، والانتفاخ، والشعور بالشبع بسرعة، وصعوبة أو ألم في التبول.
المرحلة الرابعة
ينتشر السرطان في هذه المرحلة ليصل إلى المثانة البولية أو المستقيم أو الأعضاء البعيدة عن الرحم، مثل الرئتين أو العظام، أو إلى الغدد اللمفاوية في الفخذ. وفي هذه المرحلة تظهر أعراض متمثلة بضيق التنفس أو ألم في المناطق التي انتشر فيها السرطان.