كل ما تود معرفته عن مرض ألزهايمر

5 دقائق
ألزهايمر

وفقاً لتقرير صادر من منظمة ألزهايمر الأميركية لعام 2019، يعتقد العلماء أن مرض ألزهايمر[1] يبدأ قبل 20 عاماً أو أكثر من ظهور أعراضه، مع حدوث بعض التغيرات الطفيفة في الدماغ التي لا يلاحظها الشخص المصاب. وبعد عدّة سنوات من هذه التغيرات، تبدأ الأعراض في الظهور؛ مثل فقدان الذاكرة ومشاكل اللغة.

يشير التقرير الصادر[1] من منظمة ألزهايمر الأميركية لعام 2019، أن 5.6 مليون شخص أميركي بعمر 65 عاماً أو أكبر؛ مصابون بمرض ألزهايمر. وهذا العدد مُرشح للزيادة بشكلٍ سريع في السنوات المقبلة، حيث من المتوقع أن يزداد عدد المواطنين في عمر 65 فما فوق من 55 مليون شخص في عام 2019 إلى 88 مليون بحلول عام 2050.

بينما يشير التقرير الصادر[2] من منظمة ألزهايمر الدولية لعام 2019، أن نحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بمرض ألزهايمر، أو نوع آخر من أمراض الخرف. ومن المتوقع أن يرتفع الرقم إلى 152 مليون شخص بحلول عام 2050. تقدر التكلفة السنوية الحالية لأمراض الخرف بنحو تريليون دولار، ومن المتوقع أن تتضاعف هذه التكلفة بحلول عام 2030.

مرض ألزهايمر هو أحد الأسباب الرئيسية في الإصابة بأمراض الخرف لكبار السن، لذا دعنا نتعرف على أسبابه، ومراحل المرض، وأيضاً دور العائلة في المساعدة.

عن الأسباب

يعتقد العلماء أن مرض ألزهايمر ينتج عن التراكم غير الطبيعي لبعض البروتينات في وحول خلايا المخ، والتي تشمل بروتينات «الأميلويد» و«تاو». وبالرغم من عدم معرفتنا تحديداً ما الذي يسبب بدء عملية تراكم هذه البروتينات، إلا أن العلماء يعرفون الآن أنها تبدأ منذ سنوات عديدة قبل بداية ظهور أعراض المرض.

عندما تتضرر خلايا المخ، تنخفض أيضاً الناقلات العصبية، والتي ترسل الإشارات بين خلايا الدماغ. وتنخفض بشكل خاص مستويات أحد الناقلات العصبية (الأسيتيلكولاين) في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر. مع مرور الوقت، تتقلص مناطق مختلفة من المخ؛ وتكون أولى المناطق المتضررة عادةً هي المسؤولة عن الذاكرة، وفي بعض الأشكال غير المعتادة من المرض تتأثر مناطق مختلفة من المخ.

عوامل وراثية وجينية

يعتقد العلماء أن هناك عدّة عوامل تساهم في: متى وكيف يتطور مرض ألزهايمر، من ضمنها العوامل الوراثية والجينية. من المعروف أن الجينات يتوارثها الأبناء من آبائهم، والتي تحدد صفات الشخص مثل لون العين والشعر والطول، كما تلعب أيضاً دوراً في الحفاظ على خلايا الجسم، فإذا حدثت أي تغييرات على الجينات -حتى لو كانت تغييرات بسيطة- يمكنها أن تسبب الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض ألزهايمر.

وبالإضافة إلى الأسباب الجينية، تشير الأبحاث إلى أن مجموعة أخرى من العوامل قد تلعب دوراً في كيفية تطور المرض. على سبيل المثال، تهتم الأبحاث بالعلاقة بين التدهور المعرفي والإدراكي، وبين أمراض الأوعية الدموية مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك مشاكل التمثيل الغذائي مثل مرض السُكري وأمراض السمنة.

وسوف تساعد هذه الأبحاث في محاولة فهم كيف يساهم الحد من عوامل الخطر لهذه الأمراض، في تقليل عوامل الخطر للإصابة بمرض ألزهايمر. كذلك يُنصح غالباً باتباع نظام غذائي مفيد، وممارسة الأنشطة البدنية، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، والتحفيز العقلي لمساعدة الأشخاص في الحفاظ على صحتهم مع تقدمهم في العمر.

مراحل المرض

وفقاً للتقرير الصادر[1] من منظمة ألزهايمر الأميركية لعام 2019، فإن هناك 3 مراحل لمرض ألزهايمر كالآتي:

1. مرض الزهايمر ما قبل التشخيص

في هذه المرحلة، والتي لا تزال قيد البحث، تحدث تغيرات ملحوظة في المخ والسائل النخاعي الشوكي والدم. والتي تشير إلى أولى علامات المرض، وهي المؤشرات الحيوية، لكن لم تظهر بعد الأعراض مثل فقدان الذاكرة.

2. مرحلة الضعف الإدراكي المعتدل

تظهر في هذه المرحلة العلامات البيولوجية للتغيرات المرتبطة بمرض ألزهايمر في مخ الشخص المصاب، مثل ارتفاع مستويات بروتين «بيتا أميلويد»، ويُظهر الشخص تدهوراً معرفياً أكبر من المتوقع لعمره، لكن لا يتعارض هذا التدهور بشكلٍ كبير مع الأنشطة اليومية التي يمارسها.

3. مرحلة الخرف بسبب مرض ألزهايمر

يتميز هذا النوع من الخرف الذي يسببه مرض ألزهايمر بأعراض ملحوظة، خاصة بالذاكرة والتفكير والسلوكيات، حيث تضعف قدرة الشخص على التعامل في الحياة اليومية، بجانب أدلة على وجود تغييرات في المخ متعلقة بالمرض ذاته.

علامات وأعراض مبكرة لمرض ألزهايمر

ألزهايمر

هل تتساءل عما إذا كان سلوك أحد أقاربك في النسيان أو التصرفات الغريبة هو جزء طبيعي من الشيخوخة، أم أنها علامات على الإصابة بمرض ألزهايمر أو الخرف؟ من السهل الوصول لهذا الافتراض، ولكن من المهم أن تحصل على مزيد من المعلومات قبل التفكير في الأسوأ.

هناك اختلافات كبيرة بين النسيان العادي الذي يأتي مع التقدم في العمر، وبين العلامات التحذيرية التي تسببها ضعف القدرات الإدراكية لدى الشخص المسن. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الحالات الصحية الشائعة القابلة للعلاج، والتي يمكن أن تسبب أعراضاً تشبه أعراض أمراض الخرف.

هناك بعض العلامات التحذيرية والأعراض المبكرة للمرض، إذا لاحظت أي منها على الشخص، لا تتجاهلها، وحدد موعداً مع الطبيب. هذه العلامات كالآتي:

1. صعوبة في أداء المهام اليومية

في الشيخوخة الطبيعية، قد يحتاج الشخص إلى مساعدة أو تذكير مرة واحدة حول شيء يفعله يومياً. لكن إحدى علامات مرض ألزهايمر تظهر مع مواجهة الصعوبة في أداء المهام المألوفة أو اليومية؛ مثل نسيان مكان المتجر الذي كان يتسوق منه لمدة 10 سنوات، أو نسيان كيفية إعداد وصفة الطعام المفضلة لديه على مدى عقود من الزمن، أو نسيان قواعد لعبة اعتاد الشخص لعبها بانتظام.

2. مشاكل في تتبع الوقت والمكان

في الشيخوخة الطبيعية، أحياناً يحدث التباساً مؤقتاً حول اليوم أو التاريخ، ثم سرعان ما يتذكر الشخص ذلك. بينما يواجه مريض ألزهايمر مشكلة حقيقية في تتبع التواريخ، الفصول، والوقت بشكلٍ عام. وقد ينسى أحياناً أين هو، أو كيف جاء إلى هذا المكان.

3. مشاكل في اتخاذ القرار

قد يواجه الشخص تغييرات في قدرته على الحكم أو اتخاذ القرار. على سبيل المثال، شراء كثير من الأشياء غير الضرورية التي لا يحتاج لها، أو يقل اهتمامه بالنظافة الشخصية، كارتداء نفس الملابس، أو رفض الاستحمام.

4. تغيرات في الشخصية والمزاج

قد ينزعج أو يغضب الشخص الطبيعي عندما تتوقف إحدى عاداته التي يمارسها منذ فترة طويلة، لكن ربما يظهر على الشخص المريض بألزهايمر تغيرات ملحوظة في المزاج أو الشخصية. هذه التغيرات تشمل الارتباك، التشكك الدائم، الاكتئاب، الخوف، القلق، الشعور بالضيق والانزعاج بسهولة في المنزل، أو في العمل أو مع الأصدقاء.

5. الانسحاب من العمل أو الأنشطة الاجتماعية

قد يواجه الشخص مع مرض ألزهايمر تغيرات في القدرة على عقد أو متابعة أي حديث. ونتيجة لذلك، قد ينسحب من الهوايات والأنشطة الاجتماعية التي كان يمارسها بانتظام في السابق.

6. صعوبة أكثر مع الكلمات أثناء التحدث أو الكتابة

قد يواجه الشخص المريض مشكلةً مع تتبع الحديث أو الانضمام إلى المحادثة، ربما يتوقف في المنتصف، وليس لديه أي فكرة عن كيفية الاستمرار في الكلام، أو ربما يكرر من كلامه كثيراً. ويمكن أن يجد صعوبة مع المفردات، وصعوبة في تسمية شيء مألوف أو استخدام اسم خاطئ لهذا الشيء.

دور العائلة في رعاية مريض ألزهايمر

ألزهايمر

تلعب العائلة والأسرة دوراَ أساسياَ في رعاية مرضى ألزهايمر من ذويهم، وستزداد أهمية هذا الدور في إدارة المهام اليومية مع تطور حالة المرض. بالطبع لا يمكنهم إيقاف التغييرات المرتبطة بالمرض سواء على شخصية المريض أو سلوكه، ولكن بإمكانهم معرفة كيفية التعامل والتأقلم معها، بهذه الخطوات:

1. إبقاء الأمور بسيطة قدر الإمكان، واستخدام جُمل قصيرة مباشرة، مع فكرة واحدة فقط في الجملة.

2. الحفاظ على الروتين اليومي، بالتالي يعرف الشخص المريض متى ستحدث أشياء محددة في يومه.

3. طمأنة الشخص أنه في أمان، وأنك موجود من أجله باستمرار لتقديم المساعدة.

4. التركيز على المشاعر بدلاً من الكلمات.

5. لا تجادل أو تحاول استخدام المنطق مع الشخص المريض.

6. حاول ألا تظهر شعورك بالإحباط أو الغضب من الشخص المريض.

7. وفّر بيئة آمنة حول المريض، تثبّت الأقفال على الخزانات التي قد تحتوي على أي شيء يحتمل أن يكون خطراً، مثل العقاقير ومواد التنظيف السامة، والأدوات الخطرة.

8. حاول التقليل من وسائل تشتيت الانتباه، مثل إغلاق التلفاز أثناء تناول الطعام وخلال المحادثات، لتسهل على المريض عملية التركيز.

9. شارك الشخص المريض بقدر الإمكان، مثل السماح له القيام بأكبر قدر ممكن من المهام مع أقل قدر من المساعدة من جانبك.

ختاماً، إذا لاحظت أي تغيرات خطيرة أو مفاجئة على شخصية أو سلوك أحد أقربائك الأكبر سناً، اهتم بتحديد موعد مع الطبيب على الفور. فإذا كان سبب هذه التغيرات هو مرض ألزهايمر، يمكن أن يساعد الاكتشاف المبكر ووسائل العلاج المتاحة في الحد من شدة أعراض المرض والتحكم بها.


المصادر:

[1]: 2019 ALZHEIMER’S DISEASE FACTS AND FIGURES, U.S. data

[2]: World Alzheimer Report 2019, Alzheimer’s Disease International, London

المحتوى محمي