لماذا ينمو الشعر والأظافر؟

3 دقائق
تساقط الشعر في الخريف
shutterstock.com/Yoko Design

عندما يزداد طول شعرك أو أظافرك، وتصبح بحاجة إلى التشذيب والقصّ، فقد تتساءل بينك وبين نفسك عن سبب نموها بهذا الشكل السريع. ولمعرفة ذلك لا بدّ من استكشاف الموضوع من جوانبه العلمية.

آلية نمو الشعر والأظافر

يعدّ الكيراتين أحد البروتينات التي تصنعها خلايا الجلد ويقوم بتشكيل الشعر والأظافر. فعندما تندفع خلايا الكيراتين بشكل طبيعي من خلال الجلد، فإنها تتعرض للموت ثم التصلب، وبالتالي تتحول إلى شعر أو أظافر. وتعرف هذه العملية باسم التقرن، وهي التي تتسبب بنمو الشعر والأظافر، وتساهم في ذلك عدة عوامل أخرى. ويُذكر بأن الشعر ينمو بمعدل 7.6 سنتيمتر في السنة، في حين أن الأظافر تنمو عادة حوالي 3.8 سنتيمتر في السنة.

وعلى الرغم من أن الأظافر تبدو كما لو أنها تنمو فقط من أطرافها التي نقوم بقصها وتقليمها عادةً، إلا أنها في الواقع تبدأ بالنمو من قاعدتها عند مكان اختفاء الظفر في الأصابع.

وكما هو الحال في الشعر، فإن الأظافر أيضاً مرتبطة بأوعية دموية صغيرة لتزويدها بالغذاء. إذ أن الدم يعطي الظفر لونه الوردي الشاحب. وعند الضغط على الظفر، يمكنك أن ترى لونه يصبح أفتح بسبب اندفاع الدم من مكان الضغط.

تتكاثر خلايا الأظافر تحت الجلد. وتستمر كل خلية بالانقسام وإنتاج المزيد من الخلايا، لتقوم الخلايا الجديدة بدفع الخلايا القديمة فوق سطح الجلد. وبمجرد أن تخرج خلايا الأظافر إلى السطح، يتم دفعها من الأسفل بواسطة الخلايا الجديدة. ولكنها تفقد القدرة على التكاثر عند خروجها، حيث تصبح خلايا ميتة. وتنمو الأظافر ببطء شديد، مع أن أظافر اليدين تنمو بشكل أسرع من أظافر القدمين.

أما الشعر، فينمو من جيوب صغيرة في الجلد تسمى الجريبات. إذ يبدأ الشعر بالنمو من الجذر في الجزء السفلي للجريبات. ويتكون هذا الجذر من خلايا بروتينية. ويقوم الدم الموجود في الأوعية الدموية بتغذية الجذر، مما ينتج المزيد من الخلايا ويجعل الشعر ينمو. ويندفع الشعر من خلال الجلد خلال نموه، ويمر بالغدد الدهنية خلال ذلك. وتضيف هذه الغدد الدهنية الزيت إلى الشعر مما يحافظ على لمعانه ونعومته، ولكن ذلك يجعله دهنياً أيضاً، وهذا هو السبب في الحاجة لغسل الشعر. ويتموّت الشعر عند خروجه من الجلد، ولهذا فإن قص الشعر لا يسبب الإحساس بالألم. ويمر الشعر في بقية الجسم بنفس هذه العملية، ولكن الدورة الكاملة تستمر لمدة شهر أو نحو ذلك. ولهذا فإن شعر الجسم لا يصبح طويلاً جداً كشعر الرأس.

أهمية نمو الشعر والأظافر

يمكن للطبيب أن يعرف الكثير عن صحة الشخص عن طريق فحص الشعر والأظافر. إذ أن الجسم السليم ينتج أظافر قوية وناعمة، في حين أن الجسم المريض ينتج أظافر جافة أو قصفة أو منقطة أو صفراء أو غير ذلك من الأظافر غير الطبيعية. كما أن قيام الكلى و الغدة الدرقية بوظيفتها بشكل جيد بالإضافة إلى التوازن الهرموني، هو من الأمور الضرورية للنمو الصحي للشعر والأظافر.

كما أن هناك العديد من المواد الغذائية التي تدعم نمو الشعر والأظافر. إذ تعتبر البروتينات ضرورية لنموها. ويساعد فيتامين (أ) الجسم على امتصاص البروتينات بشكل صحيح، كما يعرف بأنه يساعد في التكوين الفيزيائي للشعر والأظافر. ويعمل فيتامين (سي) مع الزنك لإنتاج الكولاجين، مما يساعد على نمو أنسجة ضامة صحية لدعم الأظافر والبنى الأخرى في بقية الجسم. وتساعد عناصر أخرى على النمو الصحي للشعر والأظافر، مثل فيتامين (ب 2 ) وفيتامين (ب 7) وفيتامين (إي) وفيتامين (د) والحديد والكالسيوم واليود.

ولأن الهرمونات تتقلب في مختلف مراحل الحياة، ولأنه يمكن أن يتغير الجسم مع التقدم في السن، فقد تنخفض جودة الشعر والأظافر ومعدل نموها. وتؤثر التغيرات الموسمية أيضاً على النمو، إذ تنمو الأظافر والشعر بشكل أسرع وأقوى عندما تكون رطبة وتحصل على الكثير من فيتامين (د). وهكذا، فإنها تنمو خلال أشهر الصيف بشكل أكبر من أشهر الشتاء الباردة والجافة.

نمو غير طبيعي للأظافر يدل على مرض الصدفية.

وأخيراً، ربما تكون قد سمعت بأن الشعر والأظافر تستمر في النمو بعد الموت. إذ تعود هذه الفكرة الخاطئة الشائعة إلى الوهم البصري، حيث تصبح الأجسام أكثر جفافاً بعد الموت، مما يؤدي إلى تقلص الجلد الذي يغطي فروة الرأس والهيكل العظمي، مما يجعل الشعر والأظافر تبدو أطول. فنمو الشعر والأظافر مرتبط بالكثير من الأمور الحيوية، ويتوقف بمجرد توقف الحياة.

المحتوى محمي