أبرز 11 ابتكاراً في مجال الصحة في عام 2019

6 دقائق
ساعة ضغط, تقنية, صحة

يقضي الأطباء والباحثون ساعاتٍ طويلة في محاولتهم لفهم الأمراض وأعراضها ومعالجتها. في الواقع، يصعب التعامل مع بعض الأمراض وتطوير أدوية لمعالجتها، بينما هناك أمراضٌ لم يتم البحث عن أدويةٍ جديدةٍ لها منذ سنواتٍ طويلة. تأتي الأدوية والأدوات الصحية التي تمّ اعتمادها حديثاً لتلقي الضوء على عددٍ من هذه الأمراض التي غالباً ما تم تجاهلها، وتعطي حيويةً متجددة للجهود المبذولة في علاج الأمراض الأكثر انتشاراً. تشمل هذه الابتكارات أوّل دواءٍ طُوّر خصيصاً لمعالجة نوعٍ من الاكتئاب يشيع بين الأمهات الجدد، بالإضافة إلى شكلٍ أفضل من معاجين الأسنان وأداةً جديدة تجعل من فحص ضغط الدم والتحكّم به أسهل من السابق. كما تبيّن هذه الابتكارات فهمنا الذي يتقدّم باستمرار للجسم البشري.

1. «زولريسّو» أول علاج لاكتئاب ما بعد الولادة

تنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون بسرعةٍ بعد الولادة في غضون أيامٍ قليلة لدى المرأة، مما يؤدي لتغيراتٍ كيميائيةٍ في الدماغ قد تؤدي بدورها إلى حدوث تغيراتٍ في مزاج المرأة. تشير الإحصائيات إلى أن نحو 3 من بين 4 أمهات يعانين من أعراض الاكتئاب التي تحدث بعد فترةٍ وجيزة من الولادة، إلا أن الأعراض قد تتطوّر عند واحدة من بين 9 أُمهات، لتصبح أكثر خطورة وأطول أمداً، وتهدد الحياة في الحالات الشديدة لتصل الحالة إلى ما يُعرف باكتئاب ما بعد الولادة. يعد هذا الاضطراب من المضاعفات الأكثر شيوعاً للحمل، وتظهر أعراضه على شكل تغيرٍ كبير في المزاج خلال ساعاتٍ إلى أسابيع من الولادة.

في الوقت الحالي، تستغرق أدوية الاكتئاب لعلاج هذا المرض عدة أسابيعٍ إلى أشهر لكي يظهر التحسّن على الأمهات، وهو وقت طويل نسبياً بالنسبة للأمهات -وأطفالهن- قد لا يحتملنها. بينما يأتي دواء «زولريسّو»، وهو أول دواءٍ وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ومصمم لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة، ليقوم بذلك بسرعة. الدواء عبارةٌ عن شكلٍ صناعي من مركّب «ألوبريجنانولون - Allopregnanolone»، وهو هرمون يثبط النشاط العصبي ويخفف من أعراض الاكتئاب عندما تنخفض مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون.

أظهر دواء «زولريسو»، في التجارب مزدوجة التعمية التي أجراها المبتكرون في الشركة، أنه يبدأ بالتأثير والفعالية في غضون 60 ساعة. يتوفر الدواء حالياً عن طريق الحقن الوريدي -وهو الشكل الشائع للأدوية الجديدة عموماً- لكنه أشكاله الأخرى، كالحبوب، وما تزال قيد التجارب السريرية.

2. لقاح الأطفال «ڤاكسيليس»

ربما يكون إحضار الأطفال للعيادة لأخذ اللقاحات الدورية أمراً مزعجاً ومرهقاً للأهل، وفي نفس الوقت، فإنّ التأخر عن أخذ اللقاحات قد يعرض الأطفال وأقرانهم في الفصول الدراسية، وفي محيطهم لخطر الإصابة بأمراضٍ معدية خطيرة. يأتي لقاح «فاكسيليس» من عملاقي شركات الأدوية «سانوفي» و«ميرك» كأول لقاحٍ يحمي من 6 أمراضٍ معدية وهي: الدفتريا، الكزاز، السعال الديكي، شلل الأطفال، الأمراض التي تسببها محبة الدم النزلية النمط B، التهاب الكبد الوبائي البائي. يُعطى اللقاح في 3 جرعات للأطفال الرضّع بعمر شهرين وأربعة وستة أشهر (ويمكن أن يحصل عليه الأطفال حتّى عمر 4 سنوات).

بالمقارنة بطريقة التطعيم الحالية، فإنّ هذا اللقاح يخفّض عدد مرّات أخذ اللقاح إلى 4 فقط، مما يمنح الأطباء المزيد من التركيز والاهتمام باحتياجات مرحلة الطفولة الأخرى.

3. أول ساعة ذكية لقياس ضغط الدم

يعاني نحو 75 مليون بالغ أميركي من ارتفاع ضغط الدم؛ وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض. إلا أن نصف أولئك قادرون على مراقبة ضغط دمهم، بالرغم من أن هذا المرض يعرّضهم لخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الكلى. يحتاج مرضى ضغط الدم إلى اليقظة الدائمة، لذا تتيح لهم ساعة «HeartGuide» الذكية -أول ساعة ذكية مُعتمدةٍ من إدارة الأغذية والدواء- مراقبة ضغط الدم لديهم في أي وقت. الساعة مزودة بحزامٍ قابلٍ للنفخ يعمل كما يعمل أي جهازٍ لقياس ضغط الدم تماماً، ويقوم بأخذ القراءة خلال 30 ثانية، ويحتفظ بآخر 100 قراءة تمكن المريض من مراقبة ضغط دمه ومشاركته مع طبيبه أيضاً.

4. «أميكولو»، دواء جديد لعلاج اسهال المسافرين

تُعد الإجازات من أروع ما نفضّله في حياتنا، وننتظرها بفارغ الصبر للسفر إلى أماكن جديدةٍ، أو لزيارة أقارب بعيدين. لكن السفر عادةً ما يحمل بعض المخاطر الصحية، خصوصاً إسهال المسافر، حيث أنه شائعٌ وغير مريح، ويمكن أن يؤدي إلى حالاتٍ أكثر خطورةً إذا لم يُعالج على الفور. يلجأ الأطباء غالباً إلى إعطاء المريض المضادات الحيوية واسعة المجال، والتي غالباً ما تؤدي لزيادة مقاومة الأمراض إذا استخدمت بشكلٍ غير مناسب.

يُعدّ دواء «Aemcolo» مضاداً حيوياً ينتج على شكل حبوب، وقد تمت الموافقة عليه في الولايات المتحدة لمعالجة الأمراض التي تسببها «E.Coli»؛ أكثر أنواع سلالات بكتريا شيوعاً، وهي أحد الأسباب الرئيسية لإسهال المسافرين، حيث تستهدف البكتيريا الموجودة في القولون فقط بدلاً من تلك الموجودة في الدم.

5. جهاز «Cerene Cryotherapy» الجديد للعلاج بالتبريد

يمكن أن يؤدي النزيف الحاد أثناء الدورة الشهرية لدى النساء لأكثر من أسبوع إلى فقر الدم نتيجة نقص الحديد، وهي حالةٌ يمكن أن تكون خطرةٌ عموماً. وعادةً ما تشمل طرق العلاج على إجراء عملياتٍ جراحية تتم تحت التخدير العام، لكّن شركة «تشانيل ميدسيستمز» ابتكرت جهازاً جديداً يُدعى «Cerene Cryotherapy» يعمل بتقنية التبريد، ويمكن من خلال استخدامه تجنّب العمل الجراحي. سيعمل الجهاز الجديد على تبريد المناطق التي تنزف بحدّة في بطانة الرّحم خلال فترات الدورة الشهرية، ويُعد استخدام الجهاز فعّالاً كما الأساليب الحالية المتبّعة في مثل هذه الحالة، كما يمكن اجراؤه في عيادة طبيب النسائية بأمان دون تخدير.

6. علاج فقر الدم المنجلي

كريسبر, العمى, الرؤية, الإبصار, تقنية كريسبر, التعديل الجيني, بيولوجي

منذ أن ظهرت تقنية كريسبر -أداة تحرير الجينات السهلة الاستخدام- لأول مرّة على ساحة التكنولوجيا الطبية، قام العلماء بتوظيفها في الأبحاث ضمن علاج الأمراض التي تحدث بسبب الطفرات الوراثية. وفي يوليو/ تموز عام 2019، قام فريق بتعديل الحمض النووي لدى امرأةٍ مصابةٍ بفقر الدم المنجلي لأول مرّة. حيث يعاني المصابون بفقر الدم المنجلي من نقص البروتين الضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء السليمة، مما يصعب تزويد الجسم بالأكسجين من خلالها.

أخذ الأطباء في البداية خلايا جذعية من نخاع عظام المرأة، ثمّ قاموا بتعديلها وراثياً باستخدام تقنية كريسبر لدفعها لإنتاج البروتين اللازم لصنع خلايا الدم الحمراء السليمة، لكّن إنتاجها توقف بعد وقتٍ قصير. كان الإجراء ناجحاً، لكن الباحثون يحتاجون إلى بعض الوقت -على الأقل عامين- لمعرفة امكانية دفع الجسم لإنتاج الخلايا السليمة على المدى الطويل.

7. «أنّوفيرا»، حلقة مهبلية جديدة لمنع الحمل لمدة عام

تعدّ حبوب منع الحمل التقليدية فعّالة إلى حدٍ كبير في تنظيم الهرمونات ومنع الحمل، لكّن الحصول عليها يمكن أن يكون مرهقاً، حيث يتطلّب الحصول عليها الذهاب بشكلٍ متكرر إلى الصيدليات، والالتزام بها بشكلٍ صارم، أما الأشكال الأخرى المُستخدمة لمنع الحمل، مثل اللوالب وغيرها، فيتطلّب استخدامها متابعةً طويلة تصل لسنواتٍ عدة.

يُعدّ جهاز أنّوفيرا أول منتجٍ لمنع الحمل يمكن للنساء استخدامه بمفردهن ولمدّة عامٍ كامل عندما يخترن ذلك. وهي عبارةٌ عن حلقة مهبلية بعرض 2 بوصة تطلق أشكالاً صنعية من هرموني الإستروجين -الذي يكبح الإباضة- والبروجسترون. يبقى الجهاز في مكانه أثناء ممارسة الجنس ويبقى استعماله آمناً لمدة عامٍ كامل بدون أية مشاكل، مما يمنح مستخدميه مزيداً من الاستقلالية في كيفية ووقت استخدامه. [لا يتوفر هذا المنتج في العالم العربي حتى الآن]

8. معجون الأسنان «توتال إس إف» من كولجيت

عندما يقول أطباء الأسنان بأن الفلورايد مفيدٌ جداً للأسنان، فهم على حق. فهو يقوّي ميناء الأسنان ويغذّيها مما يمنع تسوس الأسنان، وحتى يعكس تسوس الأسنان المبكّر. تحتوي معظم معاجين الأسنان الحالية على الفلورايد بشكله المُتحد مع الصوديوم، بينما يأتي في معجون «توتال إس إف» الجديد على شكل فلوريد القصدير، وهو شكلٌ من الفلورايد أقوى بكثير، وهو يعمل، بالإضافة لتقوية ميناء الأسنان، كمضاّدٍ حيوي ضد البكتريا التي تؤدّي إلى رائحة الفم الكريهة، كما تحمي الأسنان واللثة من تراكم الجير والتهاب اللثة والحساسية.

في الحقيقة، لم يتمكّن الباحثون حتّى الآن من تثبيت فلوريد الصوديوم ليعمل بدون ترك بقعٍ صفراء وبنية على الأسنان، إلا أنّ معجون الأسنان الجديد يستخدم نظاماً فريداً من مادّة فوسفات الزنك غير النشطة لتثبيت فلوريد الصوديوم، وبالتالي ضمان بقاء الأسنان ناصعة البياض وخاليةً من التسوّس بنفس الوقت.

9. بخّاخ «سبارتافو» لعلاج الاكتئاب

يُعتبر علاج الاكتئاب صعباً، ولا يستجيب للعلاج العادي واحدٍ من أصل 5 أشخاص في الولايات المتحدة. يُعتبر الدواء الجديد «سبارتافو» من شركة يانسن للأدوية -الذي وافقت عليه إدارة الأغذية والأدوية الأميركية هذا العام-، أول دواء من نوعه لمعالجة الاكتئاب الشديد منذ عقود، وهو مشتّقٌ من المادة المخدّرة القوية؛ الكيتامين. وبالرغم من آلية عمله لا تزال غير مفهومةٍ تماماً، يعتقد الباحثون أنه يساعد في علاج أعراض الاكتئاب من خلال إعادة نمو نقاط التشابك العصبي التي تربط الخلايا العصبية بعضها البعض. يتميّز العلاج بأنه سريع الفعّالية، حيث يبدأ بالتأثير بسرعةٍ أكبر بكثير من مضادات الاكتئاب الحالية مثل «البروزاك» الذي يستهدف مستقبلات السيروتونين، ويستغرق أسابيع وأشهر لتبدأ فعاليته بالظهور.

يُستخدم بخّاخ الأنف «سبارتافو» حالياً لعلاج الاكتئاب المعنّد بالترافق مع استخدام أدوية الاكتئاب التقليدية، وقد ظهر التحسّن لدى المصابين خلال أربعة أسابيع فقط مقارنةً بأولئك الذين يتناولون مضادات الاكتئاب التقليدية لوحدها.

10. جهاز «SoTaxa»

من السهل على ضابط الشرطة أن يحدد بسرعة السائقين الذين يتعاطون الكحول أثناء قيادتهم بمحلل للتنفس، لكن التحقق من تناولهم للعقاقير غير المشروعة الأخرى يشكل تحدياً أصعب، حيث يتطلّب إجراء فحصٍ للدم في المختبر يستغرق ساعاتٍ عدة للحصول على النتائج. يقدّم جهاز «SoToxa» حلاً عملياً لهذه المشكلة، حيث يُعد أداة تشخيصٍ محمولة يمكن أن يستخدمها ضابط الشرطة لاختبار لعاب السائق للكشف عن تناوله موادٍ غير مشروعة مثل؛ الماريجوانا، الكوكايين، الأفيونيات، الأمفيتامينات، الميثامفيتامينات، والبنزوديازيبينات، حيث تظهر النتائج خلال 5 دقائق فقط. وقد أظهر اختبار تجريبي للجهاز على 92 عيّنة أجراه برنامج شرطة ولاية ميتشيغان أن دقّة نتائج الجهاز الجديد نفس دقة اختبارات الدم في المختبر.

11. دواء «بالفورزيا»، أول دواء لعلاج الحساسية تجاه الفول السوداني

زبدة الفول السوداني, حساسية, صحة, علاج

يُعتبر مرض حساسية الفول السوداني -المرض الثاني من بين أمراض الحساسية الغذائية-؛ الأكثر شيوعاً لدى الأطفال في الولايات المتحدة، وما تزال أعداد المصابين به في ازدياد، وقد يؤدي المرض في الحالات المتقدمة للإصابة بصدمة الحساسية «anaphylaxis»، ولا يوجد علاجٌ عملي للمرض حالياً.

يأتي الدواء الجديد «بالفورزيا» على شكل حبّة يتم تناولها يومياً في البداية، وتحتوي على جرعةٍ صغيرة جداً من بروتين الفول السوداني المسبب للحساسية المميتة لدى العديد من الأشخاص. ثم تُرفع الكمية بشكلٍ ثابت على مدى أشهر حتّى يتمكّن الجسم من استيعابها بتركيزاتٍ أكبر، كتلك الموجودة في الطعام. لا يعالج الدواء مرض الحساسية بحدّ ذاته، لكنّه يقلل إلى حدٍ كبير احتمال حدوث رد فعل للجسم قد يهدد الحياة.

وافقت هيئة الغذاء والدواء الأميركية على الدواء في سبتمبر/ أيلول الماضي، وسيتناوله الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 17 عاماً، أي يمكن أن يُوصف لحوالي 1.6 مليون طفل أميركي مصابٍ بالمرض حالياً.

المحتوى محمي