كيف تفهم الآثار الجانبية للأدوية وكيف تتعامل معها؟

كيف تفهم الآثار الجانبية للأدوية وكيف تتعامل معها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Lijphoto

لا يمكن لنا ببساطة أن نتخلى عن تناول دواء فقط لأن آثاره الجانبية تزعجنا، فعندما يصف الطبيب لنا دواءً معيناً يكون ذلك بدافع الحاجة، وغالباً ما تفوق فوائده مخاطره أو الإزعاج الذي يتسبب به، حيث توصف الأدوية لعلاج حالات صحية قد تكون مزمنة وتتطلب منا تناول الدواء مدى الحياة مثل أدوية القلب وأدوية خفض ضغط الدم والأدوية المناعية وأدوية السكري، 

الجدير بالذكر أن لجميع هذه الأدوية حتى شائعة الاستخدام منها آثاراً جانبية، ولكن ماذا تفعل إذا كانت الآثار الجانبية للأدوية تزعجك أو تمنعك من تناول الأدوية التي يمكن أن تحسّن نوعية حياتك؟

اقرأ أيضاً: أفضل 7 مكملات غذائية وفيتامينات لتحسين الصحة الجنسية

لماذا تسبب الأدوية آثاراً جانبية؟

ينجم بعض الآثار الجانبية عن التأثير المقصود للدواء نفسه. على سبيل المثال، يقلل استخدام الأدوية المميعة للدم من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية عن طريق تقليل احتمالية تجلط الدم، لكن هذا يعني زيادة فرص حدوث نزيف الدماغ والبطن عند التعرُّض للرضوض واستغراق وقتٍ أطول في النزيف في حال جرحت نفسك.

من جهةٍ أخرى، يعمل العديد من الأدوية عن طريق استهداف المواد الكيميائية التي يستخدمها الجسم للتحكم في عملياته الحيوية، وفي بعض الأحيان تتحكم المادة الكيميائية نفسها في أكثر من عملية واحدة ما يجعل للدواء تأثيراً على أكثر من عملية حيوية واحدة. وكمثالٍ على ذلك، تمنع حاصرات بيتا إفراز هرموني الأدرينالين والنورأدرينالين ما يؤدي إلى إبطاء معدل ضربات القلب، إلّا أنها في الوقت نفسه تُخفّض ضغط الدم، لهذا إذا كان ضغط دمك طبيعياً بالفعل وأنت تتناول حاصرات بيتا فقد يؤدي تأثيرها الخافض لضغط الدم إلى الدوار.

وسببٌ آخر لحدوث الآثار الجانبية هو التحسس للمركبات الموجودة في الدواء، إذ قد لا يناسبك الدواء أو أنه يتفاعل مع أدوية أو مكملات أخرى تتناولها.

اقرأ أيضاً: ترخيص استخدام أول دواء لمرض ألزهايمر

كيف يمكن التعامل مع الآثار الجانبية للأدوية؟

بعض الآثار الجانبية لا يدوم إلّا لأيام قليلة من بدء تناول الدواء، لهذا ينبغي مراقبة شدة هذه الآثار وإن كانت تختفي تدريجياً مع كل يوم وعند اعتياد الجسم عليها. أمّا إذا استمرت الآثار الجانبية فيُنصح بالتحدث إلى الطبيب أو الصيدلي أو الأخصائي، فلا بُدّ أنهم تلقّوا أسئلة مماثلة من قبل ولديهم الخبرة الأكبر للتعامل مع ذلك وإيجاد الحل.

قد يقترح الأطباء بعض التعديلات على الدواء، مثل تقليل الجرعة أو تقسيمها على مدار اليوم وغير ذلك، أو قد ينصح الطبيب بتغيير الطريقة التي تتناول بها أدويتك وذلك حسب الدواء، فبالنسبة للأدوية التي تُهيج المعدة ينصح بتناولها بعد وجبات الطعام، أمّا مدرات البول فيُنصح بتناولها صباحاً لأنها تعرقل نوم الليل دافعةً المريض للاستيقاظ عدة مرات للذهاب إلى الحمام.

تساعد معرفة ما سنتوقعه من آثار جانبية عند تناول الدواء على تسهيل التعامل معها، كمعرفة أن الشعور بشيء من الغثيان طبيعي عند تناول أي دواء لأنه يمر عبر السبيل الهضمي، ويمكن عندئذ تناول الأدوية المضادة للإقياء والابتعاد عن أي أطعمة قد تزيد حالة الغثيان سوءاً وتناول ما يُريح المعدة.

كما يشيع حدوث الدوار مع الأدوية المضادة للاكتئاب أو المرخيات العضلية أو أدوية ضغط الدم أو أدوية السكري، ويقلل من هذه الآثار عن طريق اعتماد نظام غذائي متكامل وعدم إهمال النوم الجيد والتغذية الجيدة، والحرص على أن تبقى بجوار العائلة والأصدقاء في حال حدوث السقوط المرافق للدوار.

من جهةٍ أخرى، تُحدث الأدوية المضادة للاكتئاب زيادة في الوزن، وعندما يتطلع المريض على احتمالية حدوث ذلك، عليه أن يولي شيئاً من الاهتمام لعاداته الصحية ونظام حياته من ممارسة الرياضة وسواها كي يقي نفسه من الزيادة المتوقعة في الوزن.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: الاستخدام الطويل الأمد لمضادات الحساسية يسيء للذاكرة

العوامل التي تفاقم الآثار الجانبية للأدوية

تتفاعل الأدوية مع عاداتنا الحياتية والغذائية، ما يجعل الآثار الجانبية لها أسوأ، ومن أبرز هذه العادات والأغذية نذكر:

  • استهلاك الكحول: يمكن للكحول أن يزيد من حدة بعض الآثار الجانبية مثل النعاس والارتباك والتغيرات في ضغط الدم والسلوك غير الطبيعي والغثيان والقيء، ويساعد التوقف عن استهلاك الكحول على تخفيف هذه الآثار.
  • التدخين: يُفعّل تدخين السجائر نشاط الكبد، حيث تنشط إنزيماته عند التدخين، وعلى الرغم من أن العديد من الأدوية يُستقلب عن طريق الكبد مثل كلوزابين وأولانزابين وميثادون، فقد يؤدي هذا إلى تداخل التدخين إلى حدٍ كبير مع مستويات الأدوية في الدم.
  • النظام الغذائي: تتفاعل الأدوية مع ما نتناوله، فعلى سبيل المثال، تتداخل الأدوية الخافضة للكوليسترول والوارفارين مع الجريب فروت والخضروات الورقية الخضراء، كما يتداخل الليثيوم وعرق السوس الأسود، ومكملات الملح والبوتاسيوم ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، والأطعمة التي تحتوي على التيرامين ومضادات الاكتئاب.
  • التجفاف: يمكن للتجفاف أن يزيد من مخاطر الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والميتفورمين ومدرات البول.

اقرأ أيضاً: ما المكملات والفيتامينات التي يُنصح بتناولها بعد سن الثلاثين؟

تعالجنا الأدوية الموصوفة عندما نكون مرضى وتخفف آلامنا عندما نتألم وتمنع الحالات الطويلة الأمد وتتحكم فيها، ولكن خلال قيامها بهذا الدور من الضروري أن نعي وجود بعض الآثار الجانبية غير المرحّب بها، والمهم ألّا تدع هذا يجعلك تستبعد الدواء تلقائياً دون العودة إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.

المحتوى محمي