وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دواء زيباوند (Zepbound) الذي يُباع تجارياً باسم تيرزباتيد (Tirzepatide) لعلاج البدانة وزيادة الوزن والمحافظة عليه، ويُعد هذا الدواء ضرورياً لمواكبة حالات البدانة المنتشرة في الولايات المتحدة الأميركية والتي تبلغ نسبتها 39.6%.
اقرأ أيضاً: متى تفوق إيجابيات الخضوع لجراحة البدانة مخاطرها ؟
تاريخ صناعة دواء زيباوند
بدأت التجارب السريرية الخاصة بتطوير دواء زيباوند، ودُعيت التجارب بالمرحلة السريرية الثالثة من تطوير الأدوية باسم سورمونت (SURMOUNT) في أواخر عام 2019، وسُجِلت بيانات أكثر من 5000 شخص يعانون البدانة أو زيادة الوزن في 6 دراسات تسجيل، كانت 4 منها عالمية. في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 حصل دواء زيباوند على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية
آلية عمل دواء زيباوند
فقد البالغون الذين تناولوا دواء زيباوند في تجربة سريرية في المتوسط نحو 21 كيلوغراماً عند أخذ أعلى جرعة من الدواء، ويعمل زيباوند على تنشيط مستقبلات هرمون الأنكريتين وهو عديد ببتيد مثبط للمعدة (GIP) ومستقبلات الهرمون الشبيه بالإنسولين (GLP-1) لمعالجة السبب الكامن وراء الوزن الزائد، ويعد الدواء الوحيد في العالم الذي يستهدف هذه المستقبلات.
الحالات التي يوصى بأخذ دواء زيباوند عند الإصابة بها
يوصى باستخدام زيباوند للبالغين الذين يعانون البدانة؛ أي يكون مؤشر كتلة الجسم الخاص بهم يساوي 30 أو أكثر وأولئك الذين يعانون زيادة الوزن، ويكون مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 27-30، والذين يعانون مشكلات طبية تتعلق بالوزن مثل ارتفاع ضغط الدم وفرط الشحوم وداء السكري من النمط الثاني وانقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
وينبغي استخدام دواء زيباوند بالترافق مع اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني، بينما يجب ألّا يُستخدم دواء زيباوند مع المنتجات الأخرى التي تحتوي على أدوية منبهة لمستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1).
اقرأ أيضاً: هل تفوق فوائد «حقن إنقاص الوزن» آثارها الجانبية؟
لماذا وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دواء زيباوند؟
استندت موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وتضمنت الدراسات النهائية 2539 شخصاً بالغاً يعانون البدانة أو الوزن الزائد ومشكلات طبية مرتبطة بالوزن لا تشمل مرض السكري، وشهد الأشخاص الذين تناولوا دواء زيباوند عاملاً مساعداً للنظام الغذائي وممارسة الرياضة، خسارةً كبيرةً في الوزن مقارنة بالأشخاص الخاضعين للدراسة الذين تلقّوا العلاج الوهمي (البلاسيبو) بفترة امتدت نحو 72 أسبوعاً، وتبين أن أعلى جرعة من دواء زيباوند كانت 15 ميللي غرام سببت خسارة في الوزن بمتوسط 21 كيلوغراماً، بينما أسهمت جرعة 5 ميللي غرام من دواء زيباوند في الدراسة في فقدان 15 كيلوغراماً بالمتوسط، مقارنة بفقدان 3 كيلوغرامات فقط عند أخذ العلاج الوهمي.
ومن الناحية الإحصائية، فقد 1 من كل 3 مرضى يتناولون دواء زيباوند بأعلى جرعة أكثر من 26 كيلوغراماً؛ أي 25% من وزن الجسم، مقارنة بـ 1.5% ممن أخذوا العلاج الوهمي.
الأعراض الجانبية لدواء زيباوند
قد يترافق استخدام دواء زيباوند مع ردود فعل سلبية معدية معوية شديدة في بعض الأحيان، وشملت أبرز الأعراض الجانبية للدواء الأكثر شيوعاً ما يلي:
- الغثيان.
- الإسهال.
- القيء.
- الإمساك.
- آلام البطن.
- عسر الهضم.
- التعب.
- تفاعلات فرط الحساسية.
- التجشؤ.
- فقدان الشعر.
وحدثت الأعراض فقط لدى 5% أو أقل من المشاركين في الدراسة، وكانت تُصيب الأشخاص الذين تعاطوا جرعة زائدة من الدواء، لكن التأثيرات انخفضت عموماً بمرور الوقت.
بالإضافة لذلك، توفّر شركة إيلاي ليلي تحذيراً عند تناول دواء زيباوند من الاضطرابات التالية:
- مشكلات في المرارة.
- التهاب البنكرياس.
- انخفاض نسبة السكر في الدم.
- التغيرات في الرؤية لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
- الاكتئاب أو التفكير بالانتحار.
وفي الحالات الخطيرة النادرة، قد يسبب دواء زيباوند أوراماً في الغدة الدرقية، بما في ذلك سرطان الغدة. الدرقية. لذا، من المهم مراقبة الأعراض المحتملة مثل وجود كتلة أو تورم في الرقبة أو بحة في الصوت أو صعوبة في البلع أو ضيق في التنفس، وفي حال وجدت أي من هذه الأعراض يجب أن تخبر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك عما يحدث.
اقرأ أيضاً: الآثار الجانبية لعملية تحويل مجرى المعدة التي تؤدي إلى إيقاف مرض السكري
الأشخاص الذين يجب أن يتجنبوا تناول دواء زيباوند
يجب على الأشخاص التاليين تجنب تناول دواء زيباوند:
- المصابون بأورام خلايا الغدة الدرقية.
- المرضى الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي لسرطان الغدة الدرقية النخاعي.
- المرضى الذين يعانون متلازمة أورام الغدد الصماء المتعددة من النوع الثاني.
- المرضى الذين يعانون من فرط حساسية خطير معروف تجاه دواء تريبازيد (tirzepatide).
طريقة تقديم دواء زيباوند
من المتوقع أن يكون دواءً متاحاً بحلول نهاية عام 2023 بـ 6 جرعات كالتالي:
- 2.5 ميللي غرام.
- 5 ميللي غرام.
- 7.5 ميللي غرام.
- 10 ميللي غرام.
- 12.5 ميللي غرام.
- 15 ميللي غرام.
وذلك بسعر وسطي 1,059.87 دولاراً أميركياً، وهو سعر أقل بنسبة 20% تقريباً من حقن سيماغلوتيد (semaglutide) عيار 2.4 ميللي غرام المستخدمة لفقدان الوزن.
اقرأ أيضاً: 2.2 مليار شخص يعانون السمنة والمرض ولكننا لا زلنا نستخدم معيار قياس خاطئاً
طريقة أخذ جرعات دواء زيباوند
يُحقن دواء زيباوند تحت الجلد في المعدة أو الفخذ أو الجزء العلوي من الذراع، وذلك مرة واحدة كل أسبوع وفي أي وقتٍ من اليوم، لكن يجب تغيير موقع الحقن في كل حقنة أسبوعية، إذ يجب ألّا يُستخدم الموقع نفسه لكل حقنة.
الدراسات التي بحاجة إلى القيام بها على دواء زيباوند
لا تزال هناك حاجة إلى القيام ببعض الدراسات للتأكد من فاعلية دواء زيباوند وتأثيره في حالات محددة، فمثلاً من غير المعروف ما إذا كان دواء زيباوند آمناً وفعّالاً عند تناوله مع وصفات طبية أخرى أو دون وصفة طبية أو منتجات عشبية لإنقاص الوزن.
ولا يُعرف بعد تأثير دواء زيباوند في الأشخاص الذين أُصيبوا بالتهاب البنكرياس أو تأثيره على الأطفال الأصغر من 18 عاماً.
اقرأ أيضاً: هل يؤثر وزنك في عمرك؟ الإجابة ليست سهلة
تطمح الشركة حاليا إلى تطوير الدواء ليصبح بشكل حبوب فموية بدل الحقن، ليستطيعوا الوصول لشريحة أكبر من المصابين بالبدانة في أميركا وحول العالم.