ظهر بحث جديد أن جرعة واحدة فقط من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري قد تكون كافية للحماية من الفيروس وسرطان عنق الرحم. يُعطى لقاح فيروس الورم الحليمي البشري عادةً على جرعتين أو ثلاث جرعات، ولكن نظام الجرعة الواحدة الفعال يمكن أن يسهل على الدول تلقيح الإناث من سكانها.
فعالية اللقاح في الحماية من فيروس الورم الحليمي البشري
بين ديسمبر/كانون الأول عام 2018 ويونيو/حزيران 2021، حدد الباحثون عشوائياً 2275 فتاة وامرأة كينية تتراوح أعمارهن بين 15 و20 عاماً لتلقي جرعة من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري أو لقاح مختلف لا علاقة له بفيروس الورم الحليمي البشري. ووجدوا أن جرعة واحدة فقط من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري كانت فعالة بنسبة 90% تقريباً في الوقاية من العديد من سلالات فيروس الورم الحليمي البشري بعد 18 شهراً. نُشرت النتائج في مجلة «نيوإنجلاند للأدلة الطبية».
يقول بيتر دول، نائب مدير تطوير اللقاح والمراقبة في منظمة بيل وميليندا جيتس التي مولت الدراسة في بيان: «كانت فعالية الجرعة الواحدة عالية جداً وقابلة للمقارنة مع اللقاحات متعددة الجرعات، لدرجة أن النتائج تدعم إمكانية اعتماد لقاح فيروس الورم الحليمي البشري ذو الجرعة الواحدة». وأضاف أن مثل هذه الحملة يمكن أن تزيد من فرصة الوصول إلى اللقاحات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، الأمر الذي من شأنه مساعدة منظمة الصحة العالمية على تحقيق هدفها المتمثل في تلقيح 90% من الفتيات في سن 15 عاماً ضد فيروس الورم الحليمي البشري بحلول عام 2030.
اقرأ أيضاً: لقاح فيروس الورم الحليمي فعال ضد سرطان الرحم
تقول ماريسيانا أونونو، مؤلفة الدراسة في معهد كينيا للأبحاث الطبية، في بيان: «أعتقد أنني سأشهد القضاء على سرطان عنق الرحم في حياتي. فلنقم بذلك؛ لنعطي كل امرأة لقاحاً واحداً».
العمل على توفير اللقاح في كافة أنحاء العالم
يتسبب فيروس الورم الحليمي البشري الذي ينتقل عن طريق الجنس في أكثر من 95% من حالات سرطان عنق الرحم، والذي يحتل المرتبة الرابعة بين أنواع السرطانات الأكثر شيوعاً بين النساء على مستوى العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وتعيش 90% من النساء الحاملات لهذا الفيروس في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل. على الرغم من أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري فعال جداً في الوقاية ومتاح على النطاق التجاري منذ أكثر من 15 عاماً، إلا أن الاعتماد العالمي للقاح المنقذ للحياة كان بطيئاً. في عام 2020، تلقى 13% فقط من النساء والأطفال المؤهلين في جميع أنحاء العالم جرعتي لقاح.
بالمقارنة، تلقت 77% من المراهقات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 13 و17 عاماً جرعة واحدة على الأقل من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، بينما تلقت 61% على الأقل جرعتين، وذلك وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لعام 2020. تتكون النسخة الأكثر استخداماً من اللقاح في الولايات المتحدة اليوم، غارداسيل 9، من جرعتين أو ثلاث جرعات اعتماداً على كيفية توزيع التطعيمات، ويقي من تسع سلالات من فيروس الورم الحليمي البشري. ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، انخفضت الإصابات بأنواع فيروس الورم الحليمي البشري التي تسبب معظم سرطانات فيروس الورم الحليمي البشري وثآليل الأعضاء التناسلية بنسبة 88% منذ عام 2006 بين الفتيات المراهقات وبنسبة 81% بين الشابات البالغات.
اقرأ أيضاً: السرطان البشري غير معدٍ، ولكن الكلاب وغيرها ليست محظوظة إلى هذه الدرجة
تقول منظمة الصحة العالمية إن الوصول العادل للقاح فيروس الورم الحليمي البشري هاجسٌ كبير، خصوصاً وأن اللقاح يقي من الإصابة بالسرطان بشكلٍ فعال. وتقول مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة برينسيس نوثيمبا سيميليلا في بيان: «نحتاج إلى التزام سياسي متكامل مع مسارات عادلة لإمكانية الوصول إلى لقاح فيروس الورم الحليمي البشري. إن الفشل في القيام بذلك يؤدي لظلم جيل الفتيات والشابات اللاتي قد يتعرضن لخطر الإصابة بسرطان عنق الرحم».