كيف ينعكس تخفيف الوزن على تكاليف رحلات الطيران؟

كيف ينعكس تخفيف الوزن على تكاليف رحلات الطيران؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

من المعروف أنه كلما زاد وزن الطائرة زاد الوقود المستهَلك في أثناء الرحلة وزادت النفقات على عاتق شركات النقل الجوي؛ إذ يعد الوقود بالإضافة إلى العمالة اثنين من أكبر النفقات التي تواجه شركات الطيران. ولطالما استخدمت شركات النقل أساليب متنوعة لتقليل الوزن المحمول على متن طائراتها؛ فامتنعت عن وضع المجلات، وتحولت إلى استخدام الأطباق والأواني والعربات الأخف وزناً، وما زالت تحاول بشتى الوسائل إيجاد طرق جديدة من شأنها تقليل استهلاك الوقود. وإليك إلى أي حد ستستفيد شركات الطيران من رواج دواء أوزمبيك ومثيلاته من أدوية إنقاص الوزن.

اقرأ أيضاً: 6 حقائق مهمة عن دواء أوزمبيك تبرر رواجه الهائل

كيف ينعكس تخفيف الوزن على تكاليف رحلات الطيران؟

وفقاً لتقديرات المحللة المالية في شركة جيفريز للخدمات المالية والمصرفية والاستثمارية (Jefferies Financial Group)، شيلا كاهياوغلو (Sheila Kahyaoglu)، فإن شركة الطيران الأميركية يونايتد إيرلاينز القابضة (United Airlines Holdings) ستوفّر نحو 80 مليون دولار سنوياً في حال انخفض متوسط وزن الركاب بمقدار 4.5 كيلوغرام (10 أرطال).

حيث يوضّح التقرير أنه إذا خسر الراكب العادي نحو 4.5 كيلوغرام من وزنه، فهذا يعني انخفاضاً في الوزن قدره 812 كيلوغراماً من كل رحلة، ما يعني توفيراً في الوقود قدره 27.6 مليون غالون سنوياً، وبما أن سعر الغالون الواحد (1 غالون يساوي 3.78 لتر) من الوقود يبلغ 2.89 دولار، فإن شركة الطيران ستوفّر نحو 80 مليون دولار سنوياً. 

وتقول كاهياوغلو إن هذه الفوائد ستلاحظها شركات الطيران الأخرى على نحو مماثل. 

تقرير كاهياوغلو هو جزء من تحليلات شركة جيفريز المالية المعنية بدراسة الحماس العام لدواء أوزمبيك والمستفيدين المحتملين منه، وقد خَلُص إلى أن قيمة إجمالي المبيعات السنوية لمثل هذه الأدوية ستزيد على 100 مليار دولار بحلول نهاية هذا العقد، نتيجة الطلب المتزايد والسريع عليها؛ إذ من المتوقع أن تصل نسبة سكان العالم الذين يعانون الوزن الزائد إلى 41.5% عام 2023 مقارنة بـ 36.4% عام 2013، وفقاً للتقرير.

اقرأ أيضاً: هل يكون دواء السكري أوزمبيك هو الحل السحري لإنقاص الوزن؟

وذكر التقرير أن الصناعات الأخرى التي شهدت ربحاً من نمو سوق أدوية إنقاص الوزن تشمل بالإضافة إلى قطاع الطيران كلاً من شركات تصنيع الأدوية وقطاع مستحضرات التجميل والملابس، خصوصاً الملابس الرياضية، في حين قد ينعكس التأثير السلبي على أرباح قطاع المطاعم وبعض صناعات الأغذية والمشروبات، وذلك في حال اتبع المستهلكون الأنظمة الغذائية الصحية أو توقفوا عن شراء بعض المنتجات. بالإضافة إلى ذلك، نوّهت المحللة المالية بأن التكاليف المالية المرتفعة لأدوية إنقاص الوزن قد تسهم في تقليل الإنفاق على شراء الأثاث أو السفر.

اقرأ أيضاً: مرضى السكري يعانون من نقص أدويتهم بعد الترويج لاستخدامها لإنقاص الوزن

ما هي أدوية إنقاص الوزن مثل أوزمبيك ومثيلاته؟

أوزمبيك هو الاسم التجاري لعقار يُدعى سيماغلوتيد (Semaglutide)، طوّرته شركة الأدوية الدنماركية نوڤو نورديسك (Novo Nordisk)، وقد حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (Food and Drug Administration FDA) لأول مرة في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2017، لاستخدامه علاجاً مكملاً في إدارة نسبة السكر في الدم عند البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني. يُحقَن مرة واحدة أسبوعياً، فيساعد البنكرياس على إنتاج المزيد من الإنسولين عندما يكون سكر الدم مرتفعاً.

اقرأ أيضاً: ما مخاطر أدوية تخفيف الوزن الجديدة على كبار السن؟

وقد صنعت الشركة نفسها دواءً ثانياً يحمل اسم ويغوفي (Wegovy) حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء لاستخدامه في إنقاص الوزن؛ إذ يتألف من المادة الفعّالة نفسها الموجودة في أوزمبيك لكن بتركيز أعلى، فهي تبلغ 2.4 مليغرام من السيماغلوتيد في ويغوفي، مقارنة بـ (0.5 أو 1 أو 2) مليغرام في أوزمبيك. لكن وعلى الرغم من أن أوزمبيك ليس دواءً رسمياً لإنقاص الوزن، فإن العديد من الناس يستخدمونه لهذه الغاية، خصوصاً بعد حملات الترويج الضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد النقص الذي حصل في دواء ويغوفي.

أمّا طريقة تأثير هذه الأدوية في إنقاص الوزن، فمن المرجح أن مادة السيماغلوتيد تؤثّر في مراكز الجوع في الدماغ، تحديداً على منطقة ما تحت المهاد، ما يقلل من الشعور بالجوع والشهية والرغبة الشديدة في تناول الطعام، بالإضافة إلى أنها تبطِئ من معدل إفراغ المعدة، فيطول الشعور بالامتلاء والشبع بعد الوجبات لفترات طويلة، فيحصل انخفاض الوزن في المحصلة. 

أدّى النجاح الهائل الذي حققته هذه الأدوية في إنقاص الوزن إلى طفرة في الأبحاث العلمية؛ إذ يوجد اليوم أكثر من 50 دواءً مضاداً للسمنة قيد التطوير في 40 شركة مختلفة تقريباً. جدير بالذكر أن معظم المرضى الذين خسروا الوزن بواسطة هذه الأدوية سيستعيدون أكثر من 80% من الوزن المفقود خلال 5 سنوات في حال توقفوا عن تناوله، وهو عيب مشترك عند علاجات السمنة جميعها تقريباً.