ما هو العلاج المناعي الفموي؟ وما مدى فائدته لعلاج الحساسية الغذائية؟

3 دقيقة
ما هو العلاج المناعي الفموي؟ وما مدى فائدته لعلاج الحساسية الغذائية؟
يهدف العلاج المناعي الفموي إلى إزالة حساسية المرضى تجاه مسببات الحساسية الرائجة، مثل البيض والحليب والفول السوداني. ديبوزيت فوتوز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تمثّل الحساسية الغذائية خطراً متزايداً على الصحة والسلامة؛ إذ تقدّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن نسبة الأطفال الأميركيين المصابين بها تبلغ نحو 1 من أصل كل 3 أطفال. يستخدم الأطباء لمكافحة هذه الحالة تقنية تحمل اسم “العلاج المناعي الفموي” تسهم في تعزيز قدرة الأطفال على تحمل بعض مسببات الحساسية الغذائية الرائجة.

تهدف دراسة نُشرت بتاريخ 8 أبريل/نيسان 2024 في مجلة الحساسية وعلم المناعة السريرية (Journal of Allergy and Clinical Immunology) إلى صياغة أول مجموعة من المبادئ التوجيهية الدولية التي يمكن أن يستخدمها الأطباء المعالجون لمساعدة أنفسهم والعائلات على إنجاح هذا العلاج الذي قد يكون منقذاً للحياة في بعض الأحيان. هذه المبادئ التوجيهية ليست إلزامية حالياً، وهي تهدف إلى الإسهام في وضع معايير للرعاية الصحية لتحسين النتائج التي يشهدها المرضى.

قال الأستاذ السريري في جامعة ماكماستر في كندا والمؤلف المشارك للدراسة، دوغلاس ماك، في بيان صحفي: “يجب أن تقدّم عائلات المرضى العلاج يومياً. ولهذا، هذه المبادئ التوجيهية مهمة للغاية. “يمكن تحسين إجراءات السلامة لضمان أن أفراد هذه العائلات يفهمون الحالة التي يواجهونها، مع ضمان أنهم على دراية بالآثار الجانبية التي يمكن أن تكون خطيرة”.

ما العلاج المناعي الفموي؟

ينطوي العلاج المناعي الفموي على منح الأطفال المصابين بحساسية غذائية موثّقة كميات صغيرة للغاية من مسببات الحساسية الغذائية، مثل الفول السوداني أو الجوز أو الحليب أو البيض. تُزاد هذه الكمية تدريجياً بهدف تعزيز قدرة الجسم على التحمل، علماً أن الخبراء طبّقوا هذه العملية عبر أكثر من قرن من الزمن. ساعد العلاج المناعي الفموي في عام 1908 على إزالة حساسية مريض يبلغ من العمر 13 عاماً يعاني حساسية تجاه البيض. بلغت الجرعة الأولية في الدراسة التي خضع لها هذا المريض جزءاً من 10 آلاف جزء من البيضة يومياً. وأصبح قادراً على تناول البيض بأمان بعد 6 أشهر. اكتشف العلماء في دراسة تحليلية أحدث أن العلاج المناعي الفموي يمكن أن يحفز إزالة الحساسية لدى معظم المرضى الذين يعانون الحساسية تجاه الفول السوداني والحليب والبيض بنسبة 76.9%.

لا يخلو هذا العلاج من المخاطر؛ إذ يطبّقه مقدّمو الرعاية على الأطفال في المنزل يومياً، ما يتطلب منهم أداء دور “أطباء متخصصين هواة” من خلال مراقبة ردود فعل الأطفال وتحديد إن كان العلاج الطبي ضرورياً. يتمثّل هدف صياغة المبادئ التوجيهية الجديدة في تحضير العائلات ووضع معايير لنهج العلاج.

اقرأ أيضاً: كيف يعمل العلاج المناعي الخلوي وما التحديات التي تواجهه؟

قالت المتخصصة في المناعة السريرية في مستشفى الأطفال المرضى في مدينة تورنتو الكندية، جوليا أبتون، لقناة دي دبليو (DW): “يجب أن يتعلم أفراد العائلات المزيد عن الحساسية الغذائية والحساسية المفرطة والعلاج المناعي وكيفية تحديد الجرعات بأمان والأطعمة التي يجب الانتباه منها والوقت المناسب لكل من العلاج والتواصل مع الفِرق الطبية”. يجدر الذكر أن أبتون لم تشارك في الدراسة الجديدة.

ما المبادئ التوجيهية الجديدة؟

عملت لجنة من 36 خبيراً دولياً في العلاج المناعي الفموي على صياغة نموذج موافقةٍ مفصّل وموحد المعايير وعلى تحديد الموضوعات التي تجب مناقشتها مع العائلات. تشمل المبادئ ذِكر أن العلاج المناعي الفموي ليس علاجاً شافياً، وتأكيد ضرورة أن يتعلّم مقدمو الرعاية جميعهم عن آلية عمل العلاج، وأنه تجب السيطرة على الربو قبل بدء العلاج. يُفترض أن يضمن ذلك أن يكون الآباء ومقدمو الرعاية على دراية بمخاطر العلاج وفوائده، بالإضافة إلى العلاجات البديلة التي يمكن تطبيقها إذا كانوا غير راغبين في الاستفادة من العلاج المناعي الفموي.

قال ماك: “سيكون الأفراد المعنيون محضّرين جيداً لما سيخوضونه بعد اتباع المبادئ التوجيهية إذا قرروا تطبيق هذا العلاج. سيدرك هؤلاء المخاطر، والأهم من ذلك أن هذه المبادئ تجعل العلاج المناعي الفموي أكثر أماناً لأنها تمكّن الأفراد من توقع التحديات التي سيواجهونها. يحدد البروتوكول الجديد المعايير التي يجب تطبيقها في المستقبل”.

تشدد المبادئ التوجيهية أيضاً على أن البالغين يجب أن يشرفوا على نحو ملائم على الجرعات قبل بدء العلاج، وأنه يجب تحديد عوامل الخطورة المحتملة على المريض قبل العلاج. يشمل بعض عوامل الخطورة الربو غير المسيطر عليه وعدم رغبة مقدم الرعاية في استخدام الإبينيفرين في حالة حدوث رد فعل تحسسي. قد يؤدي عدم منح الإبينيفرين للمريض في حالة حدوث رد فعل تحسسي شديد إلى الوفاة.

اقرأ أيضاً: نوع جديد من اللصقات قد يخفف من شدة الحساسية تجاه الفول السوداني لدى الأطفال

يقدّر مؤلفو الدراسة الجديدة أن ما يصل إلى ثلث المرضى لم يحصلوا على أي نوع من الاستشارات الطبية ولم يكونوا محضّرين قبل بدء العلاج. وفقاً للدراسة، استغرق تقديم الاستشارة الملائمة حول مخاطر العلاج المناعي الفموي وفوائده من الأطباء المعالجين 30 إلى 60 دقيقة تقريباً.