تُستخدم العلاجات العشبية والتقليدية على نطاقٍ واسع في الطب الشعبي، خاصةً في البلدان النامية حيث يكون الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الحديثة محدوداً. وللأسف، لا يدرك الكثير من الناس المخاطر المحتملة لأخذ هذه العلاجات أو تطبيقها دون إشراف طبي.
ازدادت مخاطر العلاجات العشبية والتقليدية كثيراً خلال السنوات الأخيرة نتيجة انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقوم الكثير من الأشخاص بالترويج لعلاجات تكون في كثيرٍ من الأحيان خطيرة، دون تقديم أي دليل علمي يثبت فاعليتها.
اقرأ أيضاً: ما مخاطر أدوية تخفيف الوزن الجديدة على كبار السن؟
ما هي العلاجات العشبية؟
العلاجات العشبية هي منتجات مصنوعة من النباتات أو أجزاء النباتات وتُستخدم لعلاج الأمراض أو بغرض تحسين الصحة. يمكن أن تكون على شكل شاي أعشاب أو كبسولات أو أقراص أو زيوت أو كريمات أو مستخلصات. بعض الأمثلة على العلاجات العشبية الشائعة هي الشاي الأخضر لتخفيف الوزن، والثوم لعلاج ضغط الدم، وهلام الصبار (جل الألوفيرا) للعناية بالبشرة وعلاج الجروح.
هناك أيضاً علاجات عشبية مركبة؛ أي تتضمن مزيجاً من مستخلصات عدة أنواع من النباتات يتم تركيبها بنسب معينة. بعضها مرخص رسمياً من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، لكن الكثير منها غير مرخص.
اقرأ أيضاً: كيف تفهم الآثار الجانبية للأدوية وكيف تتعامل معها؟
مخاطر العلاجات العشبية
هناك علاجات عشبية أثبتت فاعليتها في علاج بعض الحالات الصحية، ومعظم الناس يعتقدون أن أي أدوية عشبية غير ضارة نظراً لأنها تأتي من النباتات، لكنها قد تشكّل مخاطر صحية لعدة أسباب أبرزها:
تحتوي على مواد كيميائية مثل أي دواء صناعي
بعض المواد الكيميائية الموجودة في النباتات قد يكون ساماً أو ضاراً بالجسم، خاصةً إذا تم تناوله بجرعات كبيرة أو لفترة طويلة. على سبيل المثال، قد يحتوي بعض العلاجات العشبية على معادن ثقيلة أو مبيدات حشرية أو ملوثات يمكن أن تسبب التسمم أو تلف الأعضاء.
قد تسبب آثاراً جانبية خطيرة
قد يشمل بعض الآثار الجانبية ردود الفعل التحسسية أو الغثيان أو التقيؤ أو الإسهال أو الصداع أو الدوار أو مشكلات في الكبد، وقد يتفاعل بعض العلاجات العشبية أيضاً مع أدوية أو مكملات غذائية يأخذها المريض، ما يسبب آثاراً ضارة أكثر خطورة أو يقلل من فاعلية تلك الأدوية.
قد يؤدي بعض العلاجات العشبية أيضاً إلى الإدمان أو تسبب أعراض الانسحاب عند التوقف عن أخذها فجأة.
اقرأ أيضاً: ما المكملات والفيتامينات التي يُنصح بتناولها بعد سن الثلاثين؟
قد تؤدي إلى الوفاة
يكون بعض الأدوية العشبية قاتلاً إذا تم أخذه بشكلٍ غير صحيح أو من قِبل أشخاص يعانون من حالات صحية معينة. على سبيل المثال، قد يسبب بعض العلاجات العشبية النزيف أو الغيبوبة أو مشكلات في القلب.
ما يفيد الآخرين من الأدوية العشبية قد لا يفيدك
تختلف فاعلية وسلامة العلاجات العشبية اعتماداً على عدة عوامل، مثل الجودة والجرعة وطريقة التحضير. كما تؤثّر عوامل أخرى مثل عمر الشخص ووزنه وحالته الصحية والعوامل الوراثية في فاعليتها. لذلك، ما يصلح لشخص ما قد لا يصلح لآخر، أو قد يكون ضاراً.
اقرأ أيضاً: دليلك الشامل لقراءة النشرات الدوائية
ما هي العلاجات التقليدية؟
العلاجات التقليدية هي ممارسات أو أساليب تعتمد على معتقدات أو عادات أو تجارب مجموعة من الناس أو مجتمع معين. غالباً ما تنتقل من جيل إلى جيل وتُستخدم للوقاية من الأمراض أو علاجها. من الأمثلة على العلاجات التقليدية الوخز بالإبر لعلاج الآلام، والحجامة لتحسين الدورة الدموية والتخلص من السموم، واليوغا والتأمل لعلاج القلق والتوتر.
مخاطر العلاجات التقليدية
الهدف من العلاجات التقليدية جميعها هو تحسين الصحة العامة أو الحالة النفسية للمريض، هذا مفيد جداً في علاج معظم الأمراض، لكن المشكلة هي أن الكثير من الناس يعتقدون أن هذه العلاجات يمكن أن تكون بديلاً عن العلاج الطبي المهني، وهو أمر خطير لعدة أسباب أبرزها:
لم يتم إثبات فاعليتها
تفتقر معظم العلاجات التقليدية إلى الأدلة أو الأبحاث الكافية لدعم فاعليتها وسلامتها. وقد يكون لها أيضاً تأثيرات غير معروفة أو غير مناسبة للجسم أو المرض.
لم يتم تنظيمها أو توحيد معاييرها
لا تخضع العلاجات التقليدية لمراقبة الجودة نفسها أو التنظيم الذي تخضع له طرق العلاج الطبية الحديثة، وقد تختلف أيضاً في طريقة ممارساتها أو تطبيقها اعتماداً على مهارة المعالج أو تدريبه أو تفضيلاته.
لا تعالج سبب الأمراض
لا تعالج العلاجات التقليدية السبب الأساسي للمرض، وإنما تركّز على تحسين الحالة الصحية أو النفسية للمريض، لذا فإنها لن تكون فعّالة في علاج الأمراض المعقدة أو المزمنة التي تتطلب رعاية أو تدخلاً متخصصاً.
اقرأ أيضاً: «مونجارو» آخرها: ما حقيقة استخدام أدوية الداء السكري لإنقاص الوزن؟
كيفية تجنب مخاطر العلاجات العشبية أو التقليدية
يمكن أن تكون العلاجات العشبية والتقليدية مفيدة لبعض المرضى والحالات الصحية، لكن ينبغي ألّا تكون بأي شكل من الأشكال بديلاً عن المشورة الطبية المتخصصة والعلاج الطبي المهني.
لتفادي مخاطر هذه العلاجات عليك اتباع النصائح التالية:
لا تعتمد على نصائح الآخرين أو الإنترنت لعلاج الأمراض
كما ذكرنا أعلاه، ما يساعد على علاج الآخرين قد لا يساعدك، ومواقع الإنترنت الطبية تنشر محتواها لأغراض إعلامية فقط وليس لتقديم الاستشارة الطبية.
اقرأ أيضاً: ما مخاطر إعطاء أدوية الرشح المخصصة للبالغين للأطفال؟
استشر الطبيب المختص لتشخيص حالتك ووصف العلاج
ينبغي عليك ألّا تُشخّص حالتك أو علاجها ذاتياً بناءً على الأعراض أو الافتراضات الذاتية أو نصائح الآخرين من غير المختصين. يجب عليك طلب الرعاية الطبية المهنية في أقرب وقت ممكن إذا كنت تعاني من أي أعراض لمرض أو إصابة.
اتبع تعليمات طبيبك بعناية وأبلغه إذا واجهت أي آثار جانبية
يجب أخذ الأدوية الموصوفة لك حسب توجيهات الطبيب وعدم تفويت الجرعات أو تعديلها دون موافقته، يجب أيضاً إخبار طبيبك عن أي أعراض جانبية قد تعاني منها بسبب أخذ الأدوية.
لا تتوقف عن أخذ الدواء إلّا إذا طلب الطبيب ذلك
حتى لو شعرت بتحسن؛ فقد يؤدي التوقف عن أخذ الدواء إلى تفاقم حالتك أو تكرارها، كما قد يصبح الدواء أقل فاعلية للعلاج في المستقبل.
اقرأ أيضاً: ترغب في اكتساب بضعة كيلوغرامات؟ إليك كيف تعمل الأدوية الفاتحة للشهية
ناقش أي علاجات عشبية أو تقليدية مع طبيبك
إذا كنت تظن أن هناك علاجات عشبية أو تقليدية قد تسهم في تحسين حالتك الصحية أو تخفيف الأعراض التي تعاني منها، ناقش ذلك مع طبيبك للتأكد من أنها آمنة ومناسبة لك. قد ينصحك طبيبك أيضاً بأفضل طريقة لاستخدامها أو مراقبة تأثيراتها.