جديد التيك توك: تأخير الدورة الشهرية باستخدام دواء «إيبوبروفين» فما صحة ذلك؟

2 دقيقة
جديد التيك توك: تأخير الدورة الشهرية باستخدام دواء «إيبوبروفين» فما صحة ذلك؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ speedshutter Photography
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بحسب مستخدمي تيك توك، نجح دواء إيبوبروفين في تأخير الدورة الشهرية عند بعض الإناث وحتى منع حدوثها عند بعضهن الآخر، ما سلّط الضوء عليه كأحد بدائل موانع الحمل وازداد انتشار استخدامه بناءً على ذلك في الآونة الأخيرة. ولأن منصة تيك توك تشتهر بنصائح مؤثريها المتعددة المتعلقة بالصحة واللياقة البدنية، والتي غالباً ما تكون موضعَ شكٍ، فلا بُدّ من معرفة وجهة نظر العلم بهذا الخصوص.

اقرأ أيضاً: أبرز 7 خرافات حول الدورة الشهرية

الفرضية: مزيج الهلام مع عصير الليمون والإيبوبروفين نجح في وقف الدورة الشهرية

بدأ الأمر على شكل فيديو يزعم أن خلط كلٍّ من الهلام؛ أي الجيلي، وعصير الليمون والإيبوبروفين يمكنه تأخير الدورة الشهرية أو إيقافها. وجرب الكثير من الإناث هذا المزيج وحتى المشاهير مثل كاردي بي خضن غمار التجربة، وأبدين إعجاباً بما يستطيع تقديمه، حيث نجح في تأخير الدورة عدة أيام والبعض أضاف أنه منع حدوث الدورة بشكلٍ كامل، فما صحة ذلك؟

ما رأي أطباء النسائية حول هذا الخليط؟

ردت الطبيبة “كارين تانغ“، وهي أخصائية معتمدة في الأمراض النسائية، من خلال فيديو على منصة تيك توك قالت فيه: “الإيبوبروفين والأدوية الأخرى التي تنتمي لعائلة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية تعمل على تقليل نزيف الدورة الشهرية والآلام المرافقة للدورة مثل التقلصات الرحمية المؤلمة والصداع، وهذا يعود لكبحها مسار إنتاج البروستاغلاندينات المسؤول عن هذه الأعراض”. وأضافت أنه كلما نقص البروستاغلاندين تراجعت كمية الدم المطروحة شهرياً، والإيبوبروفين هو أساساً علاج للدورات الشهرية المؤلمة أو شديدة الغزارة.

كما وضحت الطبيبة “هيلاري مكلارين“، وهي أستاذة مساعد في الطب النسائي والتوليدي في جامعة شيكاغو الأميركية، أن الجرعات العالية من الإيبوبروفين تقلل من تدفق الدورة الشهرية بنسبة 30-40%، إلّا أنه للحصول على هذه النتائج ينبغي تناول ما لا يقل عن 600-800 مليغرام 3-4 مرات يومياً، أي 2400-3200 مليغرام في اليوم وهو الحد الأعلى المسموح به كجرعة يومية من الإيبوبروفين، ما يدفعنا للتساؤل عن الآثار الجانبية التي قد تترافق مع تناول كميات كبيرة من هذا الصنف الدوائي، وهل يستحق إيقاف الدورة التعامل مع العواقب التي تُرافق ذلك؟

اقرأ أيضاً: بالأدوية والأعشاب: إليك طرق التخلص من ألم الدورة الشهرية

ما المخاطر الصحية لاستهلاك الكثير من الإيبوبروفين؟

لا شك أن المخاطر الصحية الناجمة عن المزيج الذي ذكره الفيديو لا ترتبط بالهلام أو بعصير الليمون، والمتهم الأساسي في هذه القضية هو الإيبوبروفين. فالإيبوبروفين بحد ذاته ليس ضاراً، إلّا أن الجرعات المرتفعة منه هي المشكلة، وخاصةً أن تحريض إيقاف الدورة أو إيقافها تماماً لا يتحقق إلّا بتناول جرعات عالية بما يكفي للتسبب بمجموعة من المخاطر الصحية.

يترافق تناول جرعات عالية من الإيبوبروفين مع مجموعة من المضاعفات على رأسها التسمم الكلوي والذي يتسبب مع مرور الوقت بحدوث القصور الكلوي، بالإضافة إلى ذلك تؤثّر مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية في حاجز الحماية المخاطي للمعدة فتجعلها حساسة أكثر وأكثر تأثراً بالحمض المعدي. 

وانطلاقاً من هذه النقطة، لا يُعتبر الإيبوبروفين الخيار الأمثل لمَن يعانين حساسية المعدة أو القرحة المعدية أو المؤهبات للإصابة بالحالات الصحية الهضمية مثل داء كرون.

للإيبوبروفين تأثير مزدوج نوعاً ما على الدم، فهو من جهة يُقلل النزف الطمثي كما ذُكِر، إلّا أنه بالوقت نفسه يزيد من خطر النزيف إن حدث. بكلمات أخرى، يؤثّر الإيبوبروفين في النزف الطمثي من خلال تأثيره من مستوى البروستاغلاندين، ولكن بما يتعلق بتأثيره في الدم، فهو يزيد من ميوعته، رافعاً من خطر حدوث النزيف.

اقرأ أيضاً: إليك أكثر موانع الحمل فاعلية ودليلك لاختيار الأنسب من بينها

إذاً وبحسب أطباء النسائية المختصين، يبدو أن لاستخدام الإيبوبروفين -كدواء يؤخّر الدورة الشهرية أو يوقفها- سلبيات تفوق الإيجابيات، وخاصةً في ظل مجموعة من الخيارات الأخرى الأقل خطراً والتي تحقق الغاية نفسها مثل حبوب منع الحمل الفموية واللصاقات الهرمونية واللولب. وعلينا ألا نغفل أيضاً الآثار الجانبية الطويلة الأمد التي لم تكتشف بعد للمستويات العالية للإيبوبروفين على الخصوبة عند هؤلاء الإناث على سبيل المثال، فقد يبدو تعميم اكتشاف عابر كالذي طُرح سهلاً وخاصة في ظل وجود منصات تواصل اجتماعي تسمح بذلك، إلّا أن الأمر علمياً وطبياً يتطلب سنوات من الدراسة حتى يُعمم، هذا وإن كان صحياً بالدرجة الأولى.