احذر تقسيم أقراص الدواء دون استشارة طبية لهذه الأسباب

احذر تقسيم أقراص الدواء دون استشارة طبية لهذه الأسباب
حقوق الصورة: shutterstock.com/ menur
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قد تعتقد أن تقسيم أقراص الدواء الخاصة بك هو وسيلة غير ضارة لتوفير المال أو تسهيل البلع، لكن هل تعلم أن القيام بذلك دون استشارة طبية يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على صحتك؟ في هذا المقالة سنشرح لماذا صُمِم بعض أقراص الدواء بحيث لا يمكن تقسيمه، وما المخاطر التي قد تواجهها إذا فعلت ذلك.

لماذا لا يمكن تقسيم أقراص الدواء إلى نصفين؟

إذا لم تحتوِ النشرة المرفقة مع الدواء على توضيح صريح ومباشر حول إمكانية تقسيم الأقراص، فيمكن اعتبار ذلك رسالة واضحة بأنه لا يمكن تقسيم هذا الدواء لعدة أسباب، منها:

  • أقراص ممتدة المفعول: هي أنواع الأقراص الدوائية التي تحرر مادتها الفعّالة ببطء، لذا فإن تقسيمها قد يؤدي إلى تدمير تأثير الإطلاق الزمني، وتحرير الجرعة الكاملة مرة واحدة، يعني أنك قد تحصل على كمية كبيرة من الدواء بسرعة كبيرة، وهو ما قد يكون غير آمن.
  • الكبسولات المملوءة بالسائل أو بالحبيبات: مع هكذا نوع من الدواء ليست هناك طريقة مناسبة تضمن تقسيم الكبسولة بما يضمن الحصول على الجرعة الصحيحة.
  • الحبوب غير المتناظرة: هي حبوب لا تمتلك شكلاً متناظراً يساعد على تقسيمها بدقة.
  • صغر حجم الدواء: تحتاج الحبوب الصغيرة الحجم إلى دقة عالية في التقسيم، وهو ما قد لا يكون ممكناً في معظم الحالات. وقد أشارت الدراسة المنشورة في دورية الصيدلة والعلاجات (Pharmacy and Therapeutics)، إلى أن نحو 1 من كل 8 أقراص مقسمة كان أقل من نصف القرص بنسبة تزيد على 20%.
  • الأدوية ذات الغلاف المعوي: أي الأدوية المصممة لحماية المعدة، فبمجرد تقسيمها يمكن أن تسبب تهيج المعدة ومشكلات صحية خطيرة، مثل الأسبرين والإيبوبروفين.
  • الأدوية التي تتناولها أكثر من مرة في اليوم: إذ عندما تقسّم الأقراص قد لا يكون التقسيم متناسقاً، فيكون أحد القسمين أكبر من الآخر، أي أنه سيستمر في الجسم فترة أطول، فإذا كان الدواء مرة واحدة في اليوم، لن تكون هناك مشكلة لأن الجسم لديه الوقت الكافي للتعامل مع الدواء بحيث يبقى في الجسم بمستويات مناسبة، لكن هذا لا ينطبق على الأدوية التي تتناولها عدة مرات في اليوم، لأن الجسم يعالجها بسرعة.
  • الأدوية المركبة التي تحتوي على أكثر من عنصر نشط.
  • نطاق المؤشر العلاجي: بعض الأدوية له مؤشر علاجي صغير، مثل الوارفارين المضاد للتخثر، أي أن الانحراف عن الكمية الموصوفة وتغيير الجرعة، قد يكون خطراً على الصحة، مهما كان صغيراً. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي سوء تقدير الجرعة في دواء ليفوثيروكسين، المستخدم لعلاج نقص هرمون الغدة الدرقية الثيروكسين، إلى عدم انتظام ضربات القلب. في المقابل، يتمتع بعض الأدوية بمؤشر علاجي واسع، مثل أدوية علاج ارتفاع الضغط، لذا فإن تقسيم الأقراص لن يُحدِث فرقاً كبيراً.

اقرأ أيضاً: علماء يحذّرون من عواقب تناول الأسبرين بعد سن الستين عاماً

على وجه العموم، قد يعاني بعض الأشخاص مشكلات جسدية ومعرفية تعوقهم عن تقسيم الأقراص بدقة، على سبيل المثال:

  • ضعف البصر.
  • فقدان أحد الأطراف.
  • الارتعاش.
  • التهاب المفاصل الشديد.

ما هي الأدوية الممكن تقسيمها؟

عادة ما تحتوي أقراص الأدوية القابلة للتقسيم على خط أو أخدود في المنتصف، ما يشير إلى أنه قرص مسجل. تشكّل علامة تسجيل في المنتصف، إشارة إلى أن تقسيم الحبة أمر ممكن، بالإضافة إلى أنه سهل جسدياً. ومع ذلك، ينبغي ألّا تفترض أن أي أقراص تحمل هذه العلامة يمكن تقسيمها، فقد تكون هناك أقراص غير مناسبة لهذه الطريقة بسبب شكلها وحجمها، حتى لو بدت وكأنها مسجلة، فلا بُدَّ من التحدث مع الطبيب أو الصيدلي قبل القيام بذلك.

عامة، يمكنك البحث في النشرة المرفقة مع الدواء أو على الملصقات، عن إرشادات التقسيم، حيث يوضح قسم “كيفية التوريد” فيما لو وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على تقسيم هذا النوع من الأقراص. ومن أنواع حبوب الدواء الممكن تقسيمها:

  • الستاتينات، مثل كريستور، وليبيتور، وبرافاتشول.
  • مضادات الاكتئاب، مثل سيليكسا، وباكسيل، وزولوفت.
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، مثل مونوبريل، وبرينيفيل، ويونيفاسك، وزيستريل.
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، مثل أفابرو وكوزار.

اقرأ أيضاً: تعرّف على الأدوية الحساسة للحرارة وطرق حفظها

لماذا تُقسَّم أقراص الدواء؟

يلجأ البعض لتقسيم الدواء لعدة أسباب بما في ذلك:

  • توفير التكاليف: غالباً ما تكون تكلفة الدواء واحدة حتى لدى مضاعفة عياره، وعلى الرغم من أن ذلك لا يبدو منطقياً فإنه حقيقة. في الواقع يُعدُّ ذلك استراتيجية تسويقية تتبعها معظم شركات الأدوية وتُدعى بالتسعير الثابت. تهدف هذه الاستراتيجية في الدرجة الأولى إلى حماية المرضى من ارتفاع الأسعار، فقد يتوقف المريض عن تناول دوائه الذي كان يستخدمه سنوات إذا زادت الجرعة وتضاعف السعر. علاوة على ذلك، أشار الرئيس والمؤسس لمنظمة نيدي ميدز (NeedyMeds)، ريتش ساجال (Rich Sagall)، إلى أن تكلفة الإنتاج المرتفعة ليست في المادة الفعّالة، بل بصنع الأقراص نفسها، وهي تكلفة متساوية تقريباً بغض النظر عن الجرعة المستخدمة. لذا قد يلجأ بعض المرضى لتقسيم الحبوب ذات العيار الأعلى للحصول على جرعتين مقابل سعر جرعة واحدة تقريباً.
  • صعوبة بلع حبة دواء: عندما تكون الحبة غير مريحة أو مؤلمة عند البلع، فإن تقسيمها قد يجعل من السهل تناول الجرعة الكاملة.
  • ضبط جرعات الدواء: قد يكون تقسيم الأقراص ضرورياً للحصول على الجرعة الصحيحة، إذا لم تتوفر الأقراص بالجرعة المناسبة أو لم تُصنع.

اقرأ أيضاً: دليلك الشامل لقراءة النشرات الدوائية

خطوات التقسيم الصحيح للدواء

إذا كان الدواء قابلاً للتقسيم، ينبغي لك اتباع التعليمات التالية:

  •  تحدث مع الصيدلي لتوضيح مدى أمان تقسيم الدواء والطريقة الأنسب.
  • استخدم اداة تقطيع الأقراص المصممة خصيصاً لهذه الغاية والمزودة بشفرة حادة خاصة بالتقطيع.
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Raihana Asral
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Raihana Asral
  • لا تستخدم سكين المطبخ أو المقص، لأن ذلك قد يؤدي إلى تشظية أو سحق الأقراص، أو قد تتفتت الأقراص أو تنقسم إلى نصفين غير متساويين.
  • لا تقسّم الأقراص كلها معاً، لأن بعض الأدوية قد يفقد فاعليته بتأثير عوامل مثل الحرارة والرطوبة والأوكسجين.
  • تأكد من الطبيب أو الصيدلي إذا كان بالإمكان تقسيم قرص الدواء لدى التبديل من علامة دوائية إلى أخرى.