هل يكون دواء السكري أوزمبيك هو الحل السحري لإنقاص الوزن؟

هل يكون دواء السكري أوزمبيك هو الحل السحري لإنقاص الوزن؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ myskin

أوزمبيك (Ozempic) هو دواء مخصص لمرضى السكري من النوع الثاني، لكن معظم من يتناولونه ليسوا مرضى سكري، بل ممن يعانون من السمنة والوزن الزائد. وقد اشتهر هذا الدواء بشكلٍ كبير في الأعوام القليلة الماضية بسبب قدرته على مساعدة الناس في إنقاص أوزانهم، حتى ازداد الطلب عليه بدرجة كبيرة وغير متوقعة، ما سبب نقصه في جميع أنحاء العالم، بل وجعل مرضى السكري الذين هم في أمس الحاجة إليه يكافحون لإيجاده

لكن وعلى الرغم من قدرته على المساعدة في إنقاص الوزن، فثمة العديد من الخبراء الصحيين ممن يشك في فعاليته، خصوصاً عند استخدامه لإنقاص الوزن بغرض تجميلي على المدى القصير. فما هذا الدواء وكيف يساعد في إنقاص الوزن وما آثاره الجانبية؟

اقرأ أيضاً: ترغب باكتساب بضعة كيلوغرامات؟ إليك كيف تعمل الأدوية الفاتحة للشهية

ما هو دواء أوزمبيك؟

أوزمبيك هو الاسم التجاري لعقار يُدعى سيماغلوتايد (Semaglutide)، طوّرته شركة الأدوية الدنماركية نوڤو نورديسك (Novo Nordisk)، وقد حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (Food and Drug Administration FDA) لأول مرة في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2017، لاستخدامه كعلاج مكمل جنباً إلى جنب مع النظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية لتحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم عند البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى أنه يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية وغيرها.

وهو دواء قابل للحقن كجرعة واحدة أسبوعياً، وليس إنسولين، وإنما يساعد البنكرياس في إنتاج المزيد من الإنسولين عندما يكون سكر الدم مرتفعاً. يُستخدم في علاج مرضى السكري من النوع الثاني، ولا يناسب مرضى السكري من النوع الأول، ولا مرضى الحمّاض الكيتوني، ولا يمكن للمرضى الذين عانوا مسبقاً من التهاب البنكرياس استخدامه.

اقرأ أيضاً: إليك مميزات وعيوب جهاز الكافيتيشن للتخسيس

كيف يساعد دواء أوزمبيك مرضى السكري؟

إن سيماغلوتايد، وهي المادة الفعّالة في دواء أوزمبيك، تحاكي هرموناً يسمى "الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1" (Glucagon-like peptide-1) ويدعى اختصاراً (GLP-1)، حيث ترتبط المادة بمستقبلات GLP-1، فتحرض البنكرياس على إفراز الإنسولين عندما يرتفع مستوى السكر في الدم بعد تناول الطعام، بالإضافة إلى أنها تقلل من إفراز الغلوكاغون، وهو هرمون يرفع مستوى السكر في الدم، ما يساعد أيضاً في التحكم بنسبة السكر في الدم. 

اقرأ أيضاً: هل أدوية تخفيف الوزن الجديدة آمنة على المدى الطويل؟

كيف يساعد دواء أوزمبيك في إنقاص الوزن؟

حتى الآن لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدام أوزمبيك كدواء لإنقاص الوزن، ومع ذلك فإن الدراسات التي ترعاها شركة نوڤو نورديسك تشير إلى أن الأشخاص الذين يتناولون سيماغلوتايد قد يفقدون الوزن. 

في الواقع، وافقت إدارة الغذاء والدواء على دواء ثانٍ للشركة نفسها يحمل الاسم التجاري ويغوفي (Wegovy) لاستخدامه في إنقاص الوزن، وهو يتألف من المادة الفعّالة نفسها الموجودة في أوزمبيك، ولكن تركيز المادة الفعّالة في ويغوڤي أعلى، فهي تبلغ 2.4 مليغرام من السيماغلوتايد، مقارنة بـ (0.5 أو 1 أو 2) مليغرام في أوزمبيك.

على كل الأحوال، وبالإضافة إلى أن مادة السيماغلوتايد تؤثر على نسبة السكر في الدم، فإنها تؤثر على الوزن من خلال آليتين رئيسيتين هما:

  • تؤثر على مراكز الجوع في الدماغ، تحديداً على منطقة ما تحت المهاد، ما يقلل من الجوع والشهية والرغبة الشديدة في تناول الطعام.
  • تبطئ من معدل إفراغ المعدة، ما يطيل بشكل فعّال من الشعور بالامتلاء والشبع بعد الوجبات.

والنتيجة النهائية هي انخفاض الشعور بالجوع، وزيادة الشعور بالامتلاء لفترات طويلة، وفقدان الوزن في النهاية. وقد أدت هذه الميزات إلى انتشار شعبية دواء أوزمبيك بشكلٍ كبير جداً، خصوصاً بعد أن روّج له المشاهير والمؤثرون على منصات التواصل الاجتماعي، بل حتى أن إيلون ماسك لم ينأى بنفسه عن الموضوع، فنشر على تويتر في 24 أبريل/ نيسان 2022 مغرداً: "يبدو أن سيماغلوتايد المعروف أيضاً باسم أوزمبيك أو رايبلسوس (Rybelsus) فعّال في السيطرة على الشهية مع آثار جانبية طفيفة".

اقرأ أيضاً: جرعة واحدة من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن تحمي من سرطان عنق الرحم

هل يكون أوزمبيك فعلاً الدواء السحري لإنقاص الوزن؟

ليس تماماً، فثمة بعض الأمور التي يجب اعتبارها قبل تناول هذا الدواء، وقد نشر الصيدلاني حسين الزيني تغريدة على تويتر قائلاً: "لست متحمساً لانتشار صيحة استخدام أدوية السمنة والسكري الرائجة (مثل أوزمبيك Ozempic وويغوفي Wegovy) لتقليل الوزن كخيار تجميلي والتي يروج لها إيلون ماسك وبعض مشاهير هوليوود".

ما الذي ينبغي معرفته قبل اللجوء إلى هذا الدواء بغية إنقاص الوزن؟

أولاً، إن دواء أوزمبيك مصمم ليؤخذ على المدى الطويل كدواء لعلاج الأمراض المزمنة كالسكري والسمنة على حد سواء. وعلى الرغم من أنه وبعد عامين من استخدام مادة سيماغلوتايد، فإن المرضى الذين يستخدمون هذا الدواء ما زالوا محافظين على الوزن الذي فقدوه، ولكن هذا سيدوم فقط في حال الاستمرار في تناول الدواء، إذ وبمجرد التوقف عن تناول الدواء، سوف يكتسب المرضى بشكل تدريجي ما يصل إلى ثلثي الوزن الذي فقدوه. إذاً، تعمل سيماغلوتايد فقط عند تناولها، أي أنها تفيد في إدارة الوزن الزائد وليس علاجه، بالإضافة إلى ذلك، فليس من المفترض أن تكون بديلاً عن ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.

علاوة على ذلك، فإن أحد مصادر القلق الخاصة بهذا الدواء هو احتمال استخدامه بواسطة الأشخاص غير المصابين بالسمنة، وخاصة أولئك الذين يعانون من اضطرابات الأكل لأنه يقمع الشهية، ما يمكّنهم من تجويع أنفسهم بطريقة غير صحية، فالأشخاص الذين قد يصف لهم الطبيب المختص استخدام سيماغلوتايد لإنقاص الوزن هم الذين يعانون من السمنة أي يملكون مؤشر كتلة جسم يزيد على 30، والذين يعانون من وزن زائد أي يملكون مؤشر كتلة جسم بين 25-30. ومع ذلك، ثمة بعض التقارير التي تشير إلى أن الكثير من الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أقل من 25 يستخدمون الدواء لإنقاص القليل من الوزن. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب سيماغلوتايد بعض الآثار الجانبية التي قد تتراوح من عادية إلى شديدة الخطورة.

اقرأ أيضاً: كيف تتسبب البدانة في حدوث داء السكري؟

ما الآثار الجانبية لدواء أوزمبيك؟

من الآثار الجانبية الشائعة لأوزمبيك هي:

  • غثيان.
  • تقيؤ.
  • آلام في المعدة.
  • إسهال.
  • إمساك.

أما الآثار الجانبية الأقل شيوعاً فهي:

  • التهاب البنكرياس.
  • التغيرات في الرؤية.
  • انخفاض سكر الدم.
  • مشكلات في الكلى.
  • ردود فعل تحسسية.
  • مشكلات في المرارة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أوزمبيك لا يسبب غالباً آثاراً جانبية خطيرة، ولكن وفي حال حدث ذلك، فقد تشمل الآثار الجانبية الخطيرة أورام الغدة الدرقية مثل الأورام السرطانية. لذلك ينبغي طلب المشورة الطبية في حال ملاحظة أي من الأعراض التالية:

  • كتلة أو تورم في الرقبة.
  • بحة في الصوت.
  • صعوبة في البلع.
  • ضيق في التنفس.

المحتوى محمي