وثّقت منظمة الصحة العالمية إصابة 422 مليون شخص بداء السكري حول العالم، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 700 مليون بحلول عام 2045. ونظراً لكونه السبب السابع للوفيات في الولايات المتحدة الأميركية، وبالإضافة لأنه يتطلب اهتماماً ورعاية مستمرة، بحث علماء جامعة موناش الأسترالية عن علاج شافٍ يلغي الحاجة للاعتماد على الإنسولين أو زرع البنكرياس.
تم إيجاد دواء تجريبي أُطلق عليه اسم (GSK-126) يؤدي دوراً في تجديد خلايا بيتا وإعادة إنتاج الإنسولين من جديد في الجسم.
استعادة إنتاج هرمون الإنسولين
وجد فريق من العلماء في جامعة موناش ن دواءً قادراً على إعادة قدرة خلايا بيتا عند مرضى السكري من النمط الأول على إنتاج الإنسولين، وذلك عن طريق تثبيط إنزيم (EZH2) الذي يمنع تطور خلايا بيتا، ومن هذه النقطة افترض الباحثون أن كبح فعالية هذا الإنزيم قد يعيد من إنتاج القدرة على إنتاج الإنسولين.
اقرأ أيضاً: كيف تتسبب البدانة في حدوث داء السكري
تم إيجاد مثبط انتقائي لهذا الإنزيم وهو الدواء (GSK-126)، والذي يعمل على مستوى الجينات المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، وتمت دراسة آثار هذا الدواء على أنسجة البنكرياس لمجموعة من مرضى السكري من النوع الأول.
عندما قام الباحثون بتحليل أنسجة بنكرياس أحد المرضى، لاحظوا تدميراً تاماً لخلايا بيتا، وكانت الجينات المولدة لخلايا بيتا في حالة توقف تام، وكان كل الأمل يتمحور حول إمكانية هذا الدواء الجديد في إعادة الفعالية للجينات المسؤولة عن تطوير خلايا السلف البنكرياسية التي تشبه الخلايا الجذعية وذات القدرة على تجديد ما تم تخريبه من خلايا بيتا المنتجة للإنسولين.
علاج واعد لمرض السكري
لاحظ الباحثون أن عقار (GSK-126) أعاد تفعيل جينات التعبير عن الإنسولين، وتم الكشف عن مستويات من الإنسولين عند أحد مرضى السكري على الرغم من توثيق تدمير كل خلايا بيتا المنتجة للإنسولين الخاصة به بسبب السكري.
وصف البروفيسور سام الأوستا رئيس علم التخلق في مختبر صحة الإنسان ومختبر الأمراض في جامعة موناش ومشرف الدراسة هذه الطريقة لاستعادة إنتاج الإنسولين بأنها "سريعة وفعّالة من حيث التكلفة"، وقال: "تُظهر دراساتنا الأولية تعبيراً حيوياً للإنسولين خلال يومين من البدء بالعلاج والذي يعتبر مبكراً، مقارنة بـ3 إلى 4 أشهر مع الخيارات العلاجية مثل استخدام الخلايا الجذعية الجنينية البشرية".
اقرأ أيضاً: الإجراء الروتيني لمريض السكري: كل ما تريد معرفته عن فحص السكر
كما أكد البروفسور الأوستا أنه من خلال تجنب استخدام الخلايا الجذعية الجنينية، تم تجنّب المخاوف الأخلاقية المرتبطة عادة بهذه التقنيات، بالإضافة لكون هذا العلاج التجريبي لا ينطوي على مخاطر مهددة للحياة كما يحدث في عمليات زرع البنكرياس.
استخدامات العلاج الجديد وقيوده
يقتصر استخدام العقار الجديد على مرضى السكري من النوع الأول، في الوقت الذي تتطلب فيه الحاجة تطبيق هذا النهج العلاجي على مرضى أكثر وعلى حالات أكثر لتحديد ما إذا كان النهج ناجحاً على نسبة أوسع من مرض السكري.
تمت مواجهة مشكلة وهي حدوث ردود فعل تحسسية مفرطة غير مفسرة للجهاز المناعي والتي تعتبر عقبة تقف في طريق تعميم هذا العقار في حال لم يتم إيجاد السبب وعلاجه، عادةً ما يعاني مرضى السكري من النوع الأول، وبعض حالات السكري من النوع الثاني، من تفاعل مناعي قوي.
اقرأ أيضاً: هل يمكن الشفاء من داء السكري من النوع الأول؟ وما هي أحدث العلاجات المتوافرة؟
يمنح علاج مرض السكري الجديد هذا الأمل لملايين المصابين بداء السكري من النوع الأول، نظراً لكونه يعالج بشكل مباشر سبب المرض، إلا أنه قد لا يكون مفيداً لمرضى السكري النوع الثاني، لأن السبب ليس غياب إنتاج الإنسولين، بل لعدم استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين.