نوع جديد من اللصقات قد يخفف من شدة الحساسية تجاه الفول السوداني لدى الأطفال

نوع جديد من اللصقات قد يخفف من شدة الحساسية تجاه الفول السوداني لدى الأطفال
يعاني نحو 2.5% من الأطفال في الولايات المتحدة من حساسية الفول السوداني، ولا يوجد علاج لهذه الحالة حالياً. ديبوزيت فوتوز

تُبيّن التجارب الأولية أن "لصقات الفول السوداني" التجريبية قد تساعد الأطفال الصغار الذين يعانون من حساسية شديدة تجاه الفول السوداني. اختُبرت اللصقة الجديدة التي تحمل اسم فايا سكين (Viaskin) على الأطفال بين عام وثلاثة أعوام من العمر ضمن تجربة في مراحلها المتقدمة، وبينت النتائج أنها تساعد الأطفال الذين لا تستطيع أجسامهم تحمل تناول حتى قطعة صغيرة من الفول السوداني على تناول بضع حبّات. نُشرت النتائج بتاريخ 10 مايو/ أيار 2023 في مجلة نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين (New England Journal of Medicine).

حساسية الفول السوداني

حساسية الفول السوداني هي نوع شائع وخطير من حساسية الطعام يصيب نحو 2.5% من الأطفال في الولايات المتحدة. تُبدي أجسام الأطفال الذين يعانون من حساسية الفول السوداني رد فعل مناعياً مفرطاً تجاه تناول الأطعمة التي تحتوي على هذه المادة، ما يتسبب بمختلف الأعراض من الشرى والأزيز إلى انسداد المجاري الهوائية الذي يمكن أن يؤدي إلى دخول الأطفال إلى المستشفى أو نتائج أسوأ. يزول هذا النوع من الحساسية عند نحو 20% من الأطفال المصابين به بمرور الوقت، ولكن يجب على أغلبية المصابين تجنّب تناول الفول السوداني طوال حياتهم. بالإضافة إلى ذلك، يجب على هؤلاء الأطفال أن يحملوا الأدوية المنقذة ضمن أجهزة حقن الإبينيفرين، مثل قلم إيبي بين (EpiPen)، للوقاية من رد الفعل التحسسي الناجم عن تناول الفول السوداني بغير قصد.

توجد منتجات الفول السوداني وآثار هذا النوع من المكسرات في عدد كبير جداً من الأطعمة، بدءاً من قطع الحلوى الصغيرة وصلصات التغميس المختلفة وصولاً إلى المثلجات. لا يوجد علاج شافٍ لهذا النوع من الحساسية حالياً، والعلاج الوحيد المتوفر هو استخدام مسحوق من الفول السوداني يقي الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم أربعة أعوام من رد الفعل التحسسي الشديد. منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الموافقة على استخدام علاج مناعي فموي يحمل اسم بالفورزيا (Palforzia) لأول مرة عام 2020، وهو علاج يتناوله الأطفال بين 4 أعوام و17 عاماً من العمر يومياً للوقاية من الحساسية. يخضع هذا العلاج حالياً للاختبار على الأطفال دون سن الرابعة.

تعمل شركة دي بي في تكنولوجيز (DBV Technologies) الفرنسية التي صنعت اللصقة الجديدة على تطوير هذا العلاج المناعي الجلدي بصفته طريقة بديلة للتخفيف من حساسية الجسم والحساسية التي يعاني منها الأطفال الصغار.

اقرأ أيضاً: الربيع قادم بأمراضه التحسسية: كيف تأخذ الأدوية المضادة للحساسية بالطريقة الأمثل؟

لصقة فايا سكين (Viaskin) لعلاج حساسية الفول السوداني

شملت التجربة التي أجريت على اللصقة الجديدة 362 طفلاً من 8 دول، واختار الباحثون 244 طفلاً منهم عشوائياً لتجربة لصقة فايا سكين، تحتوي اللصقة على 250 ميكروغراماً من بروتين الفول السوداني، ما يعادل جزءاً من ألف جزء من حبة فول سوداني واحدة. في حين تلقى 118 طفلاً لصقات تحتوي على دواء وهمي. وضع الأطفال اللصقات كل يوم لمدة عام واحد ثم خضعوا للفحص.

وبعده وصل الأطفال الذين استخدموا اللصقات (ثلثا المشاركين) وأطفال مجموعة الدواء الوهمي (الثلث) إلى ما يدعى بالنقطة النهائية الأساسية للدراسة: تمكّن الأطفال الذين يعانون من درجة أقل من حساسية الفول السوداني من تحمّل كمية من بروتين الفول السوداني مكافئة لتناول 3 أو 4 حبات من الفول السوداني دون التعرض لأي خطر، وتمكن الأطفال الأكثر حساسية تجاه بروتينات الفول السوداني من تحمّل كمية من البروتين تكافئ تناول حبة فول سوداني واحدة.

قال الطبيب المتخصص في الحساسية في مستشفى كولورادو للأطفال وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة الجديدة، ماثيو غرينهاوت (Matthew Greenhawt)، لوكالة أسوشيتد برس، إنه إذا أسفرت التجارب المقبلة على اللصقات عن نتائج إيجابية "فسيلبّي هذا المنتج حاجة كبيرة لم تُلبَ من قبل".

اقرأ أيضاً: الكلاريتين: تعرّف إلى أكثر الأدوية الموصوفة لعلاج الحساسية

عانت الأغلبية الساحقة من الأطفال المشاركين في الدراسة من أعراض جانبية أكثرها شيوعاً ردود الفعل في موقع وضع اللصقات مثل التورم والحكة والاحمرار، في حين عانى 21 طفلاً من الذين استخدموا لصقات فايا سكين و3 أطفال من مجموعة الدواء الوهمي من أعراض جانبية خطيرة. بالإضافة إلى ذلك، عانت نسبة 7.8% من الأطفال الذين استخدموا لصقات فايا سكين و3.4% من الأطفال في مجموعة الدواء الوهمي من صدمة الحساسية، وسحب آباء 8 أطفال مشاركين في الدراسة أطفالهم منها بسبب الأعراض الجانبية السلبية.

عيوب دراسة اللصقات الجديدة وآثارها الجانبية

تعاني الدراسة الجديدة من بعض العيوب، مثل عدم إشراك الأطفال الصغار الذين عانوا من ردود الفعل التحسسية الشديدة من قبل خوفاً على سلامتهم، كما أن مجموعة المشاركين لم تكن متنوعة عرقياً.

قال الباحث في قسم الحساسية والمناعة وزراعة الأعضاء في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، ألكيس توياس (Alkis Togias)، في مقالة افتتاحية مرافقة للدراسة الجديدة: "يمكن تخفيض نسب الإصابة بحساسية الفول السوداني بدرجة كبيرة إذا احتوى النظام الغذائي للأطفال على الفول السوداني ابتداءً من أعمار تتراوح بين 4 و6 أشهر. الأطفال الصغار لهم أهمية خاصة لأن أجهزتهم المناعية تتمتع بمرونة يمكن أن تجعل العلاج المناعي بمسببات الحساسية أكثر كفاءة من الناحية النظرية وتعزز فوائده طويلة الأمد بعد التوقف عن العلاج".

أشار توياس أيضاً إلى أن فاعلية اللصقات الجلدية في الوقاية من الحساسية قد تكون أقل، ولكنها أكثر أماناً من الأدوية الفموية، لكنه قال أيضاً إن النتائج "واعدة بالنسبة للأطفال الصغار وعائلاتهم بصفتها خطوة تقدم تجاه تطوير المزيد من العلاجات لحساسية الطعام".

المحتوى محمي