ماذا نعرف عن لقاح السرطان الذي طورته روسيا؟

2 دقيقة
ماذا نعرف عن لقاح السرطان الذي طورته روسيا؟
حقوق الصورة: Shutterstock.com/Garna Zarina

في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بأن روسيا اقتربت من إنتاج لقاح فعال للسرطان، وقد أعلنت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" الآن عن طرحه مجاناً للمرضى الروس مع بداية عام 2025. يعتمد اللقاح على الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، بآلية مشابهة للقاحات كوفيد-19، مع مساعدة الذكاء الاصطناعي.

روسيا تعلن عن طرح لقاح للسرطان 

عمل علماء من عدة مراكز بحثية روسية على تطوير لقاح يساعد في علاج السرطان، وهي مركز "غاماليا" ومعهد "هرتسن" لأبحاث الأورام في موسكو ومركز "بلوخين" الوطني الطبي لأبحاث الأورام. اللقاح المصمم حالياً هو لقاح لعلاج سرطان الجلد يجري تصنيعه خصيصاً لكل مريض وفقاً لخصائص ورمه، ما يزيد دقة العلاج وفاعليته.

وقد صرّح المدير العام لمركز أبحاث الأشعة الطبية التابع لوزارة الصحة الروسية، أندريه كابرين، لراديو روسيا أن اللقاح سيُوزّع على المرضى مجاناً. وستبلغ تكلفة إنتاج الجرعة الواحدة منه 300 ألف روبل (نحو 2869 دولاراً أميركياً). وقال كابرين: "يهدف هذا اللقاح إلى علاج مرضى السرطان بدلاً من منع تكوين الورم".

اقرأ أيضاً: هل ستكون لقاحات السرطان العلاج الشامل لأمراض المستقبل؟

آلية عمل لقاح السرطان 

يعتمد هذا اللقاح على دراسة المواد الوراثية الموجودة في الخلايا السرطانية، والتي تتميز بوجود تغيّرات جينية تسرّع نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها دون توقف، ما يسبب ظهور الأورام.

يجري استئصال عينة من الورم، وإرسالها إلى مختبرات متخصصة في روسيا لتحديد الطفرات الجينية الفريدة لكل مريض باستخدام الذكاء الاصطناعي. بناءً على هذه البيانات، يكون تصميم اللقاح لتحفيز الجهاز المناعي على التعرف إلى الخلايا السرطانية ومهاجمتها بفاعلية. بذلك، يعمل اللقاح على توجيه الجهاز المناعي لتمييز الخلايا السرطانية ومكافحتها. 

بالإضافة إلى ذلك، صرّح مدير مركز "غاماليا" الروسي لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة في موسكو، ألكسندر غينتسبورغ، بأن الذكاء الاصطناعي يؤدي دوراً حاسماً في تطوير اللقاح بسرعة ودقة؛ حيث سيعمل معهد "إيفانيكوف" على تحليل الورم خلال مدة أقصاها ساعة واحدة.

تحتاج هذه العملية إلى قاعدة تجريبية من تسلسلات تتراوح من 40 إلى 50 ألف ورم، مع تحديد توافقات المستضدات التي يجري تحويلها إلى بروتين أو حمض نووي ريبوزي في المريض لتدريب الذكاء الاصطناعي. وهذا من شأنه أن يساعد على تحديد إذا ما كان من الممكن استخدام هذا المزيج للفرد أم لا، ومن ثم إنشاء المخطط اللازم للدواء المستقبلي، ما يُتيح للمختصين تحضير اللقاح في غضون أسبوع.

غالباً، لا يمكن لجهاز المناعة محاربة الخلايا السرطانية لأنها خلايا متحوّرة عن خلايا الجسم الطبيعية، ويَعدّها جهاز المناعة خلايا طبيعية. لكن في هذه الطريقة، يمكن لجهاز المناعة التعرف إلى مستضدات فريدة على سطح الخلايا السرطانية ومهاجمتها، وبذلك لا يكون اللقاح بديلاً عن العلاجات التقليدية، بل يُعدّ مكملاً للعلاج المناعي، حيث يساعد الجسم على التعرف إلى الخلايا السرطانية ومكافحتها. وأضاف غينتسبرغ أن ثمة خططاً مستقبلية لتوسيع استخدام اللقاح ليشمل أنواعاً أخرى من السرطانات، مثل سرطان الرئة والكلى وأورام الجهاز الهضمي.

يستخدم اللقاح مكونات من ورم المريض لتدريب الجهاز المناعي على التعرف إلى الخلايا السرطانية ومهاجمتها. ويساعد الجسم على التعرف إلى البروتينات الفريدة، المعروفة باسم المستضدات، والتي توجد على سطح الخلايا السرطانية. وبمجرد إدخالها، تحفز هذه المستضدات الجهاز المناعي على إنتاج الأجسام المضادة، ما يمكّنه من استهداف الخلايا السرطانية وتدميرها على نحو فعال.

اقرأ أيضاً: هل ستنجح لقاحات السرطان في حسم المعركة ضد هذا المرض الخبيث؟

من جهة أخرى، لا يوجد إعلان عن مواصفات اللقاح وفعاليته وجرعته، أو حتى اسمه الرسمي،، ونتائج التجارب غير منشورة، ما دفع بعض العلماء الأميركيين للحذر قبل نشر الأدلة الملموسة من التجارب السريرية، على الرغم من اعترافهم بإمكانية تطوير اللقاح من الناحية العلمية، وبأن هناك بلدان عديدة تعمل على تطوير لقاحات مماثلة للأنواع المختلفة للسرطان، من بينها بريطانيا التي تعاونت مع شركة بيونتيك الألمانية لتطوير علاجات مخصصة للسرطان.

المحتوى محمي