تطوير لقاح جديد يمكن أن يخفض الكوليسترول السيئ

2 دقيقة
تطوير لقاح جديد يمكن أن يخفض الكوليسترول السيئ
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Zerbor
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لعقود استُخدمت الستاتينات لخفض كوليسترول الدم المُرتفع، ومع أننا لا نستطيع أن ننكر فضلها فهي كانت وما زالت جيدة التحمل، لا يمكننا بنفس الوقت إهمال تسليط الضوء على أنها تترافق مع حدوث بعض التأثيرات السلبية مثل الاعتلالات العضلية واعتلال الكبد، وهذه القيود هي التي دفعت الباحثين للبحث عن سبل وطرق أخرى غير الستاتينات تستهدف مسارات خفض الكوليسترول.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر موعد أخذ اللقاح في فاعلية النتائج؟

لقاح PCSK9 يُخفض الكوليسترول عند القرود والفئران 

أثبت لقاح PCSK9، وهو لقاح ثنائي التكافؤ قائم على الجسيمات الشبيهة بالفيروسات، أنه قادر على خفض مستويات الكوليسترول في الرئيسيات غير البشرية. حيث طور باحثون من جامعة نيو مكسيكو الأميركية، وعلى رأسهم البروفيسور برايس تشاكريان في قسم الوراثة الجزيئية وعلم الأحياء الدقيقة، لقاحاً يُعاكس عمل بروتين ذي دور مُحرض لرفع كوليسترول الدم، وتم اختبار اللقاح على الفئران والقرود وكانت النتائج واعدة. 

تبين أنه يمكن لهذا اللقاح تغيير قواعد اللعبة، حيث يوفر طريقة لخفض كوليسترول الدم منخفض الكثافة المعروف بـ (LDL) الذي يُساعد في تشكيل لويحات خطيرة مع الوقت يمكن أن تسد الأوعية الدموية، وتزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كتصلب الشرايين، التي تحصد حياة ما يقرب من 18 مليون شخص كل عام وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

كيف نجح اللقاح في تخفيض نسبة الكوليسترول السيئ؟

عند تحفيز مستقبل الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL-R)، تتم إزالة الكوليسترول (LDL-C) من الدورة الدموية ومن ثم يُستقلب ويتركز في الغشاء البلازمي للخلايا. المسؤول عن عملية الاستقلاب هذه هو بروتين (PSCK9)، وهو بروتين إفرازي يثبط ويتوسط التحلل الليزوزومي أي الإنزيمي، والذي يعمل على مستوى مستقبل (LDL-R).

تفيد هذه الخاصية في مجال تطوير اللقاحات، فاعتماداً عليها تم تطوير لقاح PSCK9، وأعطيت مجموعة من الفئران جرعة واحدة تُقدر بـ 5 ميكروغرام منه بينما أعطيت مجموعة أخرى جرعة ثنائية الطور –أي تعاكس البروتين أو الببتيد المركب PSCK9 بطريقتين.

اقرأ أيضاً: ما هي اللقاحات ثنائية التأثير وما ميّزاتها؟

وبعد معاينة ومتابعة النتائج، تبين أن عيار الأجسام المضادة والغلوبولين المناعي IgG، والتي تعكس فاعلية اللقاح، كانت أعلى لدى الفئران التي تلقت اللقاح ثنائي التكافؤ، كما أن مستوى الكوليسترول منخفض الكثافة في الدم كان أخفض لديهم.

ينطبق ذلك على الأبحاث التي أُجريت على 24 قرداً ممن تراوحت أعمارهم بين 7-12 سنة، حيث ظهرت في مجموعة القرود نفس النتائج الإيجابية. علاوةً على ذلك، بقي عيار الأجسام المضادة مرتفعاً لمدة 4 أشهر بعد التطعيم الأول. 

ما الآفاق المستقبلية للقاح PCSK9 المُخفّض لكوليسترول الدم؟

لنتائج هذا اللقاح آثار متعددة، على رأسها توقع انخفاض استهلاك الستاتينات، إذ يُقارب عدد مُستخدمي هذا الصنف الدوائي ما يُعادل 200 مليون شخصاً في جميع أنحاء العالم. حيث إن حقنتين شهرياً من اللقاح قادرة على خفض مستوى الكوليسترول منخفض الكثافة بنسبة 60%، وهو خيار أكثر عملية من أخذ حبة يومياً على سبيل المثال.

وبالمقابل ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار أن هذه الحقن نفسها ستكون باهظة الثمن، كما أن تجهيز التجارب السريرية لبدء الأبحاث الخاصة على البشر سيستغرق وقتاً طويلاً وسيكون مُكلفاً نسبياً، وبذلك ينبغي ألا نغفل هذه النقطة المهمة، على الرغم من أن النتائج كانت واعدة عندما اختُبر اللقاح على الفئران والقرود.

اقرأ أيضاً: بحث جديد: لقاحات الإنفلونزا تقلل خطر الإصابة بألزهايمر

عبّر الباحثون عن رغبتهم بتطوير لقاح ذو تكلفة منخفضة حتّى يكون أكثر قابلية للتطبيق على نطاق أوسع، ليس فقط في الدول المتقدمة وإنما في الدول النامية أيضاً التي لا تملك الموارد الطبية اللازمة. فارتفاع الكوليسترول السيئ حالة صحية شائعة وتصيب نسبة كبيرة من البشر، لهذا ينبغي أن يكون توفر اللقاح وسهولة الحصول عليه أحد أهم الأولويات أيضاً.