بدأت درجات الحرارة بالانخفاض وبدأ موسم انسداد الأنف بالنسبة للكثيرين. هذا أول فصل شتاء يمر منذ أن أعلنت لجنة استشارية مستقلة تابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية أن مضاد الاحتقان الشائع الذي يحمل اسم "فينيليفرين" عديم الفعالية عند تناوله على شكل حبوب. سحبت شركة سي في إس (CVS) بعض المنتجات من السوق بالكامل استجابة لذلك. وسنستعرض في هذا المقال المنتجات البديلة والطرق التي قد تكون فعالة في مقاومة انسداد الأنف.
اقرأ أيضاً: تعرف على مضاد احتقان «الأوتريفين» واستخداماته وآثاره الجانبية
ما آلية عمل مضادات الاحتقان؟
يحدث احتقان الأنف والجيوب الأنفية بسبب الالتهابات الفيروسية الناجمة عن نزلات البرد أو الإنفلونزا أو الحساسية. تنتفخ الأغشية المخاطية المبطّنة للأنف نتيجة لذلك، وتفرز كمية أكبر من المخاط. يمكن أن تخفض الأدوية مثل مضادات الاحتقان الفموية التي يتناولها المرضى على شكل حبوب ومضادات الاحتقان الموضعية الرذاذية شدّة الأعراض.
قال الطبيب في جامعة بوسطن المتخصص في جراحة الرأس والرقبة، مايكل بلات، لموقع ذا برينك (The Brink): "تحفّز هذه الأدوية الجهاز العصبي الذاتي الذي يولّد استجابة شبيهة باستجابة الجسم للأدرينالين أو الإيبنفرين، ما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية. بالنتيجة، ما يحدث في الأنف هو تقلّص الأوعية الدموية وانخفاض تدفق الدم. تنتفخ الهياكل في الأنف التي تحمل اسم "المحّارات الأنفية" عند الإصابة بنزلات البرد أو التحسس. تشبه هذه الهياكل كرات من الأنسجة، وهي تمتلئ بالدم وتنتفخ، ولكن الأوعية الدموية فيها تتقلص عند تناول مضادات الاحتقان. بالإضافة إلى ذلك، ترفع مضادات الاحتقان ضغط الدم، تماماً كما يفعل الأدرينالين".
اقرأ ايضاً: المزعج الذي يسبب الصداع والألم: علاج احتقان الأنف
السودوإفيدرين
السودوإفيدرين هو مضاد احتقان فموي اعتمدته إدارة الغذاء والدواء، وهو فعال للغاية في إزالة الاحتقان الناجم عن نزلات البرد والحساسية الموسمية. يساعد هذا الدواء على تضييق الأوعية الدموية في المسالك الأنفية. تشمل العلامات التجارية للأدوية التي تحتوي على السودوإفيدرين سودافيد العادي (Sudafed) ودايميتاب (Dimetapp) وبايوفيد (Biofed).
على الرغم من أن شراء هذه الأدوية لا يتطلب الوصفات الطبية، يجب على العملاء إبراز رخصة القيادة الخاصة بهم أو وثيقة حكومية أخرى تثبت هويتهم عند شرائها، وهناك حد أعلى لعدد العبوات التي يمكن شراؤها. قُررت إزالة الأدوية التي تحتوي على السودوإفيدرين من ممرات الصيدليات ووضعها وراء طاولات البيع في عام 2006، بعد نشر تقارير تفيد بأنه يمكن استخدام هذه المادة لتحضير عقار ميثامفيتامين غير القانوني بكميات كبيرة.
قال طبيب الأذن والأنف والحنجرة في المركز الطبي في جامعة فاندربيلت، مارك فيلي، لجمعية المتقاعدين الأميركية، إنه على الرغم من أن الأدوية التي تحتوي على السودوإفيدرين فعالة، فإنها قد لا تمثّل الخيار الأفضل بالنسبة للذين يعانون المشكلات القلبية الوعائية لأنها يمكن أن ترفع ضغط الدم. تجب على المصابين بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم استشارة أطبائهم قبل تناول أي دواء يحتوي على السودوإفيدرين.
البخاخات الأنفية
على الرغم من أن مضاد الاحتقان فينيليفرين غير فعال عند تناوله على شكل حبوب، فإنه فعال على شكل رذاذ أنفيّ. تعد البخاخات التي تحتوي على كل من الفينيليفرين ومضاد احتقان أنفي آخر يحمل اسم "أوكسي ميتازولين" فعالة في تخفيف الاحتقان. يشمل بعض العلامات التجارية للأدوية التي تحتوي على الفينيليفرين فيكس ساينيكس Vicks Sinex ونوسترل Nostril. بينما تشمل بخاخات الأنف التي تحتوي على أوكسي ميتازولين آفرن (Afrin) وميوسينكس فول فورس (Mucinex Full Force) وفيكس ساينيكس 12 آور (Vicks Sinex 12 Hour).
قال طبيب الأنف ومدير مركز جونز هوبكنز للجيوب الأنفية، أندرو لين، لمجلة ساينتيفيك أميريكان إن أوكسي ميتازولين أكثر فعالية من فينيليفرين ومفعوله أسرع، ولكن يجب ألا تُستخدم البخاخات التي تحتوي على هذين المركبين مدة تتجاوز 3 ثلاثة أيام.
اقرأ أيضاً: ما الاحتياطات التي يجب اتباعها عند تناول الأدوية التي تُعطى دون وصفة طبية؟
قال لين: "تؤثّر هذه الأدوية في المستقبلات الأدرينالينية في الأوعية الدموية التي تبطّن الأغشية المخاطية للأنف. وستُحفَّز هذه المستقبلات على نحو مفرط وتكتسب مقاومة للدواء إذا استُخدمت البخاخات طيلة اليوم خلال عدة أيام متتالية. تقل مدة تأثير الأدوية أكثر فأكثر بالنتيجة، ويستمر المرضى باستخدامها على نحو متكرر أكثر حتى يشعرون أنهم لا يستطيعون التنفس دونها. نطلق على هذه الحالة اسم "التهاب الأنف الدوائي المنشأ"، أو "الاحتقان الارتدادي"".
البخاخات الأنفية الستيرويديّة
إذا كنت تعاني احتقاناً أنفياً أقل شدّة وسيلاناً أشّد يترافق بحكة في العين، قد تكون الحساسية هي سبب هذه الأعراض. قال أستاذ الطب في قسم الحساسية وعلم المناعة في كلية الطب في جامعة واشنطن، جيمس ويدنر، لجمعية المتقاعدين الأميركية إن البخاخات الأنفية التي تحتوي على الكورتيكوستيرويد هي الأنسب في هذه الحالة.
تشمل العلامات التجارية لهذه البخاخات فلونيز (Flonase) ونازاكورت (Nasacort) وراينوكورت (Rhinocort). وفقاً لويدنر، يجب أن يتناول المرضى هذه الأدوية مدة بضعة أيام أو أسابيع للاستفادة منها للحد الأقصى.
اقرأ أيضاً: علاج الزكام وسيلان الأنف في المنزل
الترطيب والتبخير وغيرها من الطرق
تتضمن الطرق الأخرى التي قد تكون فعالة في تخفيف الاحتقان استخدام جهاز ترطيب الهواء والاستحمام بالماء الدافئ ووضع الكمادات الدافئة على الأنف وتنظيف الجيوب الأنفية باستخدام أوعية نيتي (neti pots). يجب أيضاً الحفاظ على ترطيب الجسم وشرب كمية كافية من السوائل عند الإصابة بنزلات البرد وظهور أعراض الإنفلونزا.