يقال إن جسم الصيف يُصنع في الشتاء، ومع ذلك قد لا يكفي الالتزام بالنادي الرياضي واتباع الأنظمة الغذائية للتخلص من الخلايا الدهنية العنيدة في بعض المناطق المزعجة، مثل المعدة والأرداف والساقين. لذا يلجأ البعض لعلاج تجميلي غير جراحي يُعرف بالكافيتيشن، لشد ترهلات الجسم ونحت الجسم بالشكل الذي ترغبه. ولكن هل الكافيتيشن فعّال حقاً؟ والأهم من ذلك هل هو آمن؟
لنتعرف على مميزات الكافيتيشن وعيوبه.
ما هو علاج الكافيتيشن؟
الكافيتيشن (Ultra Cavitation) أو علاج التجويف بالأمواج فوق الصوتية، هو طريقة غير جراحية بالاعتماد على جهاز مزود بموجات صوتية للتخلص من الدهون دون التأثير على الأعضاء والخلايا المجاورة.
استخدمت الموجات فوق الصوتية سابقاً في عالم الطب في تطبيقات أخرى، مثل فحوصات الحمل، لكن تطبيقها على الأنسجة الدهنية تم لأول مرة في دراسة أجرتها الطبيبة الكرواتية سميلجانيك ياسمينكا (Smiljanic Jasminka) عام 2010، ونُشرت في دورية "أكتا ديرماتو فينيرولوجيكا" (Acta Dermato-Venereologica).
بحثت الدراسة في قدرة تقنية التجويف الفراغي بالأمواج فوق الصوتية على تقليل الأنسجة الدهنية عن طريق قياس التغير في محيط منطقة العلاج، وخلصت إلى أنه يمكن لعلاج الكافيتيشن تقليل سمك طبقة الدهون تحت الجلد، بتكسير الخلايا الدهنية مع ترك الجلد دون أي إصابات، حيث انخفض محيط منطقة العلاج بنحو 3 سنتيمترات.
اقرأ أيضاً: تعرف إلى تقنية الكافيتيشن لتكسير الدهون بالموجات فوق الصوتية دون جراحة
كيف يعمل الكافيتيشن؟
تعمل أجهزة الكافيتيشن على خاصية الكهروضغطية لمواد معينة مثل الكوارتز والسيراميك، حيث يؤدي تطبيق تيار كهربائي خلالها إلى إثارة البلورات لإنتاج اهتزاز ميكانيكي يتم تحويله إلى موجات صوتية نبضية منخفضة التردد، يمكنها أن تخترق الجلد وصولاً إلى الطبقة الدهنية تحته.
يؤدي التغيير السريع في الضغط إلى تكوين فقاعات صغيرة في الخلايا الدهنية تتضخم حتى تنفجر، فتنتج موجات صدمة تضغط الخلايا الدهنية وتسبب تسرب محتواها من الغليسرين والأحماض الدهنية الحرة.
لاحقاً، يقوم الجهاز اللمفاوي بمعالجة المواد المتسربة، حيث يعيد استخدام الغليسرين، بينما يتم تحويل الأحماض الدهنية الحرة إلى نفايات ليتخلص الكبد منها مع العرق أو الجهاز الهضمي.
تُطبق هذه التقنية على مناطق الجسم ذات الدهون الموضعية، أي البطن والفخذين والوركين والذراعين والوجه، بينما لا يمكن تطبيقها على أجزاء أخرى مثل الرقبة.
اقرأ أيضاً: هل أدوية تخفيف الوزن الجديدة آمنة على المدى الطويل؟
فوائد تقنية الكافيتيشن
يتمتع الكافيتيشن بمجموعة من الفوائد ، بما في ذلك:
تقليل ظهور السيلوليت
السيلوليت هو ترسب الدهون تحت الجلد بشكل غير منتظم، ما يدفع النسيج الضام تحت الجلد إلى التكتل في شكل يشبه الدمامل أو "قشر البرتقال"، وتزداد الحالة سوءاً مع زيادة رقة الجلد أو المحتوى من الدهون.
يمكن لتقنية الكافيتيشن أن تقلل من ظهور السيلوليت عن طريق تكسير الدهون، وإزالتها بطرق طبيعية.
اقرأ أيضاً: هل هناك طريقة ناجحة للتخلص من السيلوليت؟
تقليل حجم رواسب الدهون
كعلاج وقائي ضد السيلوليت يقلل العلاج بالكافيتيشن من حجم رواسب الدهون في الجسم، ما يمنح جسماً أكثر نحافة، ومحدداً وفقاً للمنطقة التي يتم استهدافها.
شد البشرة وتوحيد لونها
يحفّز الكافيتيشن إنتاج بروتينات الكولاجين والإيلاستين في الجلد، ما يحسّن من مرونة الجلد ويمنحه مظهراً أكثر نعومة وشباباً.
مميزات الكافيتيشن
لتقنية الكافيتيشن مجموعة من الميزات، مثل:
- وسيلة غير جراحية، أي لا تتطلب استخدام معدات كالمشرط أو الحقن.
- غير مؤلمة ولا تتطلب تخديراً أو تترك ندوباً.
- لا حاجة إلى فترة نقاهة بعد الجلسة، أي يمكن للأفراد العودة لنشاطاتهم الطبيعية على الفور.
- قلة الآثار الجانبية، حيث لا تتجاوز بعض الاحمرار وصداع الرأس المؤقت.
- أقل تكلفة من شفط الدهون الجراحي، على الرغم من الحاجة لجلسات متعددة.
- تستغرق الجلسات وقتاً قصيراً نسبياً لا يتجاوز الساعة في معظم الحالات.
- نتائج دائمة مع المواظبة على نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية.
- إمكانية تطبيق التقنية على مناطق متعددة من الجسم، بما في ذلك البطن والفخذين والأرداف وأعلى الذراعين.
اقرأ أيضاً: كيف تعمل تقنية تجميد الدهون للتنحيف وما مخاطرها؟
عيوب الكافيتيشن
قد تتمتع تقنية الكافيتيشن بمزايا وفوائد عديدة، إلا أن لها بعض السلبيات مثل:
- فترة العلاج طويلة قد تصل إلى 12 جلسة أسبوعياً.
- نتائجها غير فورية، فقد يستغرق الأمر 3 أشهر بعد آخر علاج للوصول إلى النتيجة النهائية.
- استخدامها غير ممكن لمن يستخدم أجهزة تنظيم كمن يعاني اضطراباً في ضربات القلب أو لديه غرسات معدنية أو من يعاني أمراض الأوعية الدموية أو مرضى السكري، أو أمراضاً جلدية مثل الإكزيما أو الوردية.
- ليست وسيلة للتخلص من الدهون الزائدة، أي يجب أن تكون قريباً من وزنك المستهدف وتحاول إزالة بقايا الدهون العنيدة فقط.
من المهم ملاحظة أنه لا ينبغي استخدام الكافيتيشن كبديل لنظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتي تعتبر ضرورية للحفاظ على وزن مناسب للجسم وصحة أفضل.