ما العلاقة بين وسائل منع الحمل الهرمونية والإصابة بسرطان الثدي؟

ما العلاقة بين وسائل منع الحمل الهرمونية والإصابة بسرطان الثدي؟
ديبوزت فوتوز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أشارت دراسة جديدة من جامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة إلى أنه على الرغم من أن وسائل منع الحمل الهرمونية جميعها تؤدي إلى زيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن هذه المخاطر لا تزال محدودة.

توضح الدراسة التي نُشرت في 21 مارس/ آذار في مجلة بلوس ميديسين (PLOS Medicine)العلاقة بين الإصابة بسرطان الثدي ووسائل منع الحمل التي تحتوي على هرمون البروجستيجين فقط. تشمل وسائل منع الحمل المقتصرة على البروجستيجين غرسات منع الحمل واللولب الرحمي (IUD) وحقن منع الحمل وحبوب منع الحمل المصغّرة. تحتوي أنواع أخرى من وسائل منع الحمل الهرمونية على خليط من هرمونات الإستروجين والبروجستيجين وتشمل حبوب ولصاقات منع الحمل التقليدية.

اقرأ أيضاً: ما سبب نقص وسائل منع الحمل غير الهرمونية؟

هل توجد علاقة بين وسائل منع الحمل الهرمونية والإصابة بسرطان الثدي؟

ولم تذكر الدراسة الجديدة إذا كانت وسائل منع الحمل الهرمونية تسبب سرطان الثدي. فقد بحثت الدراسة عن أي صلات محتملة بالمرض الذي يصيب نحو 264.000 امرأة و2400 رجل في كل عام

حيث قال مؤلفو الدراسة في بيان صحفي: “يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي مع تقدم العمر، لذلك فإن المخاطر المرتبطة باستخدام أي نوع من وسائل منع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم تتناقص كلما كانت المرأة في عمر أصغر عند استخدام هذه الوسائل، ويجب النظر إلى فوائد استخدام وسائل منع الحمل خلال سنوات الإنجاب”.

وتستند الدراسة إلى تحليل بيانات نحو 10,000 امرأة دون سن الخمسين في المملكة المتحدة؛ ممن تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي الغازي بين عامي 1996 و2017، بالإضافة إلى أكثر من 18.000 امرأة لم يصبنَ بسرطان الثدي.

ووجد الباحثون زيادة بنسبة 20 إلى 30% في خطر الإصابة بسرطان الثدي بسبب استخدام وسائل منع الحمل المركبة (التي تحتوي على هرمون الإستروجين بالإضافة إلى البروجستيجين) ووسائل منع الحمل التي تحتوي على البروجستيجين فقط. كما وجدوا أن معدل خطر الإصابة بسرطان الثدي خلال 15 عاماً بين النساء اللواتي استخدمن وسائل منع الحمل الفموية لمدة خمس سنوات كان 265 حالة فقط من كل 100.000 امرأة كحد أقصى. تظهر الدراسات السابقة أن هذا الخطر المطلق يختفي تماماً بعد نحو 10 سنوات من التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.

اقرأ أيضاً: الإجابة العلمية: كيف تعمل حبوب منع الحمل؟ وما هي آثارها الجانبية؟

تقول المؤلفة المشاركة في الدراسة وعالمة الأوبئة المتخصصة بالأمراض السرطانية كيرستين بيري (Kirstin Pirie) في بيان صحفي: “تشير هذه النتائج إلى أن الاستخدام الحالي أو السابق لجميع أنواع وسائل منع الحمل مرتبط بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي سواء كانت تلك الأنواع من الوسائل التي تؤخذ عن طريق الفم (الوسائل الفموية المركبة) أو تلك التي تحتوي على البروجستيجين فقط”.

تعد المخاطر الإجمالية للإصابة بسرطان الثدي من خلال استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية منخفضة خاصة عند النساء الأصغر سناً. أشار الفريق إلى أن هذه الدراسة محدودة لأنها لم تأخذ في عين الاعتبار احتمالية استخدام النساء لهذه الوسائل في الماضي والمدة التي مرت على استخدامهن لها بالإضافة إلى عدم دراسة التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الثدي.

اقرأ أيضاً: لماذا يصعب على الأطباء حتى الآن تقييم الآثار الجانبية لأدوية تنظيم النسل الهرمونية؟

كيف تعمل أدوية منع الحمل الهرمونية؟

تحاكي الأدوية التي تحوي مركبات البروجستيجين أو البروجستين، هرموناً طبيعياً يسمى البروجسترون، وهو هرمون ضروري لحدوث الطمث والحمل. تختلف وسائل منع الحمل التي تقتصر على البروجستيجين عن حبوب منع الحمل الهرمونية المركبة التي تحتوي على البروجستيجين والإستروجين. فهي تمنع الحمل عن طريق زيادة سماكة المادة المخاطية في عنق الرحم، ما يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة. كما يمكنها أيضاً إيقاف الإباضة تماماً في بعض الحالات.  

وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن حبوب منع الحمل الهرمونية المركبة هي الشكل الأكثر شيوعاً لوسائل منع الحمل الهرمونية. لقد كانت النساء تفضل استخدام اللولب الرحمي أو الغرسات أكثر من حبوب منع الحمل لمدة عقد من الزمن على الأقل.

تقول الباحثة في مركز أبحاث السرطان، الذي موّل الدراسة، في المملكة المتحدة، كلير نايت (Claire Knight) لصحيفة الغارديان: “يجب ألا يثني هذا الخطر الضئيل النساء عن تناول أقراص منع الحمل، فالنساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل على الأرجح هنّ دون سن الخمسين، وفي هذه المرحلة يكون خطر الإصابة بسرطان الثدي أقل، وبالنسبة لأي شخص يرغب في تقليل مخاطر إصابته بالسرطان، فإن الإقلاع عن التدخين وتناول غذاء صحي متوازن والحفاظ على وزن صحي سيكون له الأثر الأكبر في ذلك”.