أضرار الأطعمة فائقة المعالجة على الصحة

3 دقائق
تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على كميات أكبر من المكونات التي ثبت أنها تضر بالصحة

وجدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الأطعمة فائقة المعالجة التي تتناولها يقصّر من عمرك. نُشرت الدراسة في مجلة جاما للطب الباطني، وفيها تتبع الباحثون ما يقرب من 45 ألف فرنسي وفرنسية على مدار ثماني سنوات ووجدوا أنه في مقابل كل زيادة بنسبة 10 بالمائة في كمية الأطعمة فائقة المعالجة التي تناولها المشاركون ارتفعت مخاطر الوفاة بنسبة 1 بالمائة.

تقع الأطعمة فائقة المعالجة على قمة نظام نوفا (NOVA) لتصنيف الأطعمة، والذي يُصنف الطعام الذي نتناوله إلى أربعة أصناف: الأطعمة غير المعالجة (وهي الأجزاء الصالحة للأكل من النباتات والحيوانات)، والمكونات المعالجة (كالزيوت والدقيق والسكر)، والأطعمة المعالجة (التي تتضمن طبخ أطعمة غير معالجة بمكونات معالجة لعمل الخبز أو الخضروات المعلبة)، والأطعمة فائقة المعالجة (والتي لا تحتوي على أي أجزاء غير معالجة).

في الأغلب، تُصنع هذه الأطعمة فائقة المعالجة من مواد مشتقة من أطعمة ومواد حافظة وإضافات أخرى مصممة لعمل منتجات مناسبة وطويلة الصلاحية. ويمكن للأطعمة المعالجة وفائقة المعالجة إضافة الكثير من السكريات والزيوت والدهون إلى النظام الغذائي، بحسب ما أوضحته ’كلير باريمان‘، الأستاذة المساعدة بقسم علوم التغذية والطعام والتمارين الرياضية في جامعة فلوريدا. ومع ذلك فإن الأطعمة فائقة المعالجة ترفع تلك الكمية بنسب كبيرة، كما أنها تحتوي على إضافات ومكونات أخرى عالية المعالجة.

لا تستطيع مجلة جاما للطب الباطني أن تقول بأنّ هذه الأطعمة سببت الوفاة المبكرة، وإنما أنّ هناك ارتباط بينها وبين الوفاة المبكرة. ومن ثم فليس من الممكن أن نحدد على وجه الدقة المكونات الموجودة في تلك الأطعمة والتي من شأنها المساهمة في تلك المشكلات. ومع ذلك، تعزي البروفيسورة كلير باريمان ذلك الأمر إلى ارتفاع كميات المكونات الضارة، قائلةً: "في كل مرة يتناول الشخص الكثير من السكر أو الدهون أو الأملاح، ستكون هناك مشكلات". وإليكم ما يختفي بداخل تلك العبوات:

الكثير من السكر

تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة في المتوسط على ثمانية أضعاف كمية السكريات المضافة الموجودة في الأطعمة المعالجة. ومن ثم فحين تأكل المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة تزداد كمية السكر المضاف التي تدخل جسمك بالطبع، وهو ما يمكنه أن يترك آثارًا سلبية على صحتك. إذ تشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والجمعية الأمريكية للقلب وغيرها إلى أن تناول المزيد من السكريات المضافة يرفع من خطر الإصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان والجلطة الدماغية. كما أن تناول السكر المضاف يزيد من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

الكثير من الملح

تحتوي هذه الأطعمة أيضًا على كميات أكبر من الصوديوم، حيث تشير الدراسة المنشورة في مجلة جاما للطب الباطني إلى أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من الأطعمة المعالجة تناولوا أيضًا الكثير من الصوديوم. وتقول البروفيسورة كلير باريمان: "إننا نعرف أنك حين تسرف في تناول الملح فإن ذلك من شأنه أن يساهم في ارتفاع ضغط الدم". كما أن تناول كميات كبيرة من الملح يرتبط أيضًا بالوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

الدهون والدهون المشبعة

كلما تناولت كمية أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة، فعلى الأرجح سيحتوي طعامك على كميات أكبر من الدهون المشبعة. وتوضح كريستينا شوارتز، اختصاصية تغذية الأورام السريرية بمستشفى ديلنور نورث ويسترن الطبي، أن "الدهون المشبعة تضاف في العادة إلى الأطعمة لإكسابها نكهة. وهي من عوامل الخطورة المعروفة برفع نسبة الكوليستيرول الضار، والذي من شأنه أن يجعلنا عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وهو شيء ينبغي الحد منه".

تطرد المواد المغذية

يرتبط تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة بتناول كميات أقل من الألياف، والتي تقلل من خطر الوفاة. وقد وجدت الدراسة الجديدة أنه لكل زيادة بنسبة 10 بالمائة في كمية الأطعمة فائقة المعالجة التي يتناولها الشخص، فإن كمية الألياف التي يتناولها تنخفض انخفاضًا كبيرًا. وتقول الدكتورة كريستينا سوارتز: "إن الإسراف في تناول هذه الأطعمة من شأنه أن يحل محل تناول المواد المغذية من قبيل الفيتامينات والمعادن والألياف والتي تأتي من الأطعمة الكاملة".

الإضافات والمواد الحافظة

لقد حظرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الدهون المتحولة، والتي كانت من المكونات الشائعة في الأطعمة الفائقة المعالجة، وذلك لارتباطها الواضح بارتفاع نسبة الكوليستيرول وبأمراض القلب. لكنّ الدهون المتحولة ليست سوى نوع واحد من الإضافات التي تضيفها المصانع إلى الأطعمة. وكما تقول البروفيسورة باريمان، فقد أثار بعض الباحثين تساؤلات بشأن الآثار الصحية لبعض الإضافات الأخرى، مثل شراب الذرة عالي الفركتوز، لكن لا يتوفر دليل حاسم بشأن تلك الآثار.

وأضافت باريمان: "أحيانًا تُشتق تلك الإضافات من منتجات طبيعية، لكننا لا نعرف الآثار الكيميائية والفيزيائية للطعام في أجسامنا. إن أمامنا الكثير من الأبحاث في المستقبل، وقد ينتهي الحال ببعض الإضافات إلى ما وصلت إليه الدهون المتحولة".

ومع كون الأطعمة فائقة المعالجة سببًا ممكنًا من أسباب زيادة مخاطر الوفاة، فلا يعني ذلك أن تناولها سيسبب لك الوفاة على الفور، ولا يزال بوسعك أن تتناول بعض المثلجات. ولكي تحيا حياة صحية، احرص على أن تشكل الأطعمة ذات الحد الأدنى من المعالجة الجزء الأكبر من طعامك، كما توصي البروفيسورة باريمان، ومع ذلك فلن تموت مباشرة إذا تناولت طعامًا به الكثير من السكر. فكما تقول أيضًا، "تناول كل شيء باعتدال، وليس عليك أن تحرم نفسك"!

المحتوى محمي