احذر العدسات اللاصقة المُقلّدة.. فقد تؤدي بك إلى فقدان البصر

2 دقائق
إذا كنت تحرص على بصرك ولا تود المجازفة به، فتجنب شراء العدسات اللاصقة بدون استشارة الطبيب.

التهاب باطن المُقلة البكتيري هو حالة مرضية تحدث بسرعة، وتُسبب الألم والاحمرار وفقدان الرؤية في العين، وغالباً ما تنتهي باستئصال كرة العين جراحياً. تُعد العدوى ببكتريا العصويّة الشمعية من الأسباب الأكثر شيوعاً للإصابة بالتهاب باطن المقلة البكتيري، وهي واحدة من أنواع البكتريا الخطيرة التي اكتُشفت مؤخراً على أنواع مُقلّدة من العدسات اللاصقة.

تحظر قوانين الولايات المتحدة الأمريكية بيع العدسات اللاصقة بدون وصفة طبية، حتى وإن كانت لغايات تجميلية، كما ينبغي أن تحصل العدسات اللاصقة على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية قبل أن يُسمح بطرحها في الأسواق، إلا أنه من غير الصعب الالتفاف على تلك القوانين.

ففي دراسة حديثة، قام باحثون من مركز كيمياء الطب الشرعي التابع لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية باختبار 350 عدسة لاصقة تجميلية، وذلك بهدف تحري أنواع الميكروبات الموجودة عليها، ثم نشروا نتائج بحثهم في مجلة علوم الطب الشرعي.

حصل الباحثون على 285 عدسة لاصقة من أصل 350 عدسة بدون وصفة طبية، حيث كانت تُباع في متاجر الهدايا أو المتاجر الإلكترونية وغيرها، وكثيراً ما كانت مُقلّدة أو غير مُصرّح باستخدامها. أما بقية أنواع العدسات فحصلوا عليها من مصادر موثوقة ومُصرح باستخدامها.

يمكن للعدسة اللاصقة التجميلية أن تمنح العين لوناً خاطئاً. يعاني هذا المريض من التهاب قرنية ميكروبي، وهي حالة قد تُسبب العمى الدائم. مصدر الصورة: ماثيو بورتون، مجلة صحة العين

قام الباحثون بغمر كل عدسة لاصقة مع كمية بسيطة من سائلها الخاص ضمن أنبوب اختبار مليء بالمرق (الحساء)، وتُركت فيه لمدة أسبوعين بدرجة حرارة 25 مئوية. وبعد انقضاء تلك الفترة تفحص الباحثون أنابيب الاختبار، وقاموا باختيار الأنابيب التي ظهرت فيها ضبابية، ما يعني أن الجراثيم تكاثرت فيها. ثم قاموا بزرع تلك الجراثيم في أطباق بتري ومعاينة ما إذا كانت ستنمو أم لا. ثم قاموا بأخذ عينات بكتيرية من كل طبق، وفحصوا الحمض النووي الخاص بها لتحديد أنواعها.

وجد الباحثون أن ما نسبته 60% من العدسات اللاصقة التي يُشتبه بأنها مُقلّدة و27% من العدسات غير المُصرّح باستخدامها كانت ملوثة بكتيرياً. في حين أن 3.7% فقط من العدسات الأصلية والمُصرح باستخدامها كانت ملوثة بالبكتيريا، ويعتقد الباحثون بأن الارتفاع النسبي للرقم الأخير يعود إلى صغر حجم عينة البحث.

كانت تلك نتائج اختبار العدسات بشكل إفرادي. أما عند دراسة العدسات بحسب أنواعها، والتي يجري تسويقها تحت 29 اسماً تجارياً مختلفاً، فقد عثر الباحثون على البكتيريا في 14 نوعٍ منها، أي في 48% من أنواعها.

وبحسب الباحثين، فإن العديد من أشكال البكتيريا الموجودة على تلك العدسات تترافق مع مشاكل عينية خطيرة. مثل: العصويّة الشمعية (المذكورة في بداية المقال)، والزائفة الزنجارية التي تُعد سبباً شائعاً للعدوى بالتهاب القرنية الميكروبي، الذي يُمكن أن يُسبب العمى الدائم في حال عدم علاجه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن العدسات المُقلّدة غالباً ما تُصنّع من مواد رخيصة وضعيفة الانطباق على العين، مما قد يُسبب جروحاً عينية، ويُشجع البكتيريا على التكاثر في كرة العين.
وفي الختام خلُص الباحثون إلى أن استخدام العدسات اللاصقة بدون وصفة طبية هو إجراء محفوف بالمخاطر ويُهدد صحة المستخدمين وسلامتهم.

ولذا، فإننا ندعوك للامتناع عن شراء العدسات اللاصقة بدون وصفة طبية، واستشارة الطبيب عند الرغبة بارتداء عدسات لاصقة، سواءً كان الهدف منها طبياً أو تجميلياً. فعلى الرغم من أن ذلك قد يكلفك المزيد من النقود، إلا أن عينيك تستحقان منك ذلك الاهتمام، ولن تكون العدسة اللاصقة بأي حال أغلى ثمناً من بصرك.

المحتوى محمي