هل يؤثر استخدام البطانيات الثقيلة على صحتنا؟

3 دقيقة
البطانيات الثقيلة
الصورة: بيكسلز

البطانيات الثقيلة هي التي يتم حشوها بحبيباتٍ مصنوعةٍ عادة من الزجاج أو المواد البلاستيكية مثل «البولي إيثيلين»، ويمكن أن يصل وزنها إلى 12 كيلوجرام. يمكنك شراء واحدةٍ بسهولة من خلال متاجر الإنترنت بسعر 150 دولاراً تقريباً، رغم أنه بوسعك صنع واحدةٍ بنفسك بتكلفةٍ أقل بكثير من هذا السعر من خلال الاستعانة بالشروحات المتوفرة على الإنترنت حول ذلك.

تقلل البطانيات الثقيلة من التوتر والقلق، وتوفر الشعور بالارتياح، وتساعد على الحصول على ليلةٍ هادئة مريحة. النظريات العلمية وراء هذه الفائدة المزعومة هي أن الضغط على الجلد يحفّز إفراز النواقل العصبية، مثل السيروتونين والميلاتونين التي تعمل على تهدئة الأعصاب والاسترخاء. يُدعى مبدأ عمل هذه البطانيات بـ «الضغط العميق».

لكن بعض الشركات المصنعة للبطانيات الثقيلة تدّعي فوائد أكثر من ذلك، حيث تمكنت الشركة المصنعة لبطانية «جرافيتي» الثقيلة من جمع 3 ملايين دولار بعد أن زعمت على موقع «كيكستارتر» أنها بوسعها علاج القلق واضطراب ما بعد الصدمة، ما اُعتبر انتهاكاً لقواعد الموقع الخاصة، ما أدى بالشركة لسحب الإعلان من الموقع. لكّن السؤال: هل هذه الادعاءات حقيقية وتستحق كل هذا الاهتمام؟

استخدام البطانيات الثقيلة شائع

في الواقع، لا يقتصر استخدام البطانيات الثقيلة على المستهلكين فقط، بل كثيراً ما يستخدمها متخصصو العلاج الوظيفي في ما يُدعى بعلاج التكامل الحسي، والذي يُستخدم لدى الأطفال الذين يعانون من صعوباتٍ حسية إدراكية ترتبط غالباً بمرض التوحد. حيث تحفز البطانيات الثقيلة حواس اللمس لدى هؤلاء الأطفال وتساعد عقولهم على التكيف معها، ويُعتقد أن ذلك يمكن أن يساعدهم في التحكم بشكلٍ أفضل في عواطفهم وتعزيز صحتهم العقلية. كما تُستخدم في الولايات المتحدة على نحوٍ متزايد في أماكن مثل أجنحة العلاج النفسي، وذلك كبديلٍ لطرق العلاج التقليدية الأخرى مثل الأدوية والتقييد الجسدي.

تقول «آنيت بيكلوند»، المعالجة التي عملت على نطاق واسع في مستشفيات الصحة العقلية: «لم نعد بحاجةٍ إلى استخدام مقيدات الحركة بعد استخدام البطانيات الثقيلة في بعض الحالات». وتقول «كاثرين إيرون» من جانبها، وهي باحثة في الصحة العقلية في مركز دنفر الصحي الطبي في كولورادو، إن مرافق الصحة العقلية التابعة للمركز تستخدم البطانيات الثقيلة كبديل للأدوية. وتقول «آشلي واترز»، الباحثة المتخصصة في اضطرابات الأكل والعاملة في مركز دنفر الصحي أيضاً: «عادة، المرضى الذين لديهم مستويات أعلى من التوتر يفضلون استخدام البطانيات الثقيلة، فهي حسب ما يقولون تساعدهم كثيراً».

في الحقيقة، ألهمت مثل هذه القصص الباحثين البدء بالبحث حول تأثير البطانيات الثقيلة بطريقةٍ منهجية أكثر.

الأدلة غير واضحة

هناك الكثير من القصص التي تدعم فوائد البطانيات الثقيلة، لكن اهتمام الباحثين ازداد أكثر في العقد الماضي للتحقق من فائدتها المزعومة. ورغم قلة الأبحاث التي أجريت على الآن، تظهر بعض الأدلة التي تشير إلى أنها تساعد في تخفيف القلق.

على سبيل المثال، بحثت بوكليند واثنين من الباحثين من جامعة سانت ليو في فلوريدا فيما إذا كانت البطانيات الثقيلة مفيدةً في تخفيف القلق لدى المرضى الذين يعانون من اضطراباتٍ نفسية. حيث وجدوا أن لها تأثيراً مهدئاً ملحوظاً عند قياس كيفية استجابة المرضى لدى سؤالهم عن حالتهم العاطفية. تقول بيكلوند شارحةً سياق البحث: «جعلنا المشاركين ينامون تحت هذه البطانيات، ثم كنا نوقظهم ليجيبوا على الأسئلة مباشرةً».

بالإضافة إلى ذلك، وجد باحثون في معهد «كارولينسكا» في السويد أن البطانيات الثقيلة، حتى ولو كانت مزوّدة بمثبتات، فإنها تخفف من الأرق لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية.

لكن الأبحاث الأخرى تعطي نتائج ضبابية أكثر. على سبيل المثال، أجريت دراسة عام 2013 في المملكة المتحدة كانت تحقق فيما إذا كانت البطانيات الثقيلة تساعد الأطفال المصابين بالتوحد على النوم بشكل أفضل أم لا، لكنها لم تستطع العثور على أي دليلٍ على أن لها أثراً إيجابياً. وبالمثل، لم تستطع دراسة أجريت عام 2008 تحديد ما إذا كانت الفائدة النفسية ترجع لاستخدام البطانية الثقيلة، أو عائدة إلى الاستلقاء ببساطة.

وجدت كاثرين إيرون وآشلي واترز وزملاؤهم في مركز دنفر الصحي أن البطانيات الثقيلة تساعد في تخفيف القلق لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات الأكل. نتائجهم ما زالت تخضع لمراجعة الأقران، ويأملون أن يتم نشرها في وقت لاحق من هذا العام.

كانت كاثرين وآشلي ترغبان في إجراء المزيد من البحث حول هذا الأمر، لكنهما لم تحصلا على التمويل اللازم للبحث. ومع ذلك، تقول آشلي أن عملهم قد جذب الكثير من الاهتمام فعلاً: «تواصل معنا الكثير من العلماء من جميع أنحاء العالم حول أبحاثنا». وتعتقد أن السبب يعود إلى أن البطانيات الثقيلة بديل مناسب، ويسهل الوصول إليه بالنسبة للمرضى أكثر من بعض العلاجات الأخرى.

إذاً، هل يمكن أن تساعد البطانيات الموزونة؟

من الناحية التقنية، الجواب هو نعم. ولكن هل هناك دليل علمي على أن البطانيات الثقيلة يمكن أن تساعد على الاسترخاء والنوم بشكلٍ أفضل خارج المستشفى؟ تقول كاثرين: «ليس بعد».

لكن ذلك لا يعني أن ربما ليست لها فائدة. لذلك لا تتردد بوكليند بالتوصية باستخدامها، مع التأكيد على التحدث إلى الطبيب أولاً حول أية مخاوف صحية، والحرص على شراء بطانيةٍ مناسبة لا تكون ثقيلة جداً.هي

تقول كاثرين أخيراً: «لدى كلّ واحدة في فريقنا -فريق بوكلين- بطانيتها الثقيلة الخاصة، وبعضنا أهدى أحبائه واحدةً أيضاً».

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي