أفكار أساسية حول استغلال الوحدة.
- تفعيل قدراتك الحقيقية سيشجّع الآخرين على الانخراط معك بشكلٍ أكبر أيضاً.
- ركّز تفكيرك على الطرق التي يمكنك بها أن تحب الآخرين.
- انظر لوحدتك على أنها تنبيه يدفعك للتغيير.
ذهبت في نزهة هذا الصباح إلى منتزه قريب وانتهى بي المطاف في إجراء محادثة مرحة مع رجل في الـ 87 من عمره. تحدّث «آلان» مطوّلاً عن «مارسي»؛ وهي كلبة دخلت حياته منذ 6 أشهر بعد وفاة كلبه السابق.
الصدق
بعد أن مر على الحديث 10 دقائق، قال آلان: «لم أملك أي كلب قبله، وبعد وفاته، وجدنا مارسي».
قلت أنا: «الحب له أكثر من شكل».
جاوب آلان: «مثل الزوجة الثانية».
بعد أن توقّفت عن الضحك، تكلّم آلان عن ولعه بالنّكات التي تتألف من جملة واحدة، وقال: «أحياناً تكون هذه النكات غير ملائمة».
أضفت أنا: «بالنسبة لي، فهي دائماً غير ملائمة».
انطلاقاً من رغبتي بأن أضيف نكتة أيضاً قلت: «الدرس الأهم الذي تعلّمته منذ أن تزوجت هو أنه في كل زواج، هناك شخص دائماً على حق.. والآخر هو الزوج».
أضاف آلان مباشرةً: «نعم، طالما كنت سعيداً. كل ما استطعت فعله هو قول «نعم عزيزتي» لفترة طويلة مع زوجتي الأولى».
ثم قلت أنا: «وبعد ذلك تبدأ الحرب».
وأضاف آلان: «ولكنها أشبه بالحرب الباردة».
إذا وقعت ضحية لقناعة تمجيد الزواج والحط من قدرتك على إيجاد شريك الحياة؛ اذهب واقض بعض الوقت مع آلان ومارسي.
الواقع هو أن كل منا في طريقه لفهم نفسه والآخرين، العلاقات التي نطوّرها خلال حياتنا؛ ومن ضمنها علاقتنا مع أنفسنا، تحدد جودة حياتنا.
هل الوحدة تشعرك بالذنب أم تحفّزك للنضج؟
على الرغم من قدراتنا في تطوير العلاقات؛ إلا أننا كلنا نعاني من الوحدة في مرحلة ما في حياتنا. يعاني 3 من أصل 5 أشخاص من الوحدة حالياً، وكل منا يختبرها بطريقته الخاصة.
سواء كان الشعور بالوحدة يولّد علاقات عميقةً أكثر أو الاكتئاب في حياتك، فإنه يعتمد كلياً على قدرتك على استغلال الوحدة وتحويلها إلى محفّز للتغيير. بتعبير آخر؛ يمكنك استغلال الوحدة عن طريق تغيير الطريقة التي تتعامل معها فيها. إذا سمحت لأفكار مثل «لا أحد سيحبني»؛ والتي تزيد من سوء المشاعر التي تشعر بها، أن تسيطر عليك، فهذا ليس فقط خاطئاً؛ بل سيجعل البشر ينفرون منك.
هذه الأفكار هي من العلامات المميزة للنرجسية: الحساسية المفرطة حول رأي الناس بك يمكن أن تقود بسهولة إلى سلوك مسيء تجاه الآخرين. في النهاية، إذا لم يمنحك الآخرون ما تعتقد أنك تستحقّه، فلماذا عليك أن تتعامل معهم بشكلٍ جيد؟ ينتهي المطاف بالنرجسيين بالخروج عن المسار الصحيح في الحياة لأنهم يتنازلون عن قدراتهم الحقيقية.
القدرة الحقيقية حول استغلال الوحدة
بشكلها الحقيقي، القدرة -كما يناقش «داكر كيلتنر»؛ عالم النفس في جامعة بيركلي في كتابه «مفارقة القدرة: الطريقة التي نكسب ونخسر التأثير بها»- تأتي من الحب ومساعدة الآخرين. اليوم الذي تركّز فيه تفكيرك على الطرق التي يمكنك أن تحب فيها الآخرين، ابتداءً من اليوم -وذلك يشمل إيجاد طريقة لاتّباع بعض السلوكيات التي تحوّل الحب الذي تشعر به إلى أفعال- هو اليوم التي تحصل فيه على قدرتك الحقيقية.
إذا كنت تشعر بالوحدة وبالشك بقدرتك على خلق العلاقات التي ترغب بوجودها في حياتك، فإن اقناع نفسك بأنك قادر على ذلك هو نصف المعركة. لماذا؟ لأن شخصيّتك الأقوى والأكثر مرونةً؛ والتي ستنبثق عندما تعتنق هذا الاعتقاد، ستجذب الآخرين الذين يرغبون بالانخراط في حياتك. كلمة «كونفيدنس» (بمعنى الثقة بالنفس) تأتي من الجذر اللاتيني «كون» (بمعنى «مع») و«فيديريه» (بمعنى «ثقة»). حتى يشعر الآخرين بالثقة معك، يجب عليك أن تثق بنفسك أولاً.
بالإضافة لذلك؛ التفاؤل حول إيجاد شريك حياتك هو أمر صحي. وجدت دراسة أجريت في المملكة المتحدة أن المتشائمين يعانون من المصاعب العاطفية اليومية أكثر بـ 3 مرات من المتفائلين.
كما وضّحت في حلقتي الدراسية «التعامل مع الوحدة: كيفية تطوير علاقات عميقة والوصول إلى سعادة مديدة»، يمكنك أن تقرر اليوم أن تغيّر الوحدة التي تشعر بها عن طريق السماح لها بأن تدفعك لإعادة تقييم الطرق التي يجب اتباعها لتشكيل علاقات أمتن وأعمق تدوم في حياتك. بفعل ذلك؛ ستلعب الوحدة التي تشعر بها دورها الحقيقي. إذا فكرت بالوحدة بهذه الطريقة، فهي مشاعر مؤلمة ظهرت في حياتك كتنبيه يدفعك لمساعدة نفسك على تغيير حياتك للأفضل.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً
*نُشر بواسطة «أنتوني سيلارد»؛ أستاذ مشارك بجامعة ولاية كاليفورنيا، معلم وخبير في مجال القيادة، كتب العديد من المقالات العلمية حول العاطفة وإدارة المشاعر. صدر كتابه الأخير بعنوان «Screened In: The Art of Living Free in the Digital Age» في مارس/ آذار 2020.