كيف يكون الحب وسيلة التغلّب على الظروف الصعبة؟

3 دقائق
التغلّب على الظروف الصعبة الحب بعيداً عن الإنترنت
shutterstock.com/ Yuganov Konstantin

هل نعيش حياتنا في العالم وحدنا؟ كيف يكون الحب وسيلة التغلّب على الظروف الصعبة؟

هذا هو الجزء الثالث من سلسلة رباعية الأجزاء تُنشر على مدار 4 أسابيع متتالية.

الأفكار الرئيسية

  • أنت قادر تماماً على إعادة اكتشاف الحب الموجود داخلك.
  • إيجاد الحب سيشمل بشكلٍ طبيعي مناحٍ أخرى من حياتك.
  • الحب يرتبط مع المكاسب، وعندما تختبره، سيدوم هذا الشعور للأبد، ويشجّعك على التعبير عنه بطرق عدّة.

كيف يمكننا التغلّب على الظروف الصعبة في الحياة؟ كما نصحتُ صديقي الذي كان يعاني من وفاة زوجته، يمكننا الاعتراف أن الحب الرومانسي أو الذي يشاركه الأزواج هو شكل واحد من أشكال الحب. تماشيا مع المثل الزيمبابوي: «إذا كنت تستطيع المشي يمكنك الرقص، إذا كنت تستطيع الكلام يمكنك الغناء»، سأضيف: «إذا كنت حيّاً يمكنك أن تحب».

الحب وسيلة التغلّب على الظروف الصعبة

أنت قادر تماماً على إعادة اكتشاف الحب الموجود داخلك، وإيجاد طرق جديدة للتعبير عنه للآخرين. كيف ذلك؟ اتّصل بأصدقاء قدماء، انطلق للحياة وقم بمبادرات اجتماعية تجاه أصدقاء محتملين جدد، إذا كنت تعمل، طبّق نصيحة الشاعر اللبناني «خليل جبران» عندما قال: «إن العمل هو الصورة الظاهرة للمحبّة الكاملة»، واكتشف أين يكمن الحب في مهنتك، أو أين يمكن أن يكمن إذا فتحت قلبك وعقلك له.

Siblings, Brother, Sister, Children, Girl, Boy, People

إحدى الآليات الأكثر فعاليةص لإعادة اكتشاف الحب الموجود داخلك بعد مرورك بتجربة صادمة؛ مثل خسارة شخص تحبّه كثيراً، هي العمل التطوّعي. في دراسة عنوانها «الأداء الجيد بفعل الخير»، وجدت «فرانشيسكا بروجونوفي»؛ أستاذ في جامعة «كوليدج لندن»، أن التطوّع لا يؤدّي إلى السعادة فق؛، بل أن الأشخاص الذين يمارسون العمل التطوّعي لمرّة واحدة أسبوعياً على الأقل، يشعرون بسعادة تكافئ زيادة راتبهم من 20,000$ إلى 75,000$ سنوياً.

ستسمح لك هذه الفرص من التواصل الاجتماعي -التي تتجلّى في إنشاء الصداقات، أو في الحياة المهنية والعمل التطوّعي في مجتمعك وغيرها- بإعادة اكتشاف الحب الموجود داخلك. لماذا؟ لأن الغنى العاطفي الذي تمنحه وتحصل عليه من الآخرين هو أحد أشكال هذا الحب.

وإذا كنت تعاني من الحزن نتيجة خسارة شخص تحبّه -مثل صديقي جون-، فيوماً ما- إذا كنت أو عندما تكون مستعداً؛ قد تقرر أن تخوض غمار العلاقات الحميمية مجدداً، ليس بنسيان ذكرى حبّك الكبير؛ بل بالمضي قدماً بالحب الجديد الموجود بجابنك.

لهذا السبب يكون الحب مرتبطاً مع الاكتساب؛ إذ أنّك عندما تختبره، سيكون دائماً معك، مشجّعاً إياك على التعبير عنه بطرق عدّة خلال مضيّك قدماً في مسيرة حياتك. كيف تعمل هذه الآلية؟ بنفس الطريقة التي يوفّر فيها الحب غير المشروط الذي تمنحه الأم لطفلها، القوة التي تجعله قادراً على تقديم الحب والتعبير عنه بشكلٍ مستقل في علاقات جديدة.

لنعد الآن إلى شخص ذكرته في الجزء الأول من هذه السلسلة؛ والذي يدّعي أن حياته هي رحلة إفرادية لأن والديه لم يكونا محبّين بقدر ما كانت تحب «ليديا دينوورث» ابنها «جيك» (مؤلّفة تحدّثت عنها في الجزء الأول أيضاً). الآباء- مثل كل البشر- ليسوا مثاليين؛ إذ أنّهم يرتكبون العديد من الأخطاء التي يمكن أن تتسبب بأذىً كبير لأطفالهم.

العديد من هؤلاء الأطفال- على عكس جيك- يمكنهم أن يختبروا تحدّيات هائلةً في إنشاء علاقات اجتماعية؛ إذ أنهم لم يتعلّموا كيف يتعلّقون بالآخرين أثناء سنوات التكوين، عندما كانوا بحاجة ماسّة لمرشد، وعندما كان آباؤهم غائبين أو غير متّسقين بما يكفي ليُشكّلوا أمثلةً مستقرّة.

هنا والآن؛ يمتلك كل منا خياراً؛ إما أن نتحسّر على حظّنا، أو أن نكتشف طرقاً مبتكرةً للتغلّب عليه. كلنا قادرون على أن نكون الآباء الذين لم نحصل عليهم، وأن ننتقل من العيش في حالة من الخوف -نركّز فيها على الأشياء التي لم نحصل عليها- إلى العيش في حالة من الحب- نركّز فيها على الأشياء التي نستطيع أن نمنحها للآخرين.

الحكمة السائدة هي أننا نستطيع فقط أن نحب الآخرين عندما نتعلّم كيف نحب أنفسنا؛ ولكن هذا الكلام يغفل عن المرات التي نتعلّم فيها كيف نحب أنفسنا عن طريق محبّتنا للآخرين.

بغض النظر عن منشأ الحب في حياتك؛ سواءً حب الذات أو الحب تجاه شريك الحياة، أو الحب تجاه الأشخاص الذين يعانون من الفقر، أو ذوي الإعاقات الذين تقدّم الخدمات لهم (أو الذين يمكنك أن تقدّم لهم الخدمات إذا كنت قادراً على التغلّب على معاناتك الخاصة)؛ فعندما تجد هذا الحب، سيمتد بشكلٍ طبيعي ليشمل مناحٍ أخرى من حياتك.

كيف يمكنك أن تبدأ بهذا؟ افتح قلبك للأشخاص في حياتك، هنا والآن، سواء أعجبك ذلك أم لا، هم المعلّمون الذين سيعلّموك كيف ستحب.

سيصبح الحب الذي تكتشفه السعادة الأساسية، والهدف المهيمن في حياتك. في هذه المرحلة، ستتوقف عن الاستياء من الأشخاص الذين تسببوا لك بالصدمات في المراحل المبكّرة من حياتك، وستبدأ بتقديرهم لأنهم ساعدوك في تعلّم هذا الدرس الذي يلخّص السبب وراء كون الحب هو أساس قوّتك كشخص، والذي يجعلك قادراً على إحداث التغيير الإيجابي في حياتك.. «ابحث عن الحب ولن تجده في أي مكان.. امنح الحب وستجده في كل مكان».

المحتوى محمي