حتى مع السلالات الجديدة: 4 وسائل للوقاية من فيروس كورونا

4 دقائق
ارتداء أكثر من كمامة - مصدر الصورة: سوزانا كابرنكوفا/ shutterstock.com

تدور الكثير من الأحاديث حول السلالات الجديدة من مرض كوفيد-19. حتى الآن، اكتشف العلماء أكثر من 4000 سلالة مختلفة للمرض منذ السنة الماضية. بعض هذه السلالات؛ ومن ضمنها السلالة التي ظهرت في المملكة المتّحدة التي تعرف باسم «بي.1.1.7»، تبدو أنّها أكثر قدرة على العدوى من غيرها. إحدى السلالات الأخرى؛ التي اكتُشفت أولاً في جنوب إفريقيا «501 واي.في2»، تحتوي على بروتين شوكيّ يقلق الشركات المطورة للّقاحات؛ فقد وجدت شركة مودرنا- على سبيل المثال- أن لقاحها أقل فعاليةً بقليل في مكافحة هذه السلالة.

معظم البلدان في العالم ما زالت تعاني من مستويات مرتفعة من عدوات كوفيد-19؛ على الرغم من أن عدد الإصابات يبدو وكأنّه ينخفض، كما بيّن الباحثون وخبراء الصحة العامّة؛ فكلّما سمحنا لمرض كوفيد-19 بالانتشار أكثر، زاد احتمال أن يتطوّر فيروس كورونا، وكلما طَفَرَ الفيروس أكثر، زادت قدرته على التكيّف مع اللقاحات. لذا، إليك بما يجب أن تفعله لتحمي نفسك من الإصابة بالسلالات الجديدة من الفيروس:

1. ارتد كمّامة بشكلٍ صحيح، واثنتين عند الحاجة

كمامة
الصورة: بيكسابي

مضت سنة تقريباً منذ بداية الجائحة، وبيّنت حفنة من الدراسات الرصينة أنه من الواضح أن الكمّامات طريقة حاسمة وفعّالة في الوقاية من نشر مرض كوفيد-19. في بداية الجائحة، أغطية الوجه الخاصّة بالعاملين في مجال الرعاية الصحيّة؛ مثل أغطية الوجه الجراحيّة وكمّامات أن 95 المُعتمدة، كانت غير موجودة بوفرة؛ مما أدّى إلى ارتفاع كبير في نسب الكمّامات القماشيّة التجارية وتلك المصنوعة منزلياً.

 

تبين الدراسات أن أفضل الكمّامات هي متعددة الطبقات وتلك التي تحتوي على أقل عدد ممكن من الفجوات. وفقاً لدراسة حديثة (نُشرت على الإنترنت ولم تُدقق بعد)، الكمّامات الأكفأ تحتوي على ثلاثة طبقات: مُرشّح يحتوي على طبقتين قماشيّتين على وجهيه. كما وضّحنا من قبل، يجب أن تتفحّص الكمامة باستخدام ضوء ساطع. إذا لم يخترق الضوء الكمّامة بسهولة، فعلى الأرجح أنّها فعّالة.

أكّدت الدراسة نفسها ما وصلت له دراسات أخرى: ليس بالضرورة أن تستخدم كمّامات أن 95 (أو الكمّامات المشابهة التي تقي من نسبة عالية من الجسيمات الفيروسيّة؛ مثل كاي أن 95 و كاي أف 94) حتّى تحصل على حماية كافية. عندما يتعلّق الأمر بحجب الجسيمات الفيروسية، فكمّامات أن 95 هي الكمّامات المرجعية في الولايات المتّحدة، لكن في الوقت الحالي، هذه الكمّامات ليست متوافرة بسهولة، وعادةً ما تكون مكلفة، كما يجب الاحتفاظ بها للأخصّائيين الطبيين. هذا لا يعني أنّه لا يجب عليك استخدامها إذا كنت تمتلكها، لكن هناك أدلّة تفيد بأنه يمكن تحقيق وقاية كافية عن طريق ارتداء كمّامتين قماشيّتين.

2. متى يجب ارتداء كمّامتين؟

إذا كانت الكمّامات التي تمتلكها لا تحقق المتطلّبات السابقة (أي إذا كانت وحيدة الطبقة أو تمرر الضوء)، وإذا لم ترغب بشراء كمّامة جديدة، يمكنك (ويجب عليك) ارتداء كمّامتين. إحدى الموضات الجديدة هي ارتداء كمّامتين فعّالتين متعددتيّ الطبقات؛ أي ارتداء كمّامة جراحيّة تحت كمّامة قماشيّة، أو حتّى ارتداء كمّامة أن 95 تحت كمّامة قماشيّة. يمكن أن توفّر كمامّة أن 95 مناسبة لشكل الوجه وقايةً عالية المستوى، لكن تبيّن الدراسة نفسها أن ارتداء كمّامتين عاليتيّ الجودة ومتعددتيّ الطبقات يوفّر وقايةً بجودة ارتداء كمّامة أن 95.

            اقرأ أيضاً: هل ارتداء أكثر من كمامة أفضل للوقاية من فيروس كورونا؟

إذا كنت تلتزم بقواعد التباعد الاجتماعي، ولم تكن تقضي الكثير من الوقت في الأماكن المغلقة مع الأشخاص الذين لا تعيش معهم، وإذا كنت تغسل يديك؛ فارتداء كمّامة متعددة الطبقات سيكون كافياً،  لكن إذا رغبت بتحقيق المزيد من الوقاية؛ أي إذا كنت مثلاً مضطراً للذهاب إلى متجر البقالة أو استخدام وسائل التنقّل العامة أو زيارة الطبيب، فارتداء كمّامتين هو طريقة جيدة لضمان تحقيق وقاية مناسبة.

3. التزم بالتباعد الاجتماعي

زيادة كفاءة التباعد الاجتماعي. في الأعلى: تطبيق التباعد الاجتماعي لوحده. في الأسفل: إضافة التباعد الزمني إلى التباعد الاجتماعي — الصورة: مايكل لي / جامعة فلندرز

نعلم أن هذه النصيحة بديهيّة، لكنّها بالغة الأهميّة، فنحن الآن في الأميال الأخيرة من ماراثون متعب. ستفيد نفسك لاحقاً عن طريق الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وغسل الأيدي وارتداء الكمّامات. قد يكون هذا صعباً في أشهر الشتاء عندما يصبح الالتقاء بالأشخاص خارج المنزل ليس سهلاً، لكن هذه السلوكيات ستحقق ثلاثة أهداف مهمّة: الوقاية من الإصابة بمرض كوفيد-19 الآن، تقليل الضغط على أنظمة الرعاية الصحيّة، وزيادة احتمال أن تصبح اللقاحات قيد التطوير الآن فعّالة في مكافحة الفيروس.

لنشرح الفكرة الأخيرة بتفصيل أكثر؛ كما بيّن رئيس المؤسسات الوطنية للتحسّس والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، كلّما طالت مدّة بقاء المرض خارج السيطرة، زاد احتمال أن يطفر الفيروس. على الرغم من أن الطفرات طبيعية وأن معظمها غير ضار، إلا أن بعض الطفرات يمكن أن تغيّر بنية و وظيفة الفيروس بطرق تجعل اللقاحات التي نمتلكها الآن أقل فعاليّة. بالحقيقة، قد تَبيّن كلا اللقاحين المصرّح استخدامهما في الولايات المتّحدة (لقاح موديرنا ولقاح فايزر) هما أقل فعاليّة في مكافحة السلالة التي نشأت في جنوب إفريقيا. قال فاوتشي في مؤتمر صحفي في 22 يناير/كانون الثاني الجاري، أن هذه الحقيقة يجب أن تقلقنا جميعاً.

قال فاوتشي: «هذا هو تنبيه لنا جميعاً يدفعنا لأن نكون حذرين ولأن نتكيّف إذ أن هذا الفيروس سيستمر بالتطوّر والطفور بالتأكيد،»

الخلاصة هي: كلما التزمنا أكثر بأفضل الممارسات الوقائية المتعلّقة بالجائحة والخاصّة بالصحة العامّة، كان ذلك أفضل بالنسبة لنا على المدى الطويل.

4. تلقَّ اللقاح حين توفّره

الإصابة بكوفيد-19 بعد تلقي اللقاح ، كورونا حول العالم، مشاكل لقاح أسترازينيكا
shutterstock.com/Rido

في النهاية، اللقاحات هي الطريق الذي سيخلّصنا من الجائحة، وعلى الرغم من أن مبادرات التلقيح قد واجهت بعض الصعوبات في بعض البلدان؛ مثل الولايات المتّحدة، إلا أنّها ستصبح أكثر فعاليّة مع الوقت. لذا، عندما تصبح اللقاحات متوفّرة بالنسبة لك، لا تتردد في تلقّي الجرعات.

من الضروري أيضاً التركيز على سلامة اللقاح. إليك بآخر التحديثات: كما وضّحنا من قبل، حوالي 22 مليون شخص في الولايات المتّحدة قد تلقّوا اللقاح، وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال باكراً، إلا أنه لم يتم الإبلاغ عن أي آثار طويلة الأمد سلبية. من بين الـ 9000 شخص الذين بلّغوا عن آثار جانبيّة (وهو ما يقابل نسبة أقل من 1% من الأشخاص الذين تلقّوا اللقاح)، أغلب الآثار تمثّلت في الإعياء، الغثيان، القشعريرة والصداع، ومن بين الـ 1000 شخص الذين عانوا من آثار جانبيّة يمكن القول عنها أنّها خطيرة، كلّهم تم علاجهم بنجاح.

إحدى النقاط المهمّة الأخرى هي أن اللقاحات التي نمتلكها فعّالة للغاية؛ إذ بلغت فعاليتها في مكافحة الفيروس أثناء التجارب السريريّة التي تختبر الآثار المديدة ما بين 94 و 95%. بالإضافة إلى ذلك، اللقاحات فعّالة بنسبة 100% تقريباً في الوقاية من الحالات الشديدة من مرض كوفيد-19؛ وهو أمر لا تُقدَّر أهمّيته عادةً. مرض كوفيد-19 الشديد؛ والذي يتسبب عادةً في الدخول إلى المستشفى والآثار طويلة الأمد المنهكة للمرضى، يسبب الكثير من الضغط على أنظمة الرعاية الصحية. الحصول على اللقاح يكن أن يخلّصنا من الحالات الشديدة هذه بشكل كامل عملياً، ولهذا منافع جمّة.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً 

المحتوى محمي