الفحم المنشّط يوجد في الكثير من المنتجات، إليك 4 أسباب لتتجنّبه

3 دقائق
الفحم المنشط
Shutterstock.com/Momentum Fotograh

ادّعت الممثلة «غوينيث بالترو» على موقعها «غووب» أن عصير الليمون بالفحم هو إحدى «أفضل العصائر المطهّرة»، وكان ذلك في عام 2014. اليوم، منتجات الفحم -من الكرواسان إلى الكبسولات- منتشرة في كل مكان، وحتى سلاسل المقاهي في الشوارع الرئيسية لجأت إلى بيع مشروبات بالفحم. يدعي بعض بائعي هذه المنتجات أن الفحم المنشط يمكن أن يعزز طاقتك ويفتح بشرتك ويقلل من إطلاق الريح والنفخة. مع ذلك، فإن الادعاء الرئيسي هو أن هذه المنتجات يمكن أن تزيل السموم من جسمك. من السهل معرفة من أين يأتي الادعاء بأن الفحم المنشط يمكن أن يزيل السموم من الجسم؛ إذ أنه يُستخدم في طب الطوارئ لتقليل نسب السموم عندما يستهلك شخص ما السم أو يتناول جرعةً زائدةً من الأدوية. يرتبط الفحم بالسموم في الجهاز الهضمي ويمنع امتصاصها إلى مجرى الدم، ثم يتم إخراج السموم من الجسم عن طريق البراز. مع ذلك، فإن إجراء إزالة السموم هو حالة أخرى ناتجة عن رؤية خبراء التغذية غير العلميين للاستخدام الطبي لشيء ما وإساءة تفسير تطبيقه.

4 أسباب لتجنّب استخدام الفحم المنشّط

على الرغم من أن استهلاك الفحم المنشط قد يبدو وكأنه موضة غير ضارة متعلقة بالصحة؛ إلا أن هناك العديد من الأسباب التي يجب أن تجعلك تتجنب هذه المنتجات.

1. يرتبط الفحم المنشط بالعديد من المركبات، ومنها بعض الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي توجد في الطعام. يُضاف الفحم أحياناً إلى عصير الفاكهة أو الخضار ويُباع على شكل مشروب. لسوء الحظ، فعلى الأرجح ألّا تُمتص الفيتامينات الموجودة في الفاكهة والخضار بسبب وجود الفحم. سيكون من الأفضل لك مجرد تناول العصائر على حالها.

2. يمكن أن يرتبط الفحم المنشط ببعض الأدوية، ومنها بعض مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للالتهابات؛ ما يجعلها أقل فعاليةً. قد يكون لذلك عواقب صحية خطيرة بالنسبة لبعض الأشخاص؛ ولكن لا يتم توضيح ذلك على ملصقات الزجاجات أو العبوات التي تحتوي على الفحم المنشط.

3. يرتبط الفحم المنشط مع أية جزيئات موجودة في المعدة أو الأمعاء وقت تناوله، فهو يعمل عن طريق ملامسة محتويات الأمعاء. إذا كنت تحاول استخدامه للتخلص من السموم التي يمكن أن تكون موجودةً في بعض الأطعمة التي تناولتها الليلة الماضية؛ مثل الكحول أو المركبات المسرطنة الموجودة في اللحم المشوي، فلن يكون له أي أثر على الإطلاق لأن هذه المركبات ستكون قد امتُصّت إلى مجرى الدم سلفاً.

4. يعمل الفحم المنشط على إبطاء الأمعاء، ومن المعروف أنه يسبب الغثيان والإمساك (والبراز الأسود).

الغازات والنفخة

في الثمانينيات، أشارت بعض الأبحاث إلى أن الفحم المنشط يمكن أن يرتبط بالغازات الناتجة أثناء الهضم ويقلل من إطلاق الريح والنفخة. أظهرت هذه الأبحاث إلى أنه إذا تناولت وجبةً تسبب الغازات ثم تناولت الفحم، فإنه عند تناوله كمكمل إلى جانب الوجبات الغذائية العادية للمشاركين.

هذه الدراسات قديمة جداً، وعلى الرغم من أن الفحم المنشط قد يساعد في تخفيف إطلاق الريح في ظل ظروف معينة؛ إلا أنه بالنسبة لبعض الأشخاص، نظراً لتأثيراته أيضاً على المغذّيات والأدوية التي يرتبط فيها؛ لا يوصى به للتحكم في إطلاق الريح والنفخة.

هناك علاجات رائعة للريح والنفخة، وهي فعالة للغاية؛ مثل تخفيف تناول الكربوهيدرات القابلة للتخمر التي مصدرها الطعام (النظام الغذائي منخفض «الفودماب»؛ وهو نظام يحد من تناول السكريات قليلة السكريد القابلة للتخمّر والسكريات الأحادية والثنائية والكحوليات عديدة الهيدروكسيل) وتقليل استهلاك بعض أنواع البروبيوتيك التي تساهم في متلازمة القولون العصبي.

يبحث الجميع عن حل سحري للتمتّع بصحة جيدة، وبينما نكافح جميعاً للحفاظ على مستويات الطاقة لدينا، وتناول الطعام بشكل جيد وممارسة الرياضة أثناء عيش حياة مجهدة، فمن السهل أن يتم استغلالنا عن طريق التسويق الذكي وآراء المشاهير.

سوق «إزالة السموم» ضخم ومضلل للغاية. في حين أن التصور الشائع هو أن حياتنا اليومية وعاداتنا الغذائية (ومنها تناول الكحول) تتسبب في تراكم «السموم» في أجسامنا، فلا توجد منتجات أو أنظمة غذائية تؤثر على ذلك، بغض النظر عن ميزانيتها التسويقية أو عدد «المؤثرين» الذين يقولون خلاف ذلك. غالباً ما يتم الترويج لفكرة تنص على أن وجباتنا الغذائية «سامة» إلى حد ما، في حين أن الحقيقة هي أنه، بصرف النظر عن تناول السم مباشرة؛ حتى الوجبات السريعة لا تحتوي على أي شيء سام.

لديك بالفعل وسيلة لإزالة السموم من جسمك (يقوم الكبد والكليتان بعمل جيد في هذا السياق)، لذلك لا تضيع أموالك. آخر شيء تريد القيام به هو جعل طعامك أقل قيمة غذائية عن طريق إضافة مركب غير ضروري وغير قابل للهضم.

«سوفي ميدلن» هي محاضِرة في التغذية وعلم التغذية في جامعة «كينغز كوليدج» في لندن. ظهرت هذه المقالة في الأصل على موقع «ذا كونفيرسيشن».

اقرأ أيضاً: معجون الأسنان بالفحم المنشط: ما الفوائد والأضرار؟

المحتوى محمي