أفكار رئيسية للتعامل مع الرفض، ورحلة الوصول إلى قلوب الآخرين:
- الرفض هو جزء من عملية تشكيل علاقات مستقرّة.
- الرفض هو خطوة رئيسية في رحلتك للحصول على تقبّل وتقدير الآخرين.
- تعلّم أن تعيد النظر في الرفض لتطوير علاقات وثيقة في المستقبل.
قد تقول لنفسك: «حسناً أنا متفهّم؛ ولكن لماذا يحصل هذا لي مراراً وتكراراً؟ سئمت من الشعور بالرفض».
الرحلة من الرفض إلى القبول
تذكّر دائماً أن عكس الرفض هو القبول. في حين أن الرفض مؤلم بالتأكيد؛ ولكنه جزء لا يتجزأ من عملية تطوير علاقات مستقرة - تماماً مثل القبول. لا يمكنك تجنّب الرفض خلال محاولاتك بناء العلاقات تماماً؛ مثلما كان الحال في طفولتك عندما كنت تحاول تعلّم ركوب الدراجة.
إن فهمنا سبب سقوطنا على الأرض عندما كنّا أطفالاً، سيساعدنا على وضع الرفض الاجتماعي في منظوره الصحيح؛ إنه خطوة لا غنى عنها نحو القبول الاجتماعي. يمكننا أيضاً أن نذكّر أنفسنا أننا بدأنا ننظر لأنفسنا بنظرة استنكار نتيجة مرورنا باللحظات الصعبة (مثل الرفض) عندما بدأنا في التفكير في أنفسنا على أننا «بالغون» أو «ناضجون».
عندما كنت تتعلم كيفية ركوب الدراجة في طفولتك، فمن المحتمل أنك سقطت مراراً وتكراراً قبل أن تتقن ركوبها. في كل مرة سقطت فيها عن دراجتك، هل أخذت وقتك في الاستياء لبضع ساعات أو أيام بسبب مقدار «الفشل» الذي واجهته؟ أشك بذلك.
بدلاً من ذلك؛ أراهن أنك وقفت، ونفضت الغبار عن نفسك، وحاولت مرةً أخرى، وفي هذه المحاولة الجديدة، كان لديك وعي إضافي بخبرة أكبر؛ وهو الذي مكنّك أخيراً من ركوب الدراجة بعد تكرار المحاولات.
الآن نادراً ما تسقط من دراجتك؛ ولكن هذا ليس لأنك أصبحت ماهراً بشكلٍ خاص؛ بل لأنك مررت بفترة التعلّم اللازمة لتكون قادراً على الركوب بإتقان.
الوقوف مجدداً
بالمثل، فإن كل لحظة في الحياة تقوم فيها بمبادرة اجتماعية غير متبادلة هي بمثابة سقطة أخرى من دراجتك، تعلّمك المزيد عن كيفية الوصول بسرعة وبراعة نحو القبول الاجتماعي.
أفكار مثل: «أنا فاشل للغاية. لو أنني كنت أكثر جاذبية لكانوا يرغبون في مقابلتي»، والأفكار الأخرى التي تكون قاسياً فيها على نفسك بعد الرفض هي اختيارية تماماً؛ ولكن من ناحية أخرى، فمن الضروري معرفة سبب عدم تقبّل مبادراتك الاجتماعية بشكلٍ جيد.
بالطبع هذا يصحّ إذا كان هناك أي درس منطقي يمكن تعلّمه من التجربة؛ ولكن ليس هذا هو الحال دائماً. عندما نختبر الرفض الاجتماعي، فأحياناً يكون أعظم درس ممكن هو تذكّر رد «أبراهام لنكولن» عندما سُئل ذات مرة عن رأيه في إحدى الكتب: «الأشخاص الذين يحبون هذا النوع من الأشياء سيجدون أن هذا النوع من الأشياء مفضّل لديهم».
الحقيقة الصارخة هي: الأشخاص الذين يحبونك يحبّونك لأنك من النمط الذي يعجبهم، والأشخاص الذين لا يحبونك لا يحبونك لأنك لست من النمط الذي يعجبهم؛ هكذا ببساطة.
إذا غيّرت نفسك لتلائم تفضيلات الآخرين، فإنك بلا شكّ ستفقد هويّتك التي تحبّها على الرغم من أنه ستكون لديك فرصة -ولكن ليست مؤكّدة- في أن تصبح من النمط الذي يحبّه الآخرين. نظراً لأنك ستكون صديق نفسك لفترة أطول بكثير منهم، فلا أنصحك بخوض هذه المخاطرة.
لديك دائماً خيارات مختلفة
يمكنك اتخاذ القرار الذي يغيّر حياتك؛ والمتمثّل في ربط الرفض الذي تتعرض له في حياتك بفكرة أدعوها في كتابي «الخيار التالي»، بدلاً من «يجب أن أكون قاسياً على نفسي مجدداً».
عندما يكون هناك خبرة حقيقية يمكن استقاؤها من الرفض الاجتماعي (على سبيل المثال؛ إذا اتصلت بشخص ما في غضون ساعات من مقابلته، أو إذا اتصلت به عدة مرات بدلاً من إعطائه الفرصة لمعاودة مكالمتك في الوقت الذي يناسبه)، يمكنك النظر إلى هذه التجربة على أنها خطوة أساسية في رحلتك للوصول إلى التقبّل والتقدير ضمن العلاقات العميقة والمستدامة والمليئة بالعواطف التي أتحدّث عنها في مقرري الدراسي الجديد «التعامل مع الوحدة».
كل موقف مختلف، وارتكاب الأخطاء لا يُعتبر فشلاً ولا حتى خطأً ما لم نكرره أكثر من مرّة، ومع ذلك، فنادراً ما نرتكب نفس الخطأ مرة ثانية لأنه -كما كتب الفيلسوف اليوناني «هيراكليتس»-: «التجارب لا تتكرر نفسها تماماً أكثر من مرّة».
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.
- هذا هو الجزء الخامس من سلسلة من 7 أجزاء حول علاقتنا مع الآخرين، يمكنك قراءة الأجزاء الأخرى من هنا:
- الجزء الأول: تعلّم دروس صعبة حول تقبّل الرفض من قبل الآخرين.
- الجزء الثاني: كيفية التأقلم مع البعد عن الآخرين.
- الجزء الثالث: دليلك لتحقيق توازن صحّي في علاقتك بالآخرين.
- الجزء الرابع: دليلك للتعامل مع البعد الاجتماعي عن الآخرين