اليوم العالمي للسرطان: المكافحة مستمرة رغم الأرقام المزعجة

2 دقائق

اليوم الثلاثاء الرابع من فبراير/شباط؛ يحتفل العالم؛ باليوم العالمي لمكافحة السرطان، وأطلق الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان حملة عالمية بعنوان «هذا أنا، وهذا ما سأفعل»  ولمدة 3 سنوات؛ وبهدف تمكين الجميع للأخذ على عاتقهم الحد من وقع مرض السرطان على مستوى الفرد والمجتمع و العالم بأسره.

الأرقام تطارد الأصحاء قبل المرضى

قدرت الوكالة الدولية لبحوث السرطان في عام 2018 ارتفاع العبء العالمي للسرطان إلى 18.1 مليون حالة جديدة و 9.6 مليون حالة وفاة. ويصاب واحد من كل خمسة رجال وامرأة واحدة من كل ست نساء حول العالم بمرض السرطان خلال حياتهم؛ و كما قدرت الوكالة وفاة رجل واحد من كل ثمانية رجال مصابين بمرض السرطان،  وفاة امرأة واحدة من كل إحدى عشرة امرأة مصابة بالمرض. عالمياً هناك ما يقدر بنحو 44 مليون شخص على قيد الحياة في غضون 5 سنوات من تشخيص السرطان ، ويسمى معدل البقاء على الحياة لخمس سنوات.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن السرطان هو السبب الرئيسي الأول أو الثاني للموت السابق لأوانه؛ أي في سن 30- 69 سنة؛ في 134 من 183 دولة ، والسبب الثالث أو الرابع في 45 إضافية. أما في منطقة الشرق الأوسط فتعتبر واحدة من أكثر المناطق تأثراً في العالم بهذا الوباء، ويُعد السرطان في المملكة الأردنية الهاشمية السبب الرئيسي الثاني للوفاة؛ وفقاً لسجل السرطان الأردني.

تأمل منظمة الصحة العالمية في تكثيف خدمات السرطان في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وحذرت المنظمة من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية لتلك البلدان، فسوف يشهد العالم زيادة بنسبة 60٪ في حالات السرطان على مدى العقدين المقبلين. ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى أن هذه البلدان اضطرت إلى تركيز الموارد الصحية المحدودة على مكافحة الأمراض المعدية وتحسين صحة الأم والطفل، في حين أن تلك الخدمات الصحية غير مجهزة للوقاية من السرطان وتشخيصه وعلاجه.

لماذا لا نعمل على الوقاية؟

يمكن منع ما بين 30٪ و 50٪ من وفيات السرطان عن طريق تعديل أو تجنب عوامل الخطر الرئيسية، وتنفيذ استراتيجيات الوقاية القائمة على الأدلة، ويمكن أيضاً تخفيف عبء السرطان من خلال الاكتشاف المبكر للسرطان، ويمكن أن يساعد تعديل عوامل الخطر الرئيسية التالية أو تجنبها في الوقاية من السرطان.

تمثلت طرق الوقاية التي حددتها منظمة الصحة العالمية في تجنب استخدام التبغ، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحد من تعاطي الكحول، والحصول على تطعيم ضد التهاب الكبد «B»، وفيروس الورم الحُلَيمِي البشري «HPV»، تقليل التعرض للأشعة فوق البنفسجية والإشعاعات المؤينة، وتجنب تلوث الهواء في المناطق الحضرية، الحصول على رعاية طبية منتظمة نظراً لأن بعض الالتهابات المزمنة هي أيضا عوامل الخطر للسرطان.

آمال مرتفعة في العقد الجديد

تعمل تقنية كريسبر كمقصات لقطع الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين (DNA)

في العام المنصرم؛ أعلنت  جامعة بنسلفانيا الأميركية عن البدء في علاج شخصين مصابين بالسرطان؛ باستخدام تقنية التعديل الجيني «كريسبر» وهي المرة الاولى التي يستخدم فيها كريسبر لعلاج السرطان، وتهدف التجربة إلى استخدام الخلايا المناعية الخاصة بكل مريض منهما؛ وتُعرَف بالخلايا التائية «T-cells»، ثم تعديلها وراثياً باستخدام كريسبر لجعلها أكثر كفاءة؛ لتقاوم  أنواع الخلايا السرطانية، ثم إعادتها إلى المريض مرة أخرى.

 جاءت النتائج الأولية على المريضين مُبشِّرة. وحتى الآن، لم يُبلَّغ عن آثار جانبية خطيرة، ولا يزال هذا العلاج قيد التجربة، لكن السلطات الأميركية المختصة منحت الجامعة الموافقة على إجراء التجربة على 18 مريض آخر بالسرطان، لم تفلح معهم العلاجات التقليدية.

الجدير بالذكر أن كريسبر نجح في علاج أمراض نادرة كالعمي الوراثي، لكن استخدامه لعلاج السرطان كان الأول من نوعه، ولكن يأمل المجتمع العلمي في نجاح تجربة جامعة بنسلفانيا الأميركية، وعلى أمل إيجاد علاج دائم لأنواع السرطان المختلفة.

المحتوى محمي