غالباً ما توصف السجائر الإلكترونية بأنها وسيلةٌ رائعة للتوقف عن التدخين، ولكنها سرعان ما زاد استهلاكها لتصبح منتج تدخين التبغ الأكثر استهلاكاً بين المراهقين في الولايات المتحدة الأميركية؛ بما في ذلك العديد من الشباب الذين لم يدخنوا السجائر التقليدية سابقاً. هذا الاتجاه نحو الاستهلاك المتزايد للسجائر الالكترونية يبدو مقلقاً، نظراً لقلة معرفتنا بآثارها على الصحة، ونحن الآن نواجه العواقب؛ حيث يُصاب المراهقين فجأة بمرض الرئة الغامض، ويبدو أنه مرتبط بتدخينها.
وقد توفي أكثر من 3 أشخاص، بالإضافة إلى 450 حالة مرضية يُحتمل أنها مرتبطة بها منذ يوم الجمعة 30 أغسطس/ آب الماضي، الأمر الذي دفع مركز السيطرة على الأمراض إلى إصدار توصية بضرورة التوقف عن تدخينها كُلياً حتى يتم التأكد من تسببها بهذا المرض الغامض، والتحقق من الأمر.
وفي وقتٍ سابق، حدد مسؤولو الصحة في ولاية نيويورك -الذين كانوا يحققون في 34 حالة أبلغ عنها الأطباء في المنطقة- وجود سبب محتمل يقف وراء المرض التنفسي الغامض، حيث شملت الحوادث التي وقعت في الولاية أفراداً يستخدمون منتجاً يحتوي على القنب (الحشيش). وتبين أيضاً، بعد إجراء الاختبارات على هذه المنتجات، أنها كانت تحوي كميات عالية من أسيتات (خلّات) فيتامين «E»، وذلك وفقاً لبيانٍ رسمي صدر عن دائرة الصحة في نيويورك. غالباً ما يستخدم هذا الشكل من الفيتامين في منتجات التجميل، نظراً لأنه يتمتع بعمرٍ افتراضي طويل. وعلى الرغم من أن الدراسات تشير إلى أن استهلاك خلات فيتامين «E» آمن للاستخدام الخارجي، وحتى بابتلاعه عن طريق الفم، لكن لا توجد توصيات أو ما يشير إلى أنّ استنشاق أبخرته آمن.
لم يتم إدراج فيتامين «E» أو أحد مشتقّاته كمكونٍ معتمد في منتجات الماريجوانا والحشيش الطبية، لكن التحقيقات التي أُجريت في الحوادث الـ 34 التي أُبلغ عنها في نيويورك؛ أظهرت استخدام منتجات مُقلّدة، حسب المسؤولين. وفي الواقع، فاستخدام القنب غير شرعي في ولاية نيويورك، لذلك فإن شراء أيّ من زيوت القنب من خارج المراكز الطبية غير مضمون أو منظم بالمطلق.
ترتفع نسبة حالات الأمراض الرئوية الحادة المرتبطة بالسجائر الالكترونية في كل أرجاء البلاد بمرور الوقت، فقد أبلغت هيئة الصحة بولاية أوريغون في وقتٍ سابق عن أول حالة وفاة فيها (وهي الثانية على مستوى البلاد)، ناتجةٍ عن ضيق التنفس الحاد بعد استخدام أحد منتجات «الفيبينج»، وقد أكدّت ولاية إنديانا عن حالة الوفاة الثالثة، ويحقق مركز السيطرة على الأمراض في حالة الوفاة الرابعة. هناك الآن 450 حالةً مُحتملة أبلغ عنها في 33 ولاية قد تكون مرتبطةً بالفيبينج.
يتعين على الأطباء ومسؤولي الصحة إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد الآلية الدقيقة المسببة لهذا المرض التنفسي الغامض. يعتقد البعض أن العديد من المواد المُضافة إلى منتجات الفيبينج، قد تكون السبب وراء الحالة الالتهابية التي تصيب الرئتين. وقد قال أحد المسؤولين في منظمة الأغذية والأدوية الأميركية عبر وسائل الإعلام يوم الثلاثاء، 3 سبتمبر/ أيلول الماضي، أن المنظمة كانت تقوم بإجراء اختبارات على أكثر من 100 عينة من منتجات الفيبينج للتحقق من احتوائها على مركبات كيميائية معينة، وأنها لم تعثر في أيٍّ منها على هذه المركبات الكيميائية، بما فيها أسيتات فيتامين «E».
على الرغم من أن فيتامين «E» قد يكون بالفعل مادة مضافة خطيرة، إلا أنه من السابق لأوانه افتراض أن المنتجات غير القانونية التي تحتوي على هذه المادة، هي وحدها من يقف وراء انتشار المرض. وبالنظر إلى المواد المحتمل أنها قد تتسبب بهذا المرض الغامض، فمن الممكن أن تكون بعض المنتجات القانونية خطرة الاستخدام أيضاً.
ينبغي على أي شخص يدخن السجائر الإلكترونية والذي تظهر عليه أعراض مثل؛ ضيق التنفس والسعال الحاد، ألم في الصدر وحتى الحمى والغثيان أو القيء، مراجعة الطبيب فوراً أو أي مركزٍ صحي، خاصةً إذا عانوا من ألم في الصدر أثناء التدخين في الأسابيع الأخيرة. وبحسب مركز السيطرة على الأمراض، لا يستحق الأمر المخاطرة، والتوقف عن تدخين السجائر الإلكترونية ضروري، حتى نتوصل إلى أدلة دامغة.
تقول «دانا مياني ديلمان» من مركز السيطرة على الأمراض: ينبغي التوقف عن تدخين منتجات السجائر الإلكترونية، حتى ننتهي من التحقيق».