هذا مشهد مألوف نراه في كل ملعب، والد يحتضن طفله الصغير وهما على قمة الزلاقة قبل أن يهبطا معاَ، مشهد سعيد يجعل الطفل يصيح فرحاَ.
غالباً ما يحتضن الوالدان أبناءهم لأن الزلاقة تبدو خطرة على الأطفال الصغار حديثي العهد بمسألة التوافق الحركي، فهم أقل عرضة للسقوط من مثل هذه الارتفاعات إذا كانوا في قبضة أحد ذويهم. وقد تصل درجة حرارة الزلاقة في يوم صيفي قائظ إلى 93 درجة مئوية، لذلك من الأفضل أن تتحمل مؤخرة الأبوين وطأة الاحتراق بدلاً من بشرة أطفالهم الحساسة. لكن بحسب بحث تم تقديمه في سبتمبر 2017 في مؤتمر ومعرض الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، فإن المشكلة تكمن في أن الوالدين يجعلان الزلاقات أكثر خطورة على أطفالهم.
وقد وجدت هذه الدراسة التي أشرف عليها تشارلز جينيسين، الأستاذ السريري وأخصائي طب طوارئ الأطفال في كلية الطب بجامعة أيوا كارفر، أن وضع الأطفال (خاصة الرضّع والأطفال في مرحلة الحبو) في أحضان البالغين يزيد من مخاطر إصابة الساق، بما في ذلك كسر العظام.
يقول جينيسين: "لقد رأيت الكثير من هذه الإصابات خلال حياتي المهنية، ولم أر أي شخص يتحدث عن هذه المسألة".
لذلك قام جينيسين بجولة على النظام الوطني الإلكتروني لمراقبة الإصابات، الذي يجمع بيانات الإصابة من أقسام الطوارئ في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وجد هو وزملاؤه أن ما يقدر بنحو 352,698 طفلاً دون سن السادسة تعرضوا لإصابات على الزلاقات في الولايات المتحدة من عام 2002 إلى عام 2015. وكانت الإصابات أكثر شيوعاً بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12-23 شهراً، وكانت الإصابات الأكثر شيوعاً (36 في المائة منها) كسوراً في الساق.
ولتحليل هذه البيانات، قام الباحثون بالنظر في التعليقات المرفقة (وهي الملاحظات التي تذكر الحادث الذي أدى إلى الإصابة) من 600 حالة، وكان 94 في المائة منها تتعلق بإصابات الساق. وهذا أمر مهم، لأن القضية ليست كيف أن سقوط الطفل من الزلاقة منفرداً سيؤدي عادة إلى الإصابة. فإذا سقط الطفل أثناء تسلق سلم الزلاقة، فسيؤذي -على الأرجح- رأسه أو وجهه، أو ذراعيه إذا أدى السقوط إلى حدوث كسر. وإذا حدثت الإصابة أثناء الانزلاق، فإن اليدين والوجه تبقى هي أكثر المواضع المنطقية للإصابة. والطفل الذي يهوي من نهاية الزلاقة (أو يسقط على الحافة الجانبية وسط الزلاقة، إذا كان سيئ الحظ) سيبقى الأرجح أنه سيسقط على رأسه أو ذراعيه.
وتشير حقيقةُ أن الكثير من الأطفال يتعرضون للإصابة في الساق، وأن هذه الإصابات تقل كلما زاد عمر الأطفال، إلى وجود أمر آخر يلعب دوراً في هذه القضية. يقول جينيسين: "إذا نظرنا إلى الأطفال بعمر شهر إلى 11 شهراً، فإن 82 في المائة من إصاباتهم كانت في أطرافهم السفلية. أما الأطفال بعمر 12 إلى 18 شهراً، فكانت نسبة إصاباتهم في الأطراف السفلية 67.5 في المائة". وتنخفض هذه النسبة إلى 30 في المائة عند الأطفال بعمر سنتين، وإلى 15 في المائة عند الأطفال بعمر ثلاث سنوات.
ويعتقد جينيسن أن الطريقة الأكثر احتمالاً لإصابة ساقي الطفل على الزلاقة هي القبض على قدميه على طول الحافة. ويحدث هذا أيضاً عندما يقوم الأطفال باستخدام الزلاقة بأنفسهم، ولكن عندما يفعلون ذلك بمفردهم، فإنهم لا ينزلقون بسرعة كافية ولا يحملون كتلة جسم كافية تسبب لهم الأذى، لكن عندما يجلسون محتضنين شخص بالغ ويتم حجز أرجلهم، فإنهم يحصلون على القوة الدافعة لجسم الشخص البالغ والتي تلوي سيقانهم الصغيرة نحو الخلف.
يقول جينيسين: "نعتقد أن الكثير من إصابات الأطراف السفلية هي بسبب أن الطفل كان جالساَ محتضناَ أحد والديه. لسنا متأكدين من ذلك، لأن التعليقات المدونة حول سبب الحادث لا تشير إلى ذلك، لكن من خلال تجربتي، ومن خلال البيانات التي تشير إلى ذلك، فنحن نعتقد أن كل هذه الإصابات تقريباً كانت لأطفال كانوا في أحضان ذويهم".
ولا يجادل جينيسين في أنه لا ينبغي أن تستخدم الزلاقة مع طفلك، وهو يعترف بأن الأمر ممتع وأنه فعل ذلك مع أطفاله، ولكنه يعتقد أن البالغين يجب أن يكونوا على بينة من المخاطر.
يقول جينيسين: "الأمر الأكثر أماناً هو عدم استخدام الزلاقة مع طفل رضيع أو طفل يحبو وأنت تحتضنه، لكن إذا فعل الآباء ذلك، فهم بحاجة إلى توخي أشد الحذر. أنت بحاجة حقاً للتأكد من أنك تراقب وتتحكم بالطرفين السفليين لطفلك بحيث لا يتم حجزهما على حافة الزلاقة".