ثلاث خرافات شائعة حول الزكام يجب عليك أن تتوقف عن نشرها

2 دقائق
ما الذي يعدّ فعّالاً وما الذي يعدّ غير فعّال في الوقاية من الزكام أو الإنفلونزا هذا الشتاء؟

يريد الآباء الأفضل لأطفالهم، ولكن الحكايات التي ترويها الزوجات المسنّات قد تعترض طريقهم. إذ أظهر استطلاع جديد للرأي شمل 1100 مشارك من الأمهات والآباء في مستشفى سي إس مُت للأطفال بجامعة ميشيغان بأن سبعة من كل 10 من أولياء الأمور يعتمدون على "الاستراتيجيات الشعبية" لوقاية أطفالهم خلال موسم الزكام والإنفلونزا.

وفيما يلي توضيح لثلاثة من أكثر الخرافات الصحية شيوعاً:

خطأ: لا يجب عليك أن تخرج من البيت وشعرك مبلّل

ينتشر المرض عن طريق انتقال الفيروسات والبكتيريا (وأحياناً الفطريات، ولكن ليس لها علاقة في الحقيقة بموسم الزكام والإنفلونزا). تكون بعض العوامل المُعدية أكثر نشاطاً في درجات الحرارة المنخفضة. فالفيروس الأنفي على سبيل المثال، يفضّل التجويف الأنفي عند الإنسان، ويعود ذلك جزئياً إلى أنه عادةً ما يكون أكثر برودة من باقي أنحاء الجسم ببضع درجات. ولكن الأمر يتعلّق فعلاً بالتعرّض للجراثيم والفيروسات المناسبة، على الرغم مما يخشاه 52% من الآباء والأمهات في استطلاع مستشفى مُت. يمكنك أن تُصاب بالزكام في شهر يوليو في الصحراء الكبرى عند وجود الفيروس المناسب، ويمكنك أن تجتاز فصل الشتاء بشعر مبلّل في القطب الشمالي دون أن تصاب بالزكام إذا قمت بالابتعاد عن الجراثيم والفيروسات السيئة.

خطأ: هناك بيئة خالية من الزكام، ولكن عليك أن تعثر عليها

يبدو أن الآباء والأمهات منقسمون حول المكان الذي يجب على أطفالهم قضاء موسم الزكام فيه. فمن شأن 48% منهم أن يُبقوا أطفالهم داخل المنازل للحدّ من انتشار الجراثيم والفيروسات الموسمية، في حين أن 23% منهم يشجعون أطفالهم على الخروج من المنزل للسبب نفسه. وهذا يعتمد على نفس المنطق الخاطئ الذي تنطوي عليه خرافة الشعر المبلّل. ولكن الأبحاث راسخة: فلا يتعلق الأمر بمكانك، بل يتعلق بما تفعله. إذ يمكن أن يؤدي عطاس الشخص المصاب إلى انتشار المرض، سواء كنت في داخل المنزل أو خارجه.

خطأ: تناول الفيتامينات المتعددة يمنع الإصابة بالزكام

أظهر استطلاع مُت أيضاً بأن 51% من الآباء والأمهات يستخدمون الأدوية التي تباع بدون وصفة طبية على أمل الوقاية من الإصابة بالزكام. وكانت الفيتامينات المتعددة إحدى أكثر الأدوية التي يتم شراؤها شعبيةً. والمشكلة الوحيدة هي أنه لا يوجد سوى القليل من الأدلة على فعالية مثل هذه الحبوب.

وتعدّ فعالية الفيتامينات هي الأفضل عند تناولها كجزء من نظام غذائي متوازن. معظم المكملات الغذائية باهظة الثمن وتخرج مع البول. ولم يثبت أن فيتامين سي والزنك (اللذيْن كانا يتمتعان بشعبية كبيرة بين الآباء والأمهات الذين تم استطلاع آرائهم) يمنعان الإصابة بالزكام، على الرغم من أن أقراص أو شرابات الزنك قد تساعد في علاج العدوى التي تعاني منها بالفعل.

وحذر المؤلفون بقولهم: "من المهم أن يتذكّر الآباء والأمهات بأن المكملات الغذائية والفيتامينات لا تخضع للتنظيم من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية وأن فعالية هذه المنتجات لا تحتاج إلى إثبات ليتم بيعها".

إذن، ما الذي يعدّ فعّالاً؟

كتب مؤلفو الدراسة بأن بعض الاستراتيجيات الشعبية في استطلاع مُت "انتقلت من جيل إلى جيل. ومن المرجح أنها بدأت قبل أن يدرك الناس بأن الجراثيم والفيروسات هي السبب الحقيقي لبعض الأمراض مثل الزكام. ونتيجة لذلك، جرّبت العائلات القيام بالكثير من الأشياء للحفاظ على صحتها قدر الإمكان." وكان بعض هذه الطرق فعالاً على الأغلب. فالعسل على سبيل المثال، هو علاج شعبي شائع، ويمتلك بالفعل خصائص مضادة للميكروبات ويمكنه تخفيف احتقان الأغشية المخاطية، ناهيك عن تأثيره الوهمي القوي، ولكن الكثير من تأثيراته ليست وهمية.

لحسن الحظ، قدّمت الأدلة العلمية بعض الاستراتيجيات الأخرى القوية للوقاية من الزكام. فوفقاً للمؤلفين: "يتعلق أهم هذه الأمور بالنظافة". ومن بين الآباء والأمهات الذين شملهم الاستطلاع، يشجع 99% منهم أطفالهم على غسل أيديهم بشكل متكرر. وبالمثل، يعلّم 94% منهم أطفالهم على إبقاء أيديهم بعيدة عن الفم والأنف، وتشجّع النسبة نفسها أطفالها على استخدام أوانيهم ومشروباتهم لوحدهم دون مشاركتها مع الآخرين. وأخيراً وليس آخراً، يحدّ 87٪ من الآباء والأمهات من تواصل أطفالهم مع الأشخاص المصابين بالفعل.

لذلك دع أطفالك يركضون بشعرهم المبلّل كما يشاؤون، وما عليك إلا أن تتأكد من غسلهم لأيديهم عندما ينتهون. وإذا كنت ترغب في تجنب الإصابة بالإنفلونزا، فلم يفت الأوان للحصول على اللقاح.

المحتوى محمي