جراحو المستقبل قد يستخدمون إفرازات البزاقة الاصطناعية كضماد

2 دقائق
المادة أثناء التصاقها بقلب الحيوان (الشكل الدودي هو مجرد تقدير للبزاقة التي بدأ منها هذا الأمر برمّته)

في حين أن هناك بعض الحالات الطبية التي يكون الضماد فيها جيداً بما يكفي لإغلاق الجروح، إلا أن الأمر هنا ليس كذلك. ففي بعض الأحيان، لا تكون أفضل النوايا والجهود كافية، واسأل الخبراء المتخصصين بإفرازات البزاقة عن ذلك.

هذا صحيح: إفرازات البزاقة. فعندما يتم تهديد البزاقة من نوع أريون دوسكي، فإنها تفرز المخاط الذي يجعل من الأقرب للمستحيل إزاحة هذه الرخويات من مكانها. ولا يعدّ هذا الأمر جيداً بالنسبة للحيوانات المفترسة الجائعة، ولكنه يقدّم للباحثين في مجال الطب الحيوي فرصة رائعة.

ففي دراسة نشرت يوم الخميس 27 يوليو في مجلة سيانس، أظهر الباحثون كيف يمكن لمادة لاصقة قوية وجديدة مستوحاة من مخاط البزاقة أن تعمل حتى في الحالات غير الجافة المليئة بالدم.

ويعمل مخاط البزاقة لأنه يحتوي على جسيمات ذات شحنة موجبة تساعد على التصاقه بأي سطح تزحف عليه البزاقة. لذلك قام الباحثون بإعداد هلام مصنوع بشكل رئيسي من الماء – هلام مائي - بخصائص مماثلة. وتلتصق المادة اللاصقة الناتجة بالسطح من خلال ثلاث طرق. أولاً، من خلال الجسيمات ذات الشحنة الموجبة والتي تلتصق بالسطح كما يلتصق الجورب بالقميص عند إخراجه من آلة التجفيف. كما أنها تشكل روابط ضعيفة مع الذرات على السطح المطلوب، وتقوم بتزليق طريقها إلى كل مكان، لتصبح متشابكة جسدياً مع الأشياء الملتصقة بها.

ومن الخلال جمعها مع قالب فائق التمدد، كانت النتيجة مادة لاصقة مرنة وقوية تلتصق حتى بالأسطح الرطبة، مثل القلب الذي يخضع لعملية جراحية. واختبر الباحثون الهلام على قلوب الحيوانات، حيث صمدت المادة اللاصقة بشكل مماثل أو أفضل من أي شيء آخر موجود في الأسواق، كما تبين أيضاً بأنها غير سامة، وهي ميزة لا يمكن لبعض البدائل مجاراتها.

ويقول جيانيو لي، المؤلف المشارك في هذه المقالة البحثية: "إن ذلك يمثل تحدياً طويل الأمد في مجالي المواد والطب الحيوي. فكيف يمكننا تشكيل التصاق قوي وفعال على الأسطح البيولوجية؟ خصوصاً أن هناك دم وغيره من السوائل الجسدية في جسم الإنسان، إذ تبين أن تشكيل التصاقات على تلك الأسطح صعب للغاية."

ولا يعدّ هؤلاء أول الباحثين الذين توجهوا إلى الحيوانات للحصول على أفكار لمواد لاصقة. فقد ساعد بلح البحر في إعداد مواد لاصقة مماثلة، بما فيها بعض المواد التي تعمل تحت الماء. وقام فريق آخر بالجمع بين إمكانيات حيوان البرص وبلح البحر لإعداد ضماد أفضل. بل يتم العمل على لاصق يرتكز على العظام والذي تم استيحاء فكرته من دودة تحت الماء.

ويقول لي بأن المادة اللاصقة - في شكلها الحالي القابل للتمدد - مناسبة تماماً للعمل على الأعضاء الحيوية مثل القلب والرئتين، والتي تتحرك باستمرار طوال اليوم. ونظراً لأن اللاصق يمكن أن يمتد دون أن يخسر قوته، فيمكن استخدامه لتصحيح الثقوب في الأعضاء، مع الحفاظ على مكان الدم أو الهواء بأمان. كما يمكن استخدامه لربط بعض الأجهزة مثل جهاز تنظيم ضربات القلب أثناء تنظيمه لحركة القلب.

وقد ثبت هذا فقط على الحيوانات حتى الآن، وليس من المرجح أن يستخدم عند البشر لبعض الوقت. ولكن لي وزملاؤه يعملون على تطوير استخدامات أخرى لهذا الالتصاق القوي بشكل لا يصدق. ومع إجراء المزيد من الأبحاث، يعتقد لي بأن اللاصق يمكن استخدامه كطريقة لإعطاء الأدوية، وذلك عن طريق تحرير الأدوية بمعدل مضبوط في مكان معين داخل الجسم.

إنها حالة لزجة، ولكنها من النوع المثير. وليس علينا سوى أن نشكر البزاقات.

المحتوى محمي