تعتبر العلاقة بين الحيوانات والإنسان من العلاقات الأساسية في الطبيعة، حيث تشارك الحيوانات الإنسان هذا الكوكب، وتتنوع ما بين الحيوانات الأليفة التي يستفيد منها الإنسان، أو الحيوانات التي تدخل متطفلة إلى منزله أو منطقته. وبغض النظر عن قدرة الإنسان على السيطرة عليها، فالأمر لا يخلو من بعض الاحتكاك المباشر وغير المباشر مع الحيوانات من فترة لأخرى، مما قد يعرض الإنسان إلى عضاتها أو لسعاتها التي قد تكون سامة وقاتلة في بعض الأحيان.
لذا سنقدم لك هذا الدليل الملخص عن أشهر عضات الحيوانات ولسعات الحشرات، وكيف تتصرف بشكلٍ سليم للتعامل معها؟
1. عضة الحيوانات الأليفة (الكلاب والقطط)
برغم أن الكلاب من الحيوانات الأليفة، إلا أنها قد تعض في حال تعرضت للأذى، أو الخطر أو الاستفزاز، أو حتى على سبيل اللعب، وبحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 4 مليون ونصف شخص في الولايات المتحدة الأميركية يتعرضون للعض من قِبل الكلاب سنوياً، ومن 3 - 18% من الإصابات تعرضت لالتهابات، وتسببت هذه العضات في وفاة 15. بالطبع هذه النسب تزداد في الدول النامية، وتزداد معها نسبة الوفيات بسبب عضات الكلاب، وذلك بسبب شح وقلة الموارد الطبية، والإجراءات اللازمة لتفادي الالتهابات.
يتعرض الرجال لعضات الكلاب أكثر من النساء، أما عضات القطط فسجلت النساء أعلى معدلات، ولكن تعتبر عضة القطط أكثر خطورة بسبب أنيابها الدقيقة التي تترك جروحاً عميقة وصغيرة يصعب تعقيمها، وقد يلتئم الجرح على الجراثيم والبكتيريا والفيروسات بداخله، مما يسبب التهابات ومضاعفات خطيرة لاحقاً.
عن العلاج
بشكل عام، كلما تمت المعالجة بشكلٍ أسرع، كانت الأضرار أقل، وبالتالي أول إجراء يجب أن يكون هو غسل مكان العضة بالماء، وتطهيرها بشكلٍ جيد قدر الإمكان. وفي حال كان الحيوان حاصل على تطعيمات، يمكن إغلاق الجرح بشكل مبدأي. أما في حالة الاشتباه بإصابة الحيوان بداء السعار، فيجب الذهاب إلى المستشفى للحصول على مضادات الالتهاب اللازمة، ولقاح السعار، كما يجب إعطاء لقاح الكزاز للمصاب في حال عدم حصوله عليه مسبقاً، والتأكد من عدم وجود ورم أو كسر موجود. من الجدير بالذكر أن هذه الإجراءات تُتبع مع جميع عضات الحيوانات ذوات الدم الحار، حيث يمكن أن تصاب بهذا المرض، أو تنقله للإنسان.
2. عضات الأفاعي
بحسب منظمة الصحة العالمية، يتعرض أكثر من 5 مليون شخص سنوياً لعضات الأفاعي، وتكثف في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، والتي تصل بمعظمها لحالة الخطر والوفاة أيضاً. تصل معدلات الوفيات بسم الأفاعي في تلك المناطق سنوياً إلى 94000 - 125000 حالة، بخلاف الإصابات والمضاعفات الأخرى التي تحدث بسبب سوء الخدمات الطبية، وصعوبة الحصول على التطيعم اللازم.
تكثر عضات الأفاعي بشكلٍ عام في المناطق الريفية والنائية، كما تزداد بشكل واضح في الدول النامية التي لا تملك الحماية اللازمة في المنازل والمزارع. وما يزيد الطين بلة؛ هو ضعف الوعي الاجتماعي فيما يتعلق بإسعاف الحالات المشابهة، حيث يقوم الناس عادةً بيشق الجرح وامتصاص الدم الملوث من الجرح. هذا التصرف يزيد من سوء الحالة، وقد يصيب الشخص المسعف بأمراض أو تسمم إذا كان لديه قروح في فمه.
عن العلاج
يجب معرفة أنه من الضروري تجنب مواطن الأفاعي في الأعشاب الطويلة أو المناطق الرطبة، كما يفضل ارتداء الأحذية الجلدية الطويلة في تلك المناطق، وفي حال التعرض للعض؛ يجب التوقف عن تحريك العضو المصاب، وخفضه لمستوى من مستوى القلب لتبطيئ سرعة وصول السم إلى القلب، وتطبيق ضغط قوي ليعيق مرور الدم إلى القلب قدر الإمكان، ومن ثم نقل المصاب إلى المشفى لإعطائه المضاد المناسب للسم الذي تعرض له.
3. لدغات الحشرات
عادة ما تكون لدغات الحشرات دفاعاً عن نفسها، أو عن مستعمراتها عند التعرض للهجوم، أغلب لدغات الحشرات ينجم عنها احمرار وتورم في المنطقة؛ يختلف حجمها حسب نوع الحشرة، بالإضافة إلى ألم مرافق يختلف شدته باختلاف اللدغة، كما قد يترافق معها بعض الدوار والتعب.
تكمن خطورة لدغة الحشرة في الأمراض التي قد تنقلها لجسم الإنسان، مثل البعوض الذي ينقل العديد من الأمراض مثل الملاريا، حمى الضنك، وغيرها. لذا يجب تعقيمها مباشرة، واللجوء إلى العناية الطبية في حال الشك بوجود أي أعراض غريبة.
بالنسبة للسعات النحل والدبابير فيختلف إسعافها، ولكن الخطر الأساسي في حال كان المصاب لديه حساسية تجاه اللسعات، فهنا يجب الذهاب فوراً إلى المستشفى. وبشكلٍ عام؛ يجب إزالة أي بقايا من اللسعة في الجسم، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق «الكشط» بأي أداة غير حادة، مثل الكروت البلاستيكية، ومن ثم تعقيم مكان اللسعة، وتبريد المنطقة بالثلج (يجب ألا يطبّق بشكلٍ مباشر على الجلد حتى لا يسبب أي حروق).
4. العقارب
تعتبر لدغة العقارب أقل خطورة مما هو شائع، حيث أن هناك 30 نوعاً من العقارب التي تملك سماً خطيراً من أصل 1500 نوع من أنواع العقارب، بالتالي تعتبر النسبة ضئيلة في إحداث وفيات بسبب لدغات العقارب، إلا أنها بطبيعة الحال تزداد في البلدان النامية والتي تفتقر إلى العلاج الصحي الكافي واللازم.
بشكلٍ عام تظهر أعراض لدغة العقرب في محيط مكان الإصابة، حيث تكون مؤلمة بشدة ومتورمة وإحساس بالخدر حول المكان، قد تزداد الأعراض في بعض الحالات إلى تشنجات وصعوبة في التنفس وتعرق زائد. في بعض الحالات الخطيرة، وهي الحساسية من اللدغة، فهنا يحتاج المصاب إلى مضاد حساسية بشكلٍ سريع وبإشراف طبي. وبشكلٍ عام يفضل استشارة الطبيب في حال تجاوز الأعراض عن حدها لفترة طويلة.
وختاماً يمكن القول أن أي هجوم من الحيوانات أو الحشرات فهو بمثابة غريزة البقاء والدفاع عن النفس، لذا يجب تجنب استفزازها وأذيتها أو تخريب مواطنها دون مبرر، وخاصة عندما تكون في جماعتها كخلايا النحل والدبابير، أو عندما تكون مع صغارها مثل الكلاب والقطط.