دليل مرضى السكري لصيام صحي خال من التعب

3 دقائق

الصيام من الممارسات الروحية المهمة، لكن عندما تكون مصاباً بمرض السكري، يغدو الأمر تحدياً كبيراً. فمن الممكن أن تتعرض إلى الكثير من المخاطر والمضاعفات. لهذا نقدم إليك أبرز النصائح من أجل صيام صحي وسليم.

عندما نصوم تبدأ أجسادنا بعد مضي قرابة 8 ساعات، في استخدام الجلوكوز المخزن كمصدر للطاقة، وهي عملية تحدث بطريقة طبيعية عند معظم الناس، لكن إذا كنت تعاني من السكري، فجسدك لن يتمكن من استخدام الجلوكوز، ما يعرضك لعدد من المخاطر كالآتي:

1.نقص السكر في الدم

يزيد الصيام من خطورة انخفاض السكر في الدم بنحو 4.7 مرة لدى المصابين بالسكري من النوع الأول، وترتفع هذه النسبة لدى مرضى النوع الثاني لتصل إلى 7.5 ضعف. وقد يعزى ذلك إلى عدد ساعات الصيام الطويل، أو عدم تناول وجبة السحور، أو عدم تعديل جرعات الدواء وتوقيتها.

2.ارتفاع السكر في الدم

يزداد خطر ارتفاع سكر الدم الحاد بمقدار 3.2 ضعفاً لدى مرضى السكري من النوع الأول، و5 مرات لدى مرضى السكري من النوع الثاني. يعود ذلك إلى عدم التحكم في النظام الغذائي خلال وجبة الإفطار، وعدم تناول جرعات الأدوية المقررة للخوف من هبوط مستوى السكر في الدم.

3. الحماض الكيتوني السكري

هي مضاعفات خطيرة تحدث لمرضى السكري عندما يبدأ الجسم في إنتاج مستويات عالية من أحماض الدم تسمى «الكيتونات». تحدث هذه المضاعفات نتيجة عدم التحكم في النظام الغذائي خلال وجبة الإفطار، والتقليل المفرط في جرعة الإنسولين بسبب الخوف من نقص السكر في الدم، والإجهاد الحاد والمرض أو العدوى أثناء الصيام.

4. الجفاف

قد تؤدي ساعات الصيام الطويلة إلى إصابة المرضى بالجفاف بسبب التعرق وإدرار البول، وقد يشعر المريض بالدوار والتشتت وقد يفقد الوعي، وتكمن خطورة الجفاف في أنه يزيد من مشكلة تخثر الدم.

إذا كانت لديك مضاعفات مرتبطة بمرض السكري، مثل ضعف البصر أو أمراض القلب أو الكلى، فإن خطر تفاقمها كبير جداً، وعليك التفكير بجدية في عدم الصيام.

الصيام ممكن لكن بشروط

قد يواجه مريض السكري تقلبات كبيرة في مستويات الجلوكوز في الدم، فنمط الأكل في رمضان مختلف ولا توجد سوى وجبتين؛ ما يجعل الفجوة بينهما كبيرة بجانب الكميات الكبيرة من الطعام. لذا يجب على مرضى السكر اتباع النصائح التالية:

  1. تناول وجبة السحور قبل آذان الفجر مباشرة لضمان استقرار مستويات الطاقة، وزيادة السكر في الدم خلال الصيام.

 

  1. تناول الخضروات والفواكه والزبادي والسلطة خلال وجبات الإفطار والسحور.
  2. تناول كميات صغيرة من الطعام على الإفطار، وابتعد عن الأطعمة المقلية، وتجنب المشروبات الغازية، أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة التي يمكن أن تصيبك بالجفاف، واشرب كمية وفيرة من الماء بين الإفطار والسحور.
  3. تجنب استخدام السكر عند التحلية، واستخدم المحليات الاصطناعية عند الحاجة فقط.
  4. يجب على مرضى السكر الحفاظ على غذاء متوازن، فينصح بتناول وجبات تحتوي على سكريات معقدة وقت السحور، وتناول أطعمة ذات سكريات بسيطة وقت الإفطار. كما ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف والقليلة في السكر، وتجنب الدهون المشبعة وشرب كثير من السوائل لتجنب الجفاف.
  5. اختر اللحوم الخالية من الدهون لتخفيض كمية الدهون المشبعة في طعامك، ويمكنك تناول البروتينات النباتية، مثل العدس والفول فهي مصادر بروتينية قليلة الدهون.
  6. تجنب الأطعمة المالحة، مثل المخللات والمكسرات المملحة والصلصات مثل صلصة الصويا.

  1. يمكن ممارسة النشاط البدني الطبيعي، لكن تجنب الإفراط خاصة في الساعات القليلة التي تسبق الإفطار خوفاً من نقص السكر في الدم، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى التعرق والجوع والرعشة وخفقان القلب، وحتى لا تتفاقم الأعراض التي تشمل الارتباك والسلوكيات غير العقلانية.

فإذا كان مستوى السكر أقل من 4 مللي مول/لتر يجب أخذ العلاج فوراً، كذلك يجب الإفطار إذا تجاوزت نسبة السكر في الدم 16 مللي مول/لتر أو شعرت بالعطش أو التعب الشديد. لذا يجب تفقد مستويات السكر في الدم أكثر من المعتاد، والمتابعة مع الطبيب المختص بشكلٍ مستمر.

  1. تناول تمرة أو اثنتين فقط على الإفطار؛ نظراً لاحتوائها على نسبة مرتفعة من السكر.
  2. تحدث إلى طبيبك بشأن جرعات الإنسولين والدواء، ولا تتوقف عن تعاطي الإنسولين، واسترح قدر الإمكان خلال نهار الصيام لتجنب انخفاض السكر في الدم.
  3. من المفضل ارتداء سوار تعريف طبي يوضح حالتك المرضية في حالة الطوارئ.

وأخيراً، إذا كنت مصاباً بالسكري وقررت الصيام، يجب عليك استشارة طبيبك للتأكد من أنك قادر على الاعتناء بنفسك. وتذكر أن رمضان يعلم الانضباط والسيطرة على شهوات النفس، لذا لا تفرط في تناول الكربوهيدرات المضرة، فهي لن تصيبك بالسمنة وحسب، لكنها ستؤدي لاضطراب مستويات السكر في الدم وقد ينتج عنها مضاعفات خطيرة.

المحتوى محمي