ما يقرب من 37.9 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» في عام 2018، من بينهم 36.2 مليون شخص بالغ، و1.7 مليون من الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً. وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تؤكد أن هذا الفيروس واحد من أكبر التحديات التي تواجه الصحة العامة في العالم؛ إلا أن هناك تقدم كبير في الفهم العلمي لمرض الإيدز والوقاية منه، وعلاجه جزئياً، والأهم من ذلك هو التوعية العامة بمرض الإيدز. لذا في اليوم العالمي لمرض الإيدز نقدم إليكم رحلة صعود وانهيار الإيدز.
تاريخ معاناة البشرية
لا يمكن التحديد بدقة متى نشأ المرض، لكن الاعتقاد الأبرز أنه تطور من أحد أنواع الفيروسات التي تصيب الشمبانزي في غرب إفريقيا، وهو فيروس «نقص المناعة المكتسب». انتقل الفيروس عبر الصيادين، ويعتقد الباحثون أن الفيروس تطور في مرحلة ما إلى الشكل البشري لفيروس نقص المناعة البشرية.
أول حالة سجلها الباحثون إصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة كانت في عام 1959 لرجل في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقدر الباحثون أن ما بين 100 ألف إلى 300 ألف شخص أصيب بفيروس نقص المناعة البشرية قبل الثمانينات، ودرس الباحثون كيفية انتشار المرض. بحلول عام 1984، وبحلول عام 1995، كانت مضاعفات مرض الإيدز السبب الرئيسي للوفاة بين البالغين من 25 إلى 44 عامًا، لكن معدلات الوفيات بدأت في الانخفاض بعد أن أصبح العلاج متعدد الأدوية متاحًا على نطاق واسع.
تعريف مبسط للإيدز
نقص المناعة البشرية هو فيروس يمكن أن يؤدي إلى متلازمة نقص المناعة المكتسب أو الإيدز إذا لم يتم علاجه، ويطلق عليه «العوز المناعي المكتسب»؛ حين يعجز الجهاز المناعي عن أداء دوره في مكافحة العدوى والمرض. ولا يمكن للجسم البشري التخلص من فيروس نقص المناعة البشرية بشكل كامل، حتى مع العلاج، لأنه لا يوجد علاج جذري حتى الآن؛ لذلك بمجرد الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة يضطر المريض بالتعايش معه مدى الحياة.
هكذا ينتشر الإيدز داخل جسم الإنسان
حين يصاب الأشخاص بفيروس نقص المناعة البشرية ولا يتلقون العلاج، فإنهم عادةً ما يمرون بثلاثة مراحل من المرض.
المرحلة الأولى: العدوى الحادة وتحدث في غضون أسبوعين إلى 4 أسابيع بعد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. يعاني بعض الأشخاص في هذه المرحلة من أعراض شبيهة بالأنفلونزا؛ مثل الحمى والصداع والطفح الجلدي، وفي هذه المرحلة يتكاثر فيروس نقص المناعة البشرية بسرعة، وينتشر في جميع أنحاء الجسم، ويدمر خلايا «CD4» المسئولة عن محاربة العدوى في الجهاز المناعي.
المرحلة الثانية: فهي المرحلة السكون، وهي التي يستمر فيها الفيروس في التكاثر في الجسم ولكن بمستويات منخفضة للغاية. قد لا يعاني الأشخاص المصابون بالعدوى في هذه المرحلة من أي أعراض، وعادة ما تستمر هذه المرحلة 10 سنوات أو أكثر، على الرغم من أنها قد تتطور بشكلٍ أسرع في بعض الأشخاص.
المرحلة الثالثة هي المرحلة الأخيرة، والأكثر شدة؛ نظراً لأن الفيروس يكون قد ألحق أضراراً بالغة بالجهاز المناعي، فإن الجسم لا يستطيع مقاومة العدوى الانتهازية، وبدون علاج يعيش الأشخاص المصابون بالإيدز نحو 3 سنوات، لكن الذين يخضعون إلى العلاج؛ يمكنهم التعايش معه.
مضادات الفيروسات القهقرية ودراسات أخرى
مضادات الفيروس القهقري هي الأدوية التي تعالج فيروس نقص المناعة البشرية، وهو ليس علاجاً جذرياً ولكنه يبقي الفيروس تحت السيطرة بشكلٍ فعال للغاية. بالتالي التعايش معه، وفكرة مضادات الفيروس القهقرية بسيطة للغاية، فهي لا تقضي على الفيروس، ولكنها تحد من فعالية الفيروس في الجسم. بالتالي تمنح نظام المناعة الخاص بالمريض فرصة للتعافي والبقاء قوياً.
لم يكتفِ الباحثون حول العالم بالعلاج بمضادات الفيروس القهقري، ولا تزال الأبحاث تجري لإنهاء مرض 37.9 مليون مريض حول العالم، ولإيجاد علاج يستهدف المرض ويقضي على الفيروس. هناك دراسات أحرزت تقدماً كبيراً على الحيوانات في هذا الشأن؛ مثل استخدام قطع الحمض النووي للفيروس داخل جسم الإنسان عبر تقنية كريسبر الطبية.